يجري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محادثات مع الجانب الأفغاني بشأن إعادة تموضع القوات الأميركية في قاعدة “باجرام” الجوية، مشيراً إلى أن مغادرة القاعدة في عهد الرئيس جو بايدن كانت “من أسوأ الأيام في تاريخ الولايات المتحدة”، على حد وصفه.

وأوضح الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، الجمعة، أنه كان سيُبقي على القاعدة الجوية العسكرية رغم “نيته سحب القوات وقتها، بعدما خفّض عدد الجنود إلى 5 آلاف خلال ولايته الأولى”، مضيفاً: أن “ما كان ينبغي التخلي عنها (باجرام) أبداً”.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في وقت سابق الجمعة، عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع حركة “طالبان” من أجل إعادة الوجود العسكري الأميركي على نطاق ضيق في قاعدة “باجرام” الأفغانية، لتكون نقطة انطلاق لعمليات “مكافحة الإرهاب”.

وأضافت الصحيفة: “لم يبد مسؤولو طالبان موافقتهم حتى الآن على الاقتراح، الذي يأتي ضمن محادثات أوسع تُجرى مع مسؤولي كابول بهدف استئناف العلاقات”.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي أن المحادثات التي يرأسها المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، آدم بولر، تشمل تبادلاً محتملاً للمحتجزين واتفاقات اقتصادية وأمنية محتملة أيضاً.

لماذا يرغب ترمب في السيطرة على “باجرام”؟

أوضح ترمب، الخميس، أن بلاده تسعى لاستعادة قاعدة باجرام الجوية قرب العاصمة الأفغانية كابول، والتي سيطرت عليها حركة “طالبان” خلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021.

وقال ترمب في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “سنستعيد قاعدة باجرام الجوية الكبيرة، وهي واحدة من أكبر القواعد الجوية في العالم، طالبان تستحوذ عليها بلا مقابل)”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “نحاول استعادتها.. هم (طالبان) يريدون أشياءً منا، ونحن نريد استعادة القاعدة”، مشيراً إلى أن “الكثير من الأمور تحدث، لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة لأن هذه المسألة لم تُحسم بعد”.

ولفت ترمب إلى أن أحد الأسباب التي تدفع واشنطن للسعي وراء هذه القاعدة الجوية “هو أنها تبعد ساعة واحدة عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”.

لماذا غادرت أميركا “القاعدة الجوية” بعد 20 عاماً؟

في يوليو 2021، غادرت القوات الأميركية قاعدة “باجرام” الجوية بعد نحو 20 عاماً على تواجدها في “القاعدة الجوية”، وتم تسليمها الجوية إلى السلطات الأفغانية بالكامل.

وكانت “باجرام” تعتبر مركزاً رئيسياً في حرب الولايات المتحدة للإطاحة بحركة “طالبان” ومطاردة تنظيم “القاعدة”، وأكد البنتاجون وقتها أن “تصعيد طالبان للعنف كان مصدر قلق وعائق أمام التوصل لتفاهم شامل”.

ومثل الانسحاب النهائي من هذه القاعدة نهاية الوجود الأميركي في مركز القوة العسكرية الرئيسي في أفغانستان، إذ كانت “باجرام” نقطة دخول لعشرات الآلاف من الجنود الأميركيين، وساعدت في السيطرة على أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

شاركها.