أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أن الولايات المتحدة ستستأنف التجارب النووية، ولم يرد بشكل مباشر عندما سُئل عما إذا كان ذلك سيشمل التجارب النووية التقليدية تحت الأرض، التي كانت شائعة خلال الحرب الباردة.
وأضاف ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، أثناء توجهه إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا، عندما سئل عن التجارب النووية تحت الأرض: “ستعرفون ذلك قريباً جداً، لكننا سنجري بعض الاختبارات”، وتابع: “الدول الأخرى تفعل ذلك.. إذا كانوا سيفعلون ذلك، فسنفعلها نحن”.
وقال ترمب، الخميس، إنه أمر الجيش الأميركي باستئناف عملية اختبار الأسلحة النووية فوراً، بعد توقف دام 33 عاماً، في خطوة بدت وكأنها تحذير للقوتين النوويتين المنافستين الصين، وروسيا.
جاء هذا الإعلان المفاجئ من ترمب عبر موقع “تروث سوشيال” بينما كان على متن طائرة الرئاسة الهليكوبتر “مارين وان” في طريقه للقاء الرئيس الصيني شي جين بينج، في جلسة مفاوضات تجارية في بوسان بكوريا الجنوبية.
الأسلحة النووية تعود إلى الواجهة
وعاد ملف الأسلحة النووية، الذي كان يُنظر إليه سابقاً باعتباره من مخلفات حقبة الحرب الباردة، إلى الواجهة مجدداً، مع إطلاق موسكو تهديدات نووية متكررة، بالتزامن مع حرب أوكرانيا.
وأعلنت روسيا، الأسبوع الماضي، اختبار صاروخ جديد، يعمل بالطاقة النووية يمكنه حمل رؤوس نووية، يُعرف باسم “بوريفيستنيك” (Burevestnik)، ويحمل الاسم الرمزي Skyfall لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بالإضافة إلى اختبار طائرة مسيّرة مسلحة نووياً تحت الماء.
أما الصين، فتعمل على بناء مزيد من صوامع الصواريخ النووية الأرضية، في حين كشفت كوريا الشمالية مؤخراً عن صاروخ باليستي عابر للقارات جديد تخطط لاختباره، ضمن ترسانة نووية يُعتقد أنها قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
وأشار ترمب في منشوره أيضاً، إلى أن الولايات المتحدة “تمتلك أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى”، غير أن تقديرات جمعية الحد من التسلح، ومقرها واشنطن، تفيد بأن روسيا تملك نحو 5580 رأساً نووياً، مقابل 5225 رأساً للولايات المتحدة، وتشمل هذه الأرقام الرؤوس النووية “المتقاعدة” التي لا تزال في انتظار تفكيكها.
أما معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI، فذكر أن الولايات المتحدة تحتفظ بـ1770 رأساً منشوراً، و1930 رأساً احتياطياً، مقابل 1718 رأساً منشوراً و2591 رأساً احتياطياً لدى روسيا، وهو ما يجعل البلدين معاً يمتلكان نحو 90% من الرؤوس النووية في العالم.
ومنذ أول تفجير نووي أميركي في عام 1945 والمعروف باسم Trinity، وحتى عام 1992، أجرت الولايات المتحدة 1030 تجربة نووية، وهو أعلى رقم مسجّل في العالم. ولا تشمل هذه الأرقام القنبلتين النوويتين اللتين استُخدمتا ضد اليابان في هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية.
وبدأت الاختبارات النووية الأميركية في الغلاف الجوي، قبل أن تُنقل لاحقاً إلى باطن الأرض للحد من التلوث الإشعاعي. ويُطلق العلماء على كل تجربة اسم “طلقة”.
وكان آخر اختبار نووي أميركي قد أُطلق عليه اسم “ديفايدر”، ضمن عملية “جولين”، وأُجري في سبتمبر 1992 في موقع نيفادا للأمن القومي، الواقع على بُعد نحو 105 كيلومترات من مدينة لاس فيجاس.
وأوقفت واشنطن، تجاربها النووية، في نهاية الحرب الباردة، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتوقيعها معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية CTBT في عام 1996.
