قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إنه يتوقع زيارة الصين العام المقبل، مرجحاً في الوقت نفسه أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينج لاحقاً “العاصمة واشنطن، أو بالم بيتش، أو مكان ما هناك”، في إشارة إلى المنتجع الخاص بترمب في ولاية فلوريدا.
وأوضح ترمب، في حديثه للصحافيين على متن طائرة الرئاسية “إير فورس وان” وهو في طريقه من ماليزيا إلى اليابان، أنه “جرى الاتفاق تقريباً” على زيارته المقبلة إلى الصين، ملمحاً إلى احتمال عقد قمّتين متبادلتين بينه وبين نظيره الصيني.
وتحدث ترمب عدة مرات خلال العام الجاري عن نيّته زيارة الصين، موضحاً أن الزيارة تهدف إلى “إعادة تنظيم العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين”.
وفي يناير الماضي، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع أن ترمب أبلغ مستشاريه بنيّته زيارة الصين خلال 100 يوم الأولى من رئاسته، مشيراً إلى أن الهدف من الزيارة هو “فتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية”.
وفي يوليو الماضي، قال ترمب إنه “قد يزور الصين في مستقبل ليس ببعيد”، موضحاً أن الرئيس شي وجه له دعوة رسمية إلى بكين، وأضاف: “سنقرّر ذلك قريباً، ولا أعتقد أنه بعيد”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل ترقب للقاء، الخميس المقبل، بين الرئيس الأميركي والصيني على هامش قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية.
ويأتي الاجتماع بعدما أعد مسؤولون أميركيون، وصينيون خلال اجتماع في العاصمة الماليزية كوالالمبور، الاثنين، إطار عمل لاتفاق تجاري تمهيداً لعرضه على ترمب وشي، سيعلق في حال إقراره الرسوم الجمركية الأميركية على الصين، والقيود الصينية على صادرات المعادن الاستراتيجية.
قال ترمب إن الولايات المتحدة، والصين تقتربان من التوصل لاتفاق تجاري، مضيفاً: “أكنّ احتراماً كبيراً للرئيس شي، وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق”.
ولفت إلى أن “الصين قادمة، وسيكون الأمر مشوقاً للغاية”، مشيراً إلى أنه قد يوقع اتفاقاً نهائياً بشأن نقل ملكية منصة “تيك توك” الصينية إلى مستثمرين أميركيين.
تفاؤل صيني
وفي المقابل، أعرب وزير الخارجية الصيني وانج يي لنظيره الأميركي ماركو روبيو خلال مكالمة هاتفية، الاثنين، عن أمل بلاده في أن يحدث تقارب بين البلدين، وأن يلتقيا في منطقة وسط “استعداداً لتفاعلات رفيعة المستوى”، حسبما جاء في بيان رسمي صيني.
وأضاف وانج أن الرئيسين الصيني والأميركي تربطهما “علاقات طويلة الأمد، ويكن كل منهما الاحترام للآخر”، واصفاً العلاقة بينهما بأنها “أثمن رصيد استراتيجي في العلاقات الصينية الأميركية”.
ولم يؤكد البيان الصيني أن الرئيسين سيلتقيان بشكل مباشر، لكن البيت الأبيض قال في وقت سابق إنهما سيلتقيان، الخميس.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً جديداً في الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد فترة من الهدوء النسبي، مع توسيع بكين سيطرتها على المعادن النادرة، وضغوط واشنطن بفرض رسوم موانئ إضافية على السفن الصينية، مما أثار موجة من الإجراءات المضادة المتبادلة.
وقال وانج، وفقاً للقراءة التي نشرتها وزارته: “شهدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة بعض التقلبات والمنعطفات”.
وتابع: “أوضح الجانبان مواقفهما، وعززا التفاهم” خلال المحادثات التجارية في كوالالمبور.
ولفت وانج إلى أن العلاقات الثنائية يمكن أن تتقدم طالما أن كلا الجانبين “ملتزمان بحل النزاعات من خلال الحوار والتخلي عن ممارسة الضغط حسب الأهواء”.
