اخر الاخبار

ترمب: أرغب في لقاء بوتين.. وتحسين العلاقة مع الصين

حدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في جلسة حوارية “ساخنة” بالمنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس”، أهم معالم سياسته وخطواته المستقبلية في قطاعات اقتصادية عدة أبرزها النفط والذكاء الاصطناعي، معرباً في الوقت نفسه عن رغبته في تحسين العلاقات مع الصين، ولقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين “قريباً” من أجل إنهاء الحرب على أوكرانيا، ونزع الأسلحة النووية.

ورداً على سؤال بشأن شكل العلاقات بين الولايات المتحدة، والصين خلال السنوات الأربع المقبلة، أجاب ترمب: “أعتقد أن العلاقات ستكون جيدة جداً، وكل ما نريده هو العدالة، وساحة منافسة متكافئة.. لا نريد تحقيق أفضلية، لقد كنا نعاني من عجز (تجاري) كبير مع الصين”.

وفي أول خطاب أمام المجتمع الدولي منذ تنصيبه، اتهم ترمب، الرئيس السابق جو بايدن بالسماح للعجز التجاري مع الصين “بالخروج عن السيطرة، إذ بلغ 1.1 ترليون دولار وهو عجز سخيف”، على حد وصفه، واعتبر أنها “مجرد علاقة غير عادلة، وعلينا أن نجعلها عادلة فقط، ولا يجب علينا أن نجعلها استثنائية.. علينا أن نجعلها علاقة عادلة الآن”.

“أحب شي”

لكن ترمب أبدى، بعد ذلك، إعجابه بالرئيس الصيني شي جين بينج قائلاً: “أحببت الرئيس شي كثيراً، لقد أحببته دائماً، وكانت لدينا دائماً علاقة جيدة جداً.. ونتطلع للتعامل بشكل جيد مع الصين، وتحقيق التوافق معها”.

وأعرب عن “أمله” بمساعدة من الصين على وقف الحرب الروسية على أوكرانيا، موضحاً أنه “سيعمل معهم على ذلك.. تحدثت عن ذلك في الاتصال الهاتفي مع الرئيس شي، وأمل أن نعمل معاً لوقف الحرب”.

وتحدث ترمب للحضور عن رغبته في نزع الأسلحة النووية، مرجحاً بأن تدعم روسيا والصين هذه الخطوة، وقال: “نود أن نرى نزعاً للأسلحة النووية.. وسأخبركم أن الرئيس بوتين أحب فكرة خفض الأسلحة النووية.. سنجعل بقيمة العالم يحذو حذونا، كما أن الصين التي أحبت الفكرة ستتبعنا أيضاً”.

واعتبر أن مسألة نزع الأسلحة النووية “ممكنة جداً”، واصفاً ذلك بأنه “سيكون رائعاً للكوكب”.

لقاء بوتين

وأبدى الرئيس الأميركي خلال الجلسة الحوارية رغبته في لقاء نظيره الروسي خلال وقت قريب، قائلاً: “أرغب بأن أكون قادراً على لقاء بوتين قريباً، من أجل إنهاء الحرب، وهذا ليس بسبب الوضع الاقتصادي أو أي شيء آخر، بل من منظور أن هناك ملايين من الأرواح التي تُهدر”.

ووصف الحرب بين أوكرانيا وروسيا بـ”الفظيعة”، وبـ”مذبحة”، مضيفاً: “أن لا أتحدث هنا عن الاقتصاد والمصادر الطبيعية بل أتحدث عن قتل كثير من الشباب في هذه الحرب.. لذلك، يجب أن تتوقف، مثل ما حصل في الشرق الوسط”، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”. 

وفي سؤاله عن مدى إمكانية الوصول إلى اتفاق سلام بين الطرفين، أجاب ترمب: “يجب عليكم أن تسألوا روسيا.. أوكرانيا مستعدة لإبرام اتفاق، وهذه الحرب كان يجب ألا تبدأ، ولو كنت حينها رئيساً لما حدثت”.

مستقبل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

وتطرق ترمب أيضاً إلى مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ووصف تعامل التكتل مع الولايات المتحدة بأنه “غير عادل” و”سيء”، وأضاف: “لديهم ضرائب كبيرة، كما أن ضرائب القيمة المضافة عالية جداً، وهم لا يأخذون بالأساس المنتجات الزراعية وسياراتنا، وهم يرسلون سيارات لنا بالملايين، ويفرضون تعريفات على أمور نريد أن نقوم بها نحن”.

وأشار إلى أن هذه التعريفات “تصعّب” عملية توريد المنتجات إلى أوروبا، وفي المقابل “يبيعون منتجاتهم في الولايات المتحدة”، مكرراً حديثه عن “العجز التجاري الذي يبلغ قيمته ملايين الدولارات”.

