قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن خياراته لقيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، العام المقبل، تنحصر تقريباً بين مرشحين اثنين، هما المسؤول السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت.
وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” أُجريت في المكتب البيضاوي، قال ترمب إن وارش يتصدر قائمة اختياراته، مضيفاً: “نعم، أعتقد ذلك، وأعتقد أن لديك كيفن وكيفن وكلاهما رائعان”، مشيراً إلى وجود كذلك “أشخاص آخرين الرائعين”.
وكان يُنظر إلى هاسيت على نطاق واسع على أنه المرشح الأوفر حظاً، بعدما ألمح ترمب مراراً خلال الأسابيع الأخيرة إلى أنه حسم خياره لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، غير أن تصريحاته الأخيرة تشير إلى أن وارش لا يزال ضمن المنافسة.
وخلال اجتماع استمر 45 دقيقة في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، ضغط ترمب على وارش لمعرفة ما إذا كان يمكن الوثوق به لدعم خفض أسعار الفائدة في حال اختياره لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، بحسب مصادر مطلعة على الاجتماع.
وقال ترمب، الذي أكد حدوث المقابلة، أن وارش يعتقد أنه يجب خفض أسعار الفائدة، و”كذلك كل من تحدثت معهم”.
“يجب أن يتشاور معي”
وقال ترمب إن رئيس الاحتياطي الفيدرالي المقبل “ينبغي أن يتشاور معي بشأن تحديد أسعار الفائدة”، مضيفاً: “عادة، لم يعد يتم ذلك، كان يتم بشكل روتيني في السابق. وينبغي أن يتم”.
وتابع: “هذا لا يعني أنني أعتقد أنه يجب أن يفعل بالضبط ما نقوله، لكن بالتأكيد أنا صوت ذكي، ويجب الاستماع إليه”.
وعند سؤاله عن المستوى الذي يرغب أن تصل إليه أسعار الفائدة بعد عام، قال الرئيس الأميركي: “1% وربما أقل من ذلك”، لافتاً إلى أن “خفض الفائدة سيساعد وزارة الخزانة الأميركية على تقليل كلفة تمويل ديون حكومية تبلغ 30 تريليون دولار”.
وشدد على ضرورة أن “يكون لدى الولايات المتحدة أدنى معدل فائدة في العالم”.
وخفض الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء، سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق يتراوح بين 3.5% و3.75%، وهو أدنى مستوى في 3 سنوات، إلا أن القرار قوبل بثلاثة أصوات معارضة، وهو أكبر عدد من الأصوات المعارضة منذ عام 2019.
وعارض مسؤولان في المجلس أي خفض، فيما صوّت مسؤول ثالث، هو المستشار السابق لترمب ستيفن ميران، لصالح خفض أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية.
وقال ترمب خلال الأسابيع الأخيرة إنه حسم قراره بشأن من سيقود الاحتياطي الفيدرالي، وكرر هذا الموقف، الجمعة، لكنه أشار إلى أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد.
كما عبّر عن إحباطه من اختياره رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي جيروم باول، بناءً على نصيحة وزير الخزانة آنذاك ستيفن منوشين.
وأضاف ترمب: “أعتقد أن لدي شخصاً أحبه أكثر من غيره. أحبهم جميعاً، لكنني أريد أن أكون حذراً؛ لأنني تلقيت توصية سيئة” عند اختيار باول في عام 2017.
جولة أخيرة من المقابلات
ويجري الرئيس الأميركي حالياً جولة أخيرة من المقابلات مع أبرز المرشحين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم هاسيت.
كما أجرى وزير الخزانة سكوت بيسنت مقابلات مع اثنين من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحاليين، عيّنهما ترمب خلال ولايته الأولى، هما كريستوفر والر وميشيل بومان، في إطار تضييق قائمة المرشحين المحتملين.
وقال ترمب لـ”وول ستريت جورنال”: “جميع الأشخاص الذين وضعتهم في المجلس، أحبهم”.
ويُنظر إلى هاسيت، الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، على أنه المرشح الأوفر حظاً، نظراً إلى أن وزير الخزانة سكوت بيسنت ذكر أنه غير مهتم بالمنصب، ولأن هاسيت هو الأكثر عملاً مع ترمب بين جميع المرشحين.
وشغل هاسيت منصب مستشار اقتصادي بارز لترمب بين عامي 2017 و2019، وعاد لفترة قصيرة خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020، قبل أن يصبح رئيس المجلس الاقتصادي الوطني منذ يناير الماضي.
وفي مقابلة هذا الأسبوع، قلل هاسيت من التكهنات بشأن كونه المرشح الأبرز في أسواق المراهنات، قائلاً: “ترمب يتخذ قراره، ثم يغيّر رأيه أيضاً”.
أما وارش، فقد عمل مستشاراً اقتصادياً في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، وشغل منصب محافظ في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بين عامي 2006 و2011، بعد مسيرة في وول ستريت.
وكان ترمب قد أجرى مقابلة مع وارش في عام 2017 لشغل منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، لكنه اختار آنذاك جيروم باول، الذي كان يدعم في ذلك الوقت سياسات التيسير النقدي.
لكن سرعان ما توترت علاقة ترمب مع باول، وهدد مراراً بإقالته.
