قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إنه لا يزال يفكر في توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى المواقع النووية الإيرانية، مشيراً إلى أنه قدم لطهران ما وصفه بـ”الإنذار الأخير”.
وعن احتمالية توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، ذكر ترمب في حديثه للصحافيين بالبيت الأبيض: “قد أفعلها، وقد لا أفعلها، لا أحد يعلم ماذا سأفعل، وإيران تواجه مشاكل كثيرة، وهم يريدون التفاوض”، معتبراً أن “هناك فرقاً كبيراً بين ما يحصل الآن وما حصل قبل أسبوع”.
وتابع: “قلت لماذا لم تفاوضوني قبل كل هذا الموت والدمار؟ لماذا لم تفاوضوني؟ قلت: لماذا لم تفاوضوني قبل أسبوعين؟ كان بإمكانكم أن تفعلوا ذلك بشكل جيد، كان بإمكانكم أن تحتفظوا بدولتكم”.
وعندما سُئل عن مقصده عندما كتب على منصته “تروث سوشيال” ضمن سلسلة منشورات عن إيران: “الاستسلام غير المشروط”، أجاب ترمب: “هذا يعني أنني اكتفيت، ولا مزيد بعد الآن”.
ورداً على سؤال عما إذا كان قد وجه إنذاراً نهائياً لإيران، قال: “يمكنكم قول ذلك”. وأضاف: “ربما يمكنكم تسميته الإنذار الأخير، الإنذار الأخير المطلق، أليس كذلك؟”.
“حظاً سعيداً لخامنئي”
وأشار ترمب، إلى أن “الإيرانيين يرددون منذ 40 عاماً شعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل، والموت لأي أحد لا يحبونه.. والآن لم يعودوا يتنمرون أبداً، وسنرى ما سيحدث، وكما تعلمون، الحرب معقدة للغاية”.
وذكر أنه “قد تحدث أمور سيئة كثيرة، وتحولات كبيرة، لذا لا أعرف، ولا أستطيع أن أجزم بأننا فزنا بأي شيء بعد، بل أقول إننا حققنا تقدماً كبيراً”.
وتعليقاً على تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي الذي يقول إن طهران لن تستلم، قال ترمب: “أقول له حظاً سعيداً”.
ووصف ترمب إيران بـ”العاجزة”، وقال: “لا أعرف إلى متى سيستمر هذا الوضع. إنهم عاجزون تماماً. ليس لديهم أي دفاع جوي، لقد تم تدميرها بالكامل، تعلمون أننا سيطرنا على المجال الجوي بالكامل، أليس كذلك؟”.
وكان خامنئي توعّد، في وقت سابق الأربعاء، الولايات المتحدة بأنه حال شنت هجمات على إيران ستكون “عواقبه وخيمة لا يمكن إصلاحها”، مشدداً على أن طهران “لن تستلم”.
وأضاف خامنئي إن “على واشنطن أن تعلم أننا لن نستسلم، وأن أي هجوم أميركي ستكون عواقبه وخيمة لا يمكن إصلاحها”.
ووصف تهديدات الرئيس الأميركي بـ”السخيفة”، قائلاً إن “العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها، لا يخاطبون هذا الشعب بلغة التهديد، لأن الشعب الإيراني لا يمكن إخضاعه.. وعلى الأميركيين أن يدركوا جيداً أن أي تدخل عسكري من جانبهم سيُقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها”.
وأضاف، أن “إيران لن تقبل أن يفرض عليها سلاماً أو حرباً، وأن هذه الأمة لن تستسلم لأحد”، معتبراً أن “إسرائيل ارتكب خطأ فادحاً، وستلقى جزاء عملها”.
“قلت لنتنياهو استمر”
وعن مضامين اتصاله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترمب: “قلت له استمر، وأنا أتحدث معه هاتفياً وبشكل يومي، إنه رجل جيد، وقام بالكثير، ولا يعامل بصورة جيدة في بلاده”.
وأشار الرئيس الأميركي، إلى أنه قد تكون هناك نهاية للصراع “قريباً”، لكنه قال: “لا يعرف إلى متى سيستمر هذا الصراع.. والأسبوع المقبل سيكون حافلاً، وربما أقل”.
وذكر ترمب أن الإيرانيين تواصلوا مع الولايات المتحدة، وأنهم “اقترحوا إجراء محادثات في البيت الأبيض”.
وسارعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إلى نفي تصريحات ترمب ووصفتها بأنها “أكاذيب”، وقالت في منشور على منصة “إكس”، إنه لم يطلب أي مسؤول إيراني “التذلل على أعتاب البيت الأبيض”.
وأضافت: “إيران لا تفاوض تحت الإكراه، ولا تقبل السلام تحت الإكراه”.
ورغم نفي بعثة إيران في الأمم المتحدة هذه الاتصالات، قال مسؤول أميركي كبير لـ”أكسيوس”، إن “إيران اقترحت إجراء محادثات في البيت الأبيض”، لكنه ذكر أنه “لا توجد خطط محددة” لعقد مثل هذا الاجتماع، الذي سيكون في حال انعقاده، الأول من نوعه منذ الثورة الإيرانية عام 1979.