وأضاف: “لا أحد سعيد بذلك.. أنا أحاول أن أكون بناء، لأنني أحب أوروبا وأحب الدول الأوروبية، لكن الإجراءات هناك ثقيلة جداً، وهم يعاملون الولايات المتحدة بشكل غير عادل جداً في ظل ضرائب القيمة المضافة والضرائب الأخرى المفروضة علينا”.

وتحدث ترمب عن العلاقات التجارية مع كندا الذي سبق أن وصفها بـ”الولاية الـ51″، وقال: “لدينا عجز (تجاري) كبير جداً.. ولست متأكداً ما إذا كان هذا الأمر جيد بالنسبة لهم، وأنا دائماً أقول بأنه بإمكانهم أن يتحولوا إلى ولاية (أميركية) ولن يكون حينها هناك عجز ولن يتم فرض تعريفات عليهم”.

أسعار النفط

ووصف الرئيس العائد للبيت الأبيض، إعلانه “حالة الطوارئ الوطنية في قطاع الطاقة” بـ”المهم جداً”، وأوضح أن الهدف هو خفض أسعار النفط، وتمهيد الطريق لتعزيز البنية التحتية في قطاع الطاقة المتجددة.

وقال إنه سيطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيادة الاستثمارات في أميركا من 600 مليار إلى تريليون دولار، واستدرك: “توقعت أن تخفض السعودية أسعار النفط قبل الانتخابات، لكنه لم يفعلوا.. وأتوقع أنهم سيفعلون ذلك”.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيطلب من السعودية، ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفض تكلفة النفط.

ويرى ترمب أن خفض أسعار النفط سيتسبب “بشكل مباشر” في “وقف” الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2022، وتابع: “حالياً، الأسعار مرتفعة بما يكفي لاستمرار هذه الحرب”، وأفاد بأنه سيدعو لـ”خفض أسعار الفائدة” بعد “انخفاض أسعار النفط”.

الذكاء الاصطناعي

وأعلن الرئيس الأميركي، أن الولايات المتحدة تحتاج لـ”ضعف الطاقة” التي لديها لتشغيل عمليات الذكاء الاصطناعي “الناشئة بسرعة”، مؤكداً أنه سيصدر “قريباً” إعلانات طوارئ للسماح للشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي بالبدء في بناء المصانع “فوراً” نظراً للمنافسة القوية مع الصين.

لكنه اعتبر أن “المشكلة الكبرى هي أننا بحاجة إلى ضعف الطاقة التي لدينا حالياً في الولايات المتحدة.. وذلك حتى يصبح الذكاء الاصطناعي كبيراً حقاً كما نريد”.

“كوارث” إدارة بايدن

وأشار ترمب إلى أن “عصر الولايات المتحدة الذهبي بدأ.. وستكون بلادي قريباً أقوى وأكثر ثراءً ووحدةً من أي وقت مضى، وفي هذا الكوكب سنكون أكثر ازدهاراً وسلاماً بفضل هذا الزخم الرائع”.

وأكد أن إدارته “تتحرك بسرعة غير مسبوقة لإصلاح الكوارث التي ورثناها من مجموعة حاكمة غير كفؤة، وحل كل الأزمات التي تواجه بلادنا”، في إشارة إلى إدارة بايدن.

وذكر أن بداية هذه الإصلاحات ستتم عبر “مواجهة الفوضى الاقتصادية التي تسببت بها سياسيات الإدارة السابقة الفاشلة”، متطرقاً لمستوى ارتفاع مستويات العجز والتضخم “الذي بلغ أكثر من 50% من المستهدف التاريخي”.

ويرى أن نتيجة إجراءات إدارة بايدن هو مواجهة “أسوأ أزمة تضخم في العصر الحديث، وأعلى نسبة فائدة على مواطنين والعالم”، معتبراً أن بايدن “فقد السيطرة على الأوضاع في البلاد، وبالأخص في مسألة التضخم الاقتصادي وحدودنا”.

وأشار إلى أنه اتخذ عدة “إجراءات وبشكل سريع” منذ اليوم الأول لعودته إلى البيت الأبيض لـ”عكس كل هذه السياسيات الرجعية واليسارية التي تسببت بهذه الكارثة، والأخص في جريمة الهجرة، والتضخم”.

ودعا ترمب الشركات حول العالم للاستثمار في الولايات المتحدة والحصول على “أقل مستوى من الضرائب حول العالم”، مضيفاً: “في حال اخترت ألا تصنع منتجك في الولايات المتحدة، وهو حقك، فيجب عليك بكل بساطة دفع التعريفات الجمركية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *