ترمب وأوكرانيا بوتين يبدي اهتماما وزيلينسكي يطلب نهاية عادلة
بدأ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في التنافس على نفوذهما مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، سعياً إلى اكتساب ميزة في مساعيه الموعودة لحل الصراع المستمر منذ سنوات، بحسب “بلومبرغ”.
وأكدت التصريحات المتبادلة، مدى تأثير انتخاب ترمب على السياسة الدولية بشأن حرب أوكرانيا، والتي شهدت حتى الآن تقديم دعم لكييف بمليارات الدولارات من الأسلحة والمساعدات الأمنية لصد الغزو الروسي.
وخلال مقابلة مع NBC News، الخميس، لم يقدم ترمب، الذي تعهد بأن ينهي الصراع في اليوم التالي لانتخابه، سوى القليل من الإشارات حول كيفية تخطيطه للتعامل مع هذا التحدي.
وقال ترمب عن الرئيس الروسي: “أعتقد أننا سنتحدث”، موضحاً أنه تحدث إلى نحو 70 من زعماء العالم منذ فوزه في الانتخابات، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم يكشف عن تفاصيل تلك المحادثة، في حين أثار فوز ترمب مخاوف كييف بشأن مستقبل الدعم الأميركي.
“نهاية عادلة”
ودعا زيلينسكي، الخميس، إلى “نهاية عادلة للحرب”، فيما حذر من أن “إنهاء الحرب سريعاً” يعني “هزيمة أوكرانيا”.
وقال زيلينسكي في قمة عُقدت في العاصمة المجرية بودابست استضافها فيكتور أوربان، أكبر منتقدي الاتحاد الأوروبي لتقديمه مساعدات لكييف، إن “النهاية السريعة ستكون هزيمة”.
بدوره، قال بوتين، إنه مستعد للتحدث مع ترمب، فيما وصف تعليقاته خلال الحملة الانتخابية بشأن استعادة العلاقات مع روسيا وإنهاء الحرب بأنها “جديرة بالاهتمام”، إلا أنه لم يبدِ مرونة في موقف بلاده التفاوضي. حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأضاف بوتين، متحدثاً في مؤتمر “فالداي” السنوي في جنوب روسيا: “لقد قلت من قبل إننا سنعمل مع أي رئيس دولة يحظى بثقة الشعب الأميركي. سيكون هذا هو الحال بالفعل”، موضحاً أنه كانت له علاقات طبيعية مع ترمب في الماضي، وسيكون على استعداد لتلقي مكالمته، أو الاتصال به أولاً.
وأكد بوتين أن تصريحات ترمب حول إنهاء حرب أوكرانيا “لم تمر دون أن يلاحظها أحد”، قائلاً: “يبدو لي أن ما قيل عن الرغبة في استعادة العلاقات مع روسيا، للمساعدة في إنهاء الأزمة الأوكرانية يستحق الاهتمام”.
وعلى الرغم من استعداد بوتين الواضح للنظر في مقترحات ترمب للسياسة الخارجية، إلا أنه لم يُظهر أي مرونة في موقف روسيا التفاوضي بشأن أوكرانيا.
وقال في هذا الصدد: “مستعدون لمحادثات السلام، ولكن ليس على أساس مطالب أوكرانيا المتغيرة من شهر إلى آخر، ولكن على أساس الحقائق الموجودة فعلياً على الأرض”.
خطة ترمب
وسبق أن وصف ترمب، الرئيس الروسي، بأنه “عبقري”، قائلاً إنه “سينهي الحرب في أوكرانيا في اليوم الأول لإعادة انتخابه”، على الرغم من أنه لم يقدم سوى القليل من التفاصيل بشأن كيفية تحقيق ذلك.
وقال ترمب في محادثات خاصة، إن بإمكانه إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال الضغط على كييف للتخلي عن بعض الأراضي، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الخطة.
وأضاف ترمب في محادثاته الخاصة، أنه يعتقد أن روسيا وأوكرانيا “تريدان حفظ ماء الوجه، وتريدان مخرجاً”. وأضاف أن سكان بعض المناطق لن يمانعوا أن يكونوا جزءاً من روسيا.
ويتضمّن “مقترح ترمب” الضغط على أوكرانيا للتنازل عن شبه جزيرة القرم، ومنطقة دونباس الحدودية مع روسيا، وفقاً للأشخاص الذين ناقشوا المقترح مع ترمب أو مستشاريه.
وكثيراً ما تباهى ترمب، بأنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، إذا تم انتخابه، حتى قبل توليه منصبه، لكنه رفض مراراً أن يحدد علناً كيفية تسوية حرب تدور رحاها منذ أكثر من عامين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن بعض خبراء السياسة الخارجية يرون أن فكرة ترمب سيكون بمثابة “مكافأة” للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتتغاضى عن انتهاك الحدود المعترف بها دولياً بالقوة.