ترمب يرفض استبعاد القوة العسكرية لضم جرينلاند وقناة بنما
في مؤتمر صحافي استمر لمدة ساعة بمنتجعه في مارالاجو، رفض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مساء الثلاثاء، استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإجبار بنما على التخلي عن السيطرة على القناة التي بنتها الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، ولدفع الدنمارك لبيع جرينلاند للولايات المتحدة.
وجدد ترمب مراراً التطرق إلى “التضحيات الأميركية في بناء القناة”، واتهم الصين، بتشغيلها حالياً، دون دليل.
وعندما سئل عما إذا كان يمكنه أن يأمر باستخدام القوة العسكرية لإجبار بنما على التخلي عنها، في انتهاك للمعاهدات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال إدارة الرئيس جيمي كارتر – أو لفعل