ترمب: بكين ستعاقب ونراجع الرسوم على سلاسل إمداد الإلكترونيات

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكين بعدم “الإفلات من العقاب”، ونفى “استثناء” الأجهزة الإلكترونية من الرسوم الجمركية على الصين، موضحاً أنها تخضع لتعريفة بنسبة 20%، كما أعلن إجراء مراجعة للرسوم على سلاسل إمداد الإلكترونيات ضمن “تعريفات متعلقة بالأمن القومي”.
وذكر الرئيس الأميركي، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، أنه “لا أحد سيفلت من العقاب بسبب موازين التجارة غير العادلة والحواجز غير الجمركية التي فرضتها دول أخرى ضدنا، وعلى وجه الخصوص الصين، التي تُعاملنا بأسوأ شكل على الإطلاق”.
وأضاف ترمب: “لم يتم الإعلان عن أي استثناء جمركي يوم الجمعة. هذه المنتجات تخضع لتعرفة (الفنتانيل) الحالية البالغة 20%، وهي فقط تنتقل إلى فئة جمركية مختلفة. مروجو الأخبار الكاذبة يعرفون ذلك، لكنهم لا يعلنون”.
وأظهرت بيانات إدارة الجمارك الأميركية، في وقت متأخر الجمعة، استثناء المنتجات الإلكترونية من الرسوم الجمركية المتبادلة مع دول العالم، والتي تبلغ ضد الصين 145%، مكتفية بتواجد هذه السلع ضمن قائمة تعريفات تستهدف المنتجات الصينية بنسبة 20%، ما أتاح متنفساً لشركات التكنولوجيا التي تعتمد على المنتجات المستوردة مثل أبل.
وأعلن ترمب أن إدارته “تجري مراجعة لأشباه الموصلات، وسلسلة الإمداد الإلكترونية بالكامل، ضمن تقييمات الرسوم الجمركية القادمة المتعلقة بالأمن القومي”، معتبراً أن “ما اتضح هو أننا بحاجة إلى تصنيع المنتجات داخل الولايات المتحدة، وأننا لن نُترك تحت رحمة دول أخرى، وخصوصاً الدول التي تُعادي تجارتنا مثل الصين، والتي ستفعل كل ما بوسعها لإهانة الشعب الأمريكي”.
وتابع الرئيس الأميركي: “لا يمكننا السماح لهم بالاستمرار في استغلالنا تجارياً كما فعلوا لعقود، تلك الأيام قد انتهت”.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الأحد، في مقابلة مع ABC نيوز إن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى ستخضع، إلى جانب أشباه الموصلات، لرسوم جمركية منفصلة “قد تفرض في غضون شهر تقريباً”.
أدوات ضغط إضافية
في سياق متصل، قال كبير موظفي البيت الأبيض للسياسات ستيفن ميلر، الأحد، إن الولايات المتحدة الأميركية تمتلك أدوات نفوذ وضغط إضافية على الصين تخص أمنها، معتبراً أن خطة ترمب بشأن الاستثناءات من التعريفات الجمركية تسير بدقة عالية.
وأضاف ميلر، في تصريحات لشبكة FOX NEWS: “لدى الولايات المتحدة أدوات نفوذ أخرى ضد الصين، لن أخوض في تفاصيلها هنا، لكن هناك الكثير من الأمور التي تُعد ضرورية لأمن الصين، وتعتمد فيها على الولايات المتحدة، لذا سيكون من الحكمة أن تسلك بكين طريق التهدئة”.
واعتبر أن خطة الرئيس الأميركي بشأن استثناءات التعريفات الجمركية تنفذ الآن بدقة عالية، مضيفاً:”ترمب لديه خطة مفصلة منذ البداية، وهي تُنفذ الآن بدقة، إلا أن بعض وسائل الإعلام تتعمد تقديم صورة مشوهة عن هذه الخطة”.
وأضاف ميلر “عندما أعلن الرئيس الأميركي عن الرسوم الجمركية المتبادلة، صرّحت حكومتنا في ذلك الوقت بوضوح أن السفن وأشباه الموصلات، وهما عنصران أساسيان في أمننا القومي، سيتم التعامل معهما من خلال سلطة تجارية منفصلة تُعرف باسم الإجراء 232، مشيراً إلى أنه “لا توجد إعفاءات، فالجميع يدفع على الأقل نسبة 20% وهذه المكونات الحساسة بالذات تُعالج من خلال مسار منفصل تشرف عليه وزارة التجارة”.
واعتبر ميلر أن ذلك كان جزءاً من الخطة منذ البداية، لأن هذه المكونات ضرورية للغاية لأمننا القومي، وبالتالي يجب أن يُخصص لها “مسار خاص لإعادة توطين تلك الصناعات الحيوية”.
وأشار ميلر إلى أنه “عندما ارتفع معدل الرسوم إلى المعدل الكامل 145% وتجاوز النسبة الأصلية 20% أصبح من الضروري نشر قائمة أكثر تفصيلاً من قبل الجمارك وحماية الحدود CBP توضح المعدلات وكيفية تطبيقها”.
واعتبر ميلر أن “الخطة مفصّلة ومتقدمة، وتهدف إلى التصدي للتوسع الاقتصادي الصيني ضد الولايات المتحدة”، متوقعاً ارتفاع أسهم “شركات أشباه الموصلات وأبل وغيرها من الشركات المعنية بهذه الإجراءات، عند فتح الأسواق الاثنين.
وأضاف: “إنه لأمر مخزٍ أن عناصر أساسية من قاعدتنا الصناعية، والدفاعية، والطبية والتصنيعية والصيدلانية، ومكوّناتنا الإلكترونية، وأشباه الموصلات، سمحنا بأن تتمركز سلاسل إمدادها في الصين، ما منحها القدرة على فرض هذا النوع من السيطرة على باقي العالم من خلال وسائل غير مشروعة، هذا غير معقول”.