ترمب وبوتين يتفقان على بدء مفاوضات وقف الحرب وتبادل الزيارات
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/iW86YNHl8i_1739381640-780x470.jpg)
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، على بدء مفاوضات وقف الحرب في أوكرانيا “على الفور”، واصفاً الاتصال بـ”المثمر للغاية”.
وقال ترمب على منصته Truth Social، إنه بحث مع بوتين مواضيع “أوكرانيا والشرق الأوسط والطاقة والذكاء الاصطناعي وقوة الدولار ومواضيع أخرى مختلفة”.
وأشار إلى أنه اتفق مع نظيره الروسي على “وقف ملايين الوفيات التي تحدث في الحرب مع الروسية-الأوكرانية”، والعمل معاً “عن كثب”، بما يشمل تبادل زيارات البلدين.
وتابع: “لقد اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، لإبلاغه بالمحادثة، وهو ما سأفعله الآن”.
وعقب منشور ترمب بدقائق، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني، أن زيلينسكي تحدث هاتفياً، مساء الأربعاء، مع ترمب لمدة ساعة تقريباً.
فريق ترمب التفاوضي
ووفقاً لترمب، يضم الفريق التفاوضي الأميركي كلاً من وزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ولم يتضمن فريق ترمب التفاوضي مبعوثه الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج، الذي أبلغ حلفاء للولايات المتحدة، خلال اجتماعات جرت مؤخراً، باستعداده لتقديم خيارات إلى ترمب تتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأعرب الرئيس الأميركي عن شعوره بأن تكون المفاوضات “ناجحة”، وقال: “لا ينبغي إزهاق المزيد من الأرواح، أود أن أشكر الرئيس بوتين على وقته وجهده فيما يتعلق بهذا الاتصال، وعلى إطلاق سراح مارك فوجل”، في إشارة إلى المعلم الأميركي الذي أطلقت روسيا، الثلاثاء، سراحه بعد قضائه 3 سنوات ونصف في السجن.
وأشار إلى أنه يعتقد أن “هذا الجهد سيؤدي إلى نتائج ناجحة، وآمل أن يكون ذلك قريباً”.
وذكر ترمب، أنه تحدث مع بوتين عن “التاريخ العظيم لبلدينا، وأننا حاربنا معاً بنجاح كبير في الحرب العالمية الثانية، متذكرين أن روسيا خسرت عشرات الملايين من الناس، وخسرنا نحن أيضاً الكثير، لقد تحدث كل منا عن نقاط قوة بلدينا، والفائدة العظيمة التي سنجنيها يوماً ما من العمل معاً”.
“تنظيم لقاء شخصي”
من جهته، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في بيان، أن “بوتين دعا ترمب لزيارة موسكو”، لافتاً إلى أن الجانبين “اتفقا في محادثة هاتفية على تنظيم لقاء شخصي”.
وأضاف بيسكوف للصحافيين، أن “الاتصال الهاتفي كان طويلاً جداً، إذ استغرق ما يقرب من ساعة ونصف. وناقش الرئيسان القضايا المتعلقة بتبادل المواطنين الروس والأميركيين”.
وأشار إلى أن “رئيس الولايات المتحدة أكد أنه سيفي بجميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها”، مضيفاً: “بوتين وترمب ناقشا الوضع في أوكرانيا، وأكد بوتين لترمب ضرورة إزالة الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا”.
ووفقاً للكرملين، بحث الجانبان “مواضيع تسوية الشرق الأوسط”، و”البرنامج النووي الإيراني”، وكذلك “العلاقات الثنائية الروسية الأميركية في المجال الاقتصادي”.
وسبق أن أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين الماضي، على ضرورة أن تعالج أي محادثات بشأن أوكرانيا الأسباب الجذرية للصراع، وتعترف بـ”الواقع على الأرض”، معتبراً أن “استخدام أسلوب الإنذارات النهائية ضد روسيا، لن يجدي نفعاً”.
وأشار ريابكوف، الذي يشرف على العلاقات الأميركية والحد من التسلّح، إلى ضرورة تلبية جميع شروط الرئيس الروسي لإنهاء الصراع في أوكرانيا، قائلاً: “كلما أدركت الولايات المتحدة والغرب ضرورة تلبية جميع شروط بوتين كلما كان التوصل إلى تسوية في أوكرانيا أسرع”.
وفي 14 يونيو الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب على الفور، وقال إنه يتعيّن على أوكرانيا سحب قواتها من 4 مناطق أوكرانية انضمت إلى روسيا، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
ملامح من خطة ترمب
وانتشرت تكهنات في واشنطن مؤخراً، بأن الإدارة ستقدم خطة في وقت قريب، على الرغم من أن مبعوث الأميركي إلى أوكرانيا وروسيا نفى صحة تقارير تفيد بأنه سيعلن تفاصيل الخطة خلال مؤتمر ميونخ للأمن هذا الأسبوع.
وكشف مبعوث ترمب الخاص كيث كيلوج (80 عاماً)، وهو جنرال متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي، عن أبرز ملامح خطته في وقت سابق. ويقدم في خطته المُقترحة رؤية تتضمن وقفاً لإطلاق النار، وتجميداً للخطوط الأمامية، مع التركيز على مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا.
وتبدأ خطة كيلوج، التي وضعها في مقال كتبه لمعهد “أميركا أولاً” للسياسات، في أبريل الماضي، بوصفه للحرب بأنها “أزمة كان يمكن تجنبها، لكن بسبب “سياسات إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، أصبحت الولايات المتحدة متورطة في حرب لا نهاية لها”.
ووجه كيلوج الكثير من الانتقادات لتصرفات بايدن في خطته، إذ يقول إن إدارته قدمت القليل جداً من الأسلحة، وفي وقت متأخر للغاية، وأن نهج ترمب “الناعم” تجاه بوتين، وليس “شيطنته” كما فعل بايدن، هو ما سيمكنه من التوصل إلى صفقة.