وجه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب انتقادات عنيفة لكبير موظفي البيت الأبيض في عهده جون كيلي، بعد يوم من نشر تصريحات للجنرال السابق في صحيفة “نيويورك تايمز”، ومجلة “ذي أتلانتيك”، وصف فيها ترمب بأنه “فاشي”، وقال إنه أثنى على الزعيم النازي أدولف هتلر، وود لو أن جنرالاته يظهرون له نفس الاحترام الذي أظهره الجنرالات الألمان لهتلر.
وفي أول تعليق له على تصريحات كيلي، قال ترمب في منشور على “تروث سوشيال”: “شكراً لكم على دعمكم ضد شخص منحط تماماً يدعى جون كيلي، الذي اخترع قصة بسبب متلازمة الهوس بترمب”.
وواصل ترمب هجومه على الجنرال السابق ذو الأربع نجوم وقال: “هذا الشخص لديه صفتان لا تنسجمان سوياً، كان صلباً، وغبياً، لأنه أصبح غيوراً مع الوقت”.
ونفى ترمب القصة التي ذكرها كيلي لمجلة ذي أتلانتيك وقال: “القصة التي ذكرها عن الجندية كانت كذبة، وكذلك، القصص الأخرى التي ذكرها”.
وكان ترمب يشير إلى القصة التي ذكرها جون كيلي لمجلة “ذي أتلانتيك” وقال فيها إن ترمب عرض تحمل تكاليف جنازة جندية أميركية من أصل مكسيكي قتلها زميل لها في قاعدتها العسكرية، ولكن حين تلقى ترمب فاتورة الجنازة البالغة 60 ألف دولار، رفض الدفع وقال: “دفن مكسيكية لعينة لا يكلف 60 ألف دولار، إنهم يحاولون النصب علي”.
وأضاف كيلي وفق روايته، أنه أمر كبير موظفي البيت الأبيض حينها مارك ميدوز بألا يدفع الفاتورة.
وتابع ترمب: “رغم أنني لا يجب أن أضيع وقتي معه (جون كيلي)، إلا أنني أشعر بانه من الضروري الرد بقوة سعياً وراء الحقيقة”.
ووصف ترمب جون كيلي الذي عمل ككبير موظفي البيت الأبيض في أول عامين من ولاية ترمب بين 2017 و2019، بأنه “وضيع”، و”جنرال سيئ، استغنيت عن نصحه في البيت الأبيض، وأبلغته بأن يمضي في سبيله”.
وقال: “زوجته قالت لي مرة في كامب ديفيد، إن جون يقدرك بشكل كبير، وحين يترك الجيش، سوف يتحدث عنك بشكل جيد، ورددت بشكرها”، وفق قوله.
وتولى كيلي منصب وزير الأمن الداخلي في أول 6 أشهر من ولاية ترمب، وعمل قائداً لقيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الأميركي تحت إدارة الرئيس باراك أوباما، وخدم في حرب فيتنام.
“جنرالات هتلر”
ونقلت مجلة The Atlantic الأميركية، الثلاثاء، عن كيلي محادثة خاصة لترمب في البيت الأبيض، حين كان لا يزال رئيساً، قال فيها إنه يحتاج إلى نوع الجنرالات الذين كانوا يحيطون بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، فيما نفت حملة ترمب أن يكون الرئيس قد أدلى بتصريحات كهذه.
وبالتزامن مع قصة “ذي أتلانتيك”، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” محادثات بالصوت مع جون كيلي شرح فيها بإسهاب تفاصيل تلك المحادثات.
وقال كيلي إنه قرر الحديث الآن، بعدما أثار تلميح ترمب لاستخدام الجيش ضد خصومه السياسيين ومن أسماهم بـ”العدو من الداخل”، وقال كيلي إن التلميح فقط لهذا ناهيك عن القيام به فعلياً، أمر خطير للغاية.
وفي كتاب The Divider: Trump in the White House قال مؤلفا الكتاب بيتر بيكر وسوزان جلايزر إن ترمب قال لجون كيلي كبير موظفيه في البيت الأبيض حينها والجنرال السابق، “لماذا لا يمكنكم أن تكونوا مثل الجنرالات الألمان”، ونقلت عنه أن ترمب أصبح محبطاً في أكثر من مرة من جنرالاته الذين اعتبرهم “غير مخلصين” و”غير مطيعين”.
ووفقاً للكتاب، شرح كيلي لترمب أن الجنرالات الألمان حاولوا قتل هتلر 3 مرات، وكادوا أن ينجحوا في مرة منها. ولكن هذا التوضيح، لم يقنع ترمب بتغيير موقفه، إذ قال حينها لكيلي، “لا، لا، لا، لقد كانوا مخلصين له تماماً”.
وسأل جيفري جولدبيرج رئيس تحرير “ذي أتلانتيك”، ومؤلف القصة، جون كيلي الأسبوع الجاري عن المحادثة التي جرت بينه وبين ترمب، وقال كيلي لجولدبيرج إنه حين أثار ترمب موضوع الجنرالات الألمان، فإن كيلي رد على الرئيس متسائلاً: “هل تقصد جنرالات بيسمارك؟”.
وأضاف: “أعني، عرفت أنه لم يعرف من هو بيسمارك، أو الحرب الفرنسية البروسية، لذا قلت، هل تقصد جنرالات القيصر؟ بالطبع لا يمكنك أن تكون تقصد هتلر، ورد ترمب قائلاً: “نعم، نعم، جنرالات هتلر”.
