قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن “الأمور تسير على ما يرام في غزة” و”قد يكون لدينا شيء نتحدث عنه قريباً جداً”، في إشارة لمفاوضات وقف إطلاق النار بالقطاع التي تستضيفها قطر بين “حماس” وإسرائيل.
وجاء تصريح ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته، بعد أن توقع في 27 يونيو الماضي قبل أكثر من أسبوعين أن يدخل وقف النار في غزة حيز التنفيذ في غضون أسبوع.
ووصف الرئيس الأميركي الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 بأنه “واحدة من أسوأ صفقات العقارات التي تمت على الإطلاق”، وأضاف: “لقد تخلوا عن العقارات المطلة على المحيط… وكان من المفترض أن يجلب ذلك السلام… لكنه جلب العكس تماماً”.
رئيس المخابرات المصرية في الدوحة
وعلى مدى الأسبوع الماضي، حضر وفدان من حركة “حماس” وإسرائيل، 8 جولات من المفاوضات في قطر، بتسهيل من رئيس الوزراء القطري ومسؤولين من الاستخبارات المصرية.
وفي إطار تحركات مكثفة يقودها وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر لدفع جهود الهدنة في غزة، عقد رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، لقاءات في الدوحة مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ومسؤولي الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، بحسب قناة “القاهرة الإخبارية”.
ونقلت القناة المصرية عن مصادر أن لقاءات رشاد تهدف إلى دفع جهود وقف إطلاق النار وتجاوز العقبات التي تعرقل الاتفاق، مؤكدة توافق مصر وقطر على ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة تشمل إدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى والمحتجزين.
خريطة إسرائيلية ثالثة
وقدمت إسرائيل خريطة ثالثة، الاثنين، لانتشار قواتها في غزة طوال فترة، وقف إطلاق النار التي وفق الصفقة المطروحة ستسمر إلى 60 يوماً، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست”.
وتتمثل نقاط الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس في انسحاب الجيش الإسرائيلي، أثناء وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة.
ويُظهِر الاقتراح الإسرائيلي الثالث بشأن خريطة الانتشار مزيداً من الانسحاب على طول الحدود بين غزة ومصر بين محوري فيلادلفيا وموراج.
ويأتي هذا الاقتراح بعد أن قال مسؤولون فلسطينيون، السبت، إن مفاوضات وقف إطلاق النار على وشك الانهيار، موضحين أن الوفد الإسرائيلي، الذي أُرسل إلى الدوحة في قطر فقط كان من أجل لشراء الوقت لإسرائيل.
واتهمت حركة “حماس”، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإفشال جولات التفاوض الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنه لا يريد التوصل لأي اتفاق.
وأضافت “حماس” في بيان أن نتنياهو “يزج بجيشه… في حرب عبثية بلا أفق، استمرارها لا يهدد فقط حياة الأسرى والجنود، بل يُنذر بكارثة على المستوى الاستراتيجي لكيانه”.
وفي وقت سابق، الأحد، اتهم نتنياهو حركة “حماس” برفض المقترح الأميركي، مشيراً إلى أن حكومته قبلت بالمقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وبعد ذلك النسخة المعدلة التي اقترحها الوسطاء.
“الوضع على الأرض كما هو”
قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاثنين، إن “شيئاً لم يتغير على الأرض”، منذ الاتفاق بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بشأن استئناف المساعدات إلى غزة، مؤكداً أن الوضع الإنساني لا يزال على حاله، وذلك قبيل اجتماع في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط.
فيما أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الاثنين، أن هناك مؤشرات على وصول المزيد من الشاحنات والإمدادات إلى قطاع غزة، لكن الاتحاد لا يرى تحسناً كافياً على الأرض.
وتوصل التكتل إلى اتفاق مع إسرائيل الأسبوع الماضي، لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، عبر أمور منها زيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات وفتح المعابر وبعض طرق المساعدات.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 58 ألفاً و 386 و139ألفاً و77 مصاباً، في وقت لا تزال فيه أعداد من الضحايا عالقة تحت الركام وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بفعل القصف المستمر والدمار الكبير.