جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، دعم نظيره السوري أحمد الشرع، قائلاً إنه لا يزال يثق به، وذلك بعد هجوم أودى بحياة جنديين أميركيين ومترجم مدني في مدينة تدمر السورية.
وقال ترمب، خلال تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، إنه لا يزال لديه ثقة بالرئيس الشرع، وإن الحادث الذي تعرضت له قوات أميركية “لم يكن في مكان يسيطر عليه”.
وأوضح: “أعني أن هذا الأمر لا علاقة له به (الشرع). فهذا جزء من سوريا لا تملك الحكومة هناك سيطرة كبيرة عليه، وكان الأمر مفاجئاً. هو يشعر بحزن شديد حيال ما حدث، ويعمل على معالجته، وهو رجل قوي. وهذا لم يكن له أي علاقة بالحكومة السورية، بل كان مرتبطاً بتنظيم داعش”.
وأجاب ترمب على سؤال بشأن سبب بقاء القوات الأميركية في سوريا، قائلاً: “لأننا نحاول التأكد من أن السلام سيُقام ويستمر في الشرق الأوسط، وسوريا تشكّل جزءاً كبيراً من ذلك”.
ورأى أن “الزعيم الجديد شخص قوي، وهذا ما تحتاجه. فهذا جزء صعب من العالم، وما حدث في سوريا كان أمراً مذهلاً”، في إشارة إلى الشرع وتوليه رئاسة البلاد.
وتابع: “لقد تخلّصنا من الأسد (الرئيس السابق بشار) وتخلّصنا من أشخاص آخرين كانوا سيئين للغاية، وكانوا عقبة في طريق السلام في الشرق الأوسط. لدينا سلام حقيقي في الشرق الأوسط، للمرة الأولى منذ ثلاثة آلاف عام”.
الشرع يعزي ترمب
وقالت الرئاسة السورية، الأحد، إن الرئيس أحمد الشرع أرسل برقية تعزية للرئيس الأميركي، مؤكّداً تضامن سوريا مع عائلات الضحايا.
وأضافت الرئاسة، في بيان، عبر منصة “إكس” أن الشرع “شدّد على إدانة سوريا لهذا الحادث المؤسف، وعلى التزامها بالحفاظ على الأمن والسلامة، وتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة”.
وكان ترمب توعد بـ”رد قوي للغاية” على تنظيم “داعش”، بعد الهجوم الذي أسفر عن سقوط جنديين أميركيين ومترجم مدني أميركي، مشيراً إلى أن الشرع “غاضب للغاية ومنزعج من هذا الهجوم”.
وذكر ترمب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، السبت: “ننعي خسارة 3 أميركيين وطنيين عظماء في سوريا، ونصلّي من أجل الجنود الثلاثة المصابين الذين تأكدنا للتو أنهم بحالة جيدة”.
وتابع: “كان هذا هجوماً لتنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسوريا، في جزء بالغ الخطورة من سوريا لا يخضع لسيطرة كاملة من دمشق”.
وقالت وزارة الداخلية السورية، الأحد، إن منفذ هجوم مدينة تدمر ينتمي إلى تنظيم “داعش”، وتسلل إلى موقع اجتماع ضم مسؤولين من قيادة الأمن في البادية ووفد من قوات التحالف الدولي، معتبرة أن الهجوم يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض الجهود المشتركة لمكافحة “الإرهاب”.
وأسفر الهجوم الذي وقع في وسط سوريا، السبت، عن سقوط 3 أميركيين، من بينهم جنديين ومترجم مدني.
وأشارت الداخلية السورية، في بيان، إلى أن المهاجم أطلق النار على القوات المشتركة السورية- الأميركية بعد أن تسلل إلى موقع الاجتماع.
“خطوط حمراء”
وفي وقت سابق الاثنين، استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، بحضور عدد من المسؤولين الإسرائيليين، فيما تحدثت تقارير عن وضع الولايات المتحدة “خطوطاً حمراء” بشأن الأنشطة الإسرائيلية في سوريا.
ونقلت قناة “i24 NEWS” الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن المبعوث الأميركي سيحدد في اجتماعه مع نتنياهو “خطوطاً حمراء” بشأن الأنشطة الإسرائيلية في سوريا.
وأشارت إلى أن المسؤولين “في الإدارة الأميركية يرون في الرئيس السوري أحمد الشرع حليفاً يحاول العمل على استقرار الدولة ودفعها إلى الأمام؛ ولذلك يرغبون في تجنب أي إجراءات يرونها تقوّض حكمه”.
ولفتت القناة إلى أن الولايات المتحدة تخشى أن تمس كثرة العمليات الإسرائيلية استقرار النظام في سوريا، بالإضافة إلى رغبتها في التوصل إلى اتفاق أمني.
وفي وقت لاحق، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين قولهم إن إدارة ترمب تشعر أن هجمات نتنياهو عبر الحدود تقوض جهود الولايات المتحدة لمساعدة حكومة الشرع على استقرار البلاد، وتقوض هدف التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل.
