ترمب: أنا أدير أميركا والعالم

أجرت مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية مقابلة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب نشرت الاثنين، قالت المجلة إن ترمب بدا فيها وأنه “يستمتع بممارسة سلطاته الرئاسية الآخذة في التوسع، في ولايته الثانية”.
وقالت المجلة التي كانت في قلب فضحية “تسريبات سيجنال”، بعدما أضيف رئيس تحريرها جيفري جولدبيرج بالخطأ إلى مجموعة نقاش بين كبار مسؤولي الأمن القومي بإدارة ترمب بشأن الضربات الأميركية على اليمن، إنها طلبت لقاء الرئيس الأميركي في مارس، وقدمت طرحها لكيفية إجراء المقابلة وهدفها، في خطاباًَ صاغته في وقت مبكر من مارس، وبدا أن ترمب وافق على الطلب ومنحهم مقابلة موسعة قبل أن يغير رأيه ويهاجم الصحافيين الذان كانا سيقومان بالمقابلة آشلي باركر ومايكل شيرار.
وذكرت المجلة أن المحررين اتصلا بترمب مباشرة على هاتفه الجوال بعدها وأنه أجاب، وأجريا معه مقابلة قصيرة في سياق قصة موسعة عن كيفية عودته إلى المشهد السياسي منتصراً بعد خروجه من السلطة في 2021، وسط تخلي حلفاؤه عنه، قبل أن تعيد المجلة طلبها من ترمب في أبريل، لعقد لقاء وجهاً لوجه، أبلغ البيت الأبيض، المجلة بعدها، أنه قوبل بالرفض، قبل أن يعاود ترمب الاتصال بأحد الصحافيين المكلفين بالمقابلة في منتصف أبريل، والجلوس معهما في 24 أبريل، ومعهم جولدبيرج، رئيس تحرير المجلة، والذي هاجمه ترمب في سياق رد الإدارة على تسريبات سيجنال.
“أدير البلاد والعالم”
وقالت المجلة: “سألنا الرئيس عمّا إذا كانت ولايته الثانية تبدو مختلفة عن الأولى. فأجاب بأنها كذلك، وقال إنه في المرة الأولى، كان عليّ أن أقوم بأمرين، إدارة البلاد والبقاء؛ كان لديّ كل هؤلاء الأشخاص الفاسدين”، في إشارة إلى دائرة مساعديه المقربين و أعضاء إدارته الذين أعاقوا تنفيذ أجندته.
وأضاف ترمب: “أما في المرة الثانية، فأنا أدير البلاد والعالم”.
واستعرضت المجلة في قصتها الموسعة التي تجاوزت كلماتها 12 ألفاً، كيف عاد ترمب إلى صدارة المشهد السياسي منتصراً، بفضل فوزه بفترة رئاسية ثانية، وسعيه لإعادة تشكيل البلاد والعالم بشكل دراماتيكي، معتبرة أنه يمكن وصفه الآن بأنه “أبرز زعيم أميركي في القرن الواحد والعشرين”.
وتحدثت المجلة إلى عدد كبير من المصادر المقربة من ترمب، لرسم صورة لعودته إلى صدارة المشهد السياسي وتودد المليارديرات إليه خاصة ملاك وسائل التواصل الاجتماعي التي حظرته في 2021 بعد الهجوم على الكابيتول في 6 يناير، وتخلي حتى أقرب حلفاؤه السياسيين عنه، وكيف أعاد ترمب بناء دائرة نفوذه.
الترشح لـ2028
ورداً على سؤال بشأن الترشح لولاية ثالثة في 2028، وشائعة مفادها أنه كلّف وزارة العدل بالنظر في قانونية ترشحه مرة أخرى في عام 2028. أجاب بأنه لم يفعل ذلك.
ولكن المجلة أشارت إلى أن ترمب “بدا وكأنه ترك الباب مفتوحاً أمام هذا الاحتمال”. وقال ترمب للمجلة: “سيكون ذلك تحطيماً هائلاً للقواعد، أليس كذلك؟”، وأضاف ضاحكاً: “ربما أحاول فقط أن أحدث خرقاً”.
وأشار ترمب مرتين إلى أن مؤيديه يهتفون له بانتظام مطالبين إياه بالترشح لولاية ثالثة، لكنه خلص إلى القول: “ليس هذا أمراً أسعى إليه. وأعتقد أنه سيكون أمراً بالغ الصعوبة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن منظمة ترمب بدأت في بيع قبعات “ترمب 2028”.
وول ستريت والسلطوية والترحيل الجماعي
ورفض ترمب ما يتردد بين محللي وول ستريت بأن الاضطرابات المالية، من تدهور الأسواق، وخطر الركود، وضعف الدولار، قد تجبره على التراجع عن سياساته الجمركية.
وعن المخاوف من أن إدارته تدفع البلاد نحو السلطوية، حيث يستخدم السياسيون سلطاتهم لمعاقبة خصومهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم، “كما كان ترمب يحاول أن يفعل مع كريس كريبس (المسؤول السابق)، وجامعة هارفارد، وشركات المحاماة، والجامعات، ووسائل الإعلام”.
قالت “ذي أتلانتيك”، إن ترمب لم يجب عن السؤال بشكل مباشر، ولكنه تحدث بدلاً من ذلك عن المظالم التي تعرض لها.
وأضافت المجلة أنها واصلت الضغط عليه، وأعادت طرح مسألة جهوده لترحيل المهاجرين غير الشرعيين دون إجراءات قانونية مناسبة، وسألته “ماذا لو أخطأت إدارته ورحلت شخصاً عن طريق الخطأ، سواءً كان مقيماً قانونياً أو حتى مواطناً أميركياً؟ أجاب ترمب: “دعوني أخبركم أن لا شيء سيكون مثالياً في هذا العالم”.
“الديمقراطيون فقدوا ثقتهم بأنفسهم”
وذكرت المجلة أن ترمب تحدث عن خصومه السياسيين بـ”نوع من الحيرة الحقيقية، إن لم يكن بالشفقة”، وقال ترمب وفقاً للمجلة، “أعتقد أن الديمقراطيين فقدوا ثقتهم بأنفسهم”.
وأضاف: “لا أعتقد أنهم يعرفون ما يفعلونه. أظن أنهم بلا قائد. إذا سألتموني الآن، وأنا أعرف الكثير عن الحزب الديمقراطي، صحيح؟ لا يمكنني أن أخبركم من هو قائدهم. لا أستطيع أن أقول إنني أرى أي شخص يلوح في الأفق”.