قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إن بلاده ستستأنف المفاوضات مع إيران، الأسبوع المقبل، وقد توقع اتفاقاً يتضمن التخلي عن البرنامج النووي، مشدداً على أن إسرائيل وإيران منهكتان، لكن الصراع بينهما قد يتجدد.

وأضاف ترمب في مؤتمر صحافي في لاهاي التي تستضيف قمة حلف شمال الأطلسي: “تعاملت مع الطرفين، وكلاهما متعب، ومنهك… هل يمكن أن يبدأ الصراع مرةً أخرى؟ أعتقد نعم، يوماً ما يمكن حدوث ذلك، بل ربما يبدأ قريباً”.

وأشار إلى أن الجانبين “راضيين بالعودة إلى بلديهما، والخروج من المواجهة”، لافتاً إلى أن “إيران تتمتع بميزة كبيرة، لكنني لا أعتقد أنهم سيعودون للبرنامج النووي”.

وأضاف: “سنتحدث مع إيران الأسبوع المقبل، وربما نوقع اتفاقاً، لا أعلم. وبالنسبة لي، لا أعتقد أن ذلك ضروري”، موضحاً أن إدارته ستطالب بنفس الالتزامات التي طالبت بها قبل بدء إسرائيل حربها على إيران في 13 يونيو الجاري.

وذكر أن الولايات المتحدة “لا تريد وجود برنامج نووي، لكننا دمرنا النووي. بعبارة أخرى، لقد تم تدميره. قلت إيران لن تمتلك نووياً. حسناً، لقد دُمر تماماً، ولذلك لا أشعر بحماس كبير تجاه الأمر. إذا حصلنا على وثيقة، فلن يكون ذلك سيئاً. سنجتمع معهم”.

وأشار ترمب إلى أنه سأل وزير خارجيته ماركو روبيو، الذي يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن القومي، أثناء صعودهما إلى المنصة إذا كان يريد صياغة اتفاق، مضيفاً أنه يعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها دفع الإيرانيين لتوقيع مثل هذه الوثيقة.

من جهته، قال روبيو للصحافيين، إن “إبرام هذا الاتفاق يعتمد على مدى استعداد إيران للتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة، وليس عبر وسطاء”.

الضربات الأميركية

وتحدث ترمب عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية الثلاث فوردو ونطنز وأصفهان التي ضربتها الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، وقال: “خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، نفذت الولايات المتحدة بنجاح ضربة دقيقة وواسعة النطاق على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية”.

ويرى أن هذه الهجمات “الكبيرة مهدت الطريق نحو السلام، عبر اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار” مع إسرائيل.

ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران قد أخفت اليورانيوم المخصب في مكان غير معلوم، أجاب ترمب: “لا، بل على العكس تماماً، نعتقد أننا هاجمناهم بقوة كبيرة وبسرعة، ولم يتمكنوا من نقلها. ولو كنت تعرف فعلاً تلك المادة، لعلمت أن عملية نقلها صعبة جداً وخطيرة جداً.. كما أنها في الحقيقة ثقيلة جداً”.

وقرأ ترمب رسالة صادرة عن هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، حيث نصت على أن “الضربة الأميركية المدمرة على منشأة فوردو دمرت البنية التحتية الحيوية للموقع، وجعلت مكان التخصيب غير صالح للعمل تماماً”.

وأضاف: “نحن نعتمد على معلوماتنا الاستخبارية، ولا نعتمد على الاستخبارات الإسرائيلية”، لافتاً إلى أن “المعلومات التي جمعناها بعد الضربات تؤكد تدمير الموقع بالكامل”.

وخلص تقييم استخباراتي أميركي إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، أخرت برنامج طهران النووي لأشهر “ولم تدمره”، فيما اعتبر البيت الأبيض، أن هذا التقييم الأولي “خاطئ تماماً”، مشيراً إلى أنه تم تصنيفه على أنه “سري للغاية”.

النفط الإيراني

ويرى الرئيس الأميركي، أن “إيران ستحتاج إلى أموال النفط لإعادة البلاد إلى حالتها الطبيعية”، مشيراً إلى أنه “لا يعارض شراء الصين لنفط إيران”.

وقال ترمب رداً على سؤال بشأن ما إذا كان سماح الصين بشراء النفط الإيراني يعني نهاية حملة “الضغط الأقصى” التي تتبعها إدارته على إيران: “أنظر، لقد خاضوا حرباً. الحرب دارت، وقد قاتلوا بشجاعة. أنا لا أستسلم”.

وتابع: “هم يعملون في قطاع النفط. أعني، بإمكاني إيقافهم إن شئت. لا أريد فعل ذلك. سيحتاجون إلى المال لإعادة بناء هذا البلد. نريد أن نرى ذلك يحدث”، مؤكداً أنه ليس من أهداف إدارته السيطرة على النفط.

وكان الرئيس الأميركي قال، الثلاثاء، إن الصين يمكنها مواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن وافقت إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار، وهي خطوة أوضح البيت الأبيض أنها لا تعني تخفيف العقوبات الأميركية.

وكتب ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال” قائلاً: “يمكن للصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران. ونأمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضاً”.

وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة “رويترز”، أن ترمب كان يقصد عدم وجود محاولات من جانب إيران حتى الآن لإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، إذ أن إغلاقه كان سيؤدي لعواقب وخيمة على الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني في العالم.

وأضاف المسؤول: “يواصل الرئيس دعوة الصين وجميع الدول إلى استيراد نفطنا الرائع بدلاً من استيراد النفط الإيراني في انتهاك للعقوبات الأميركية”.

شاركها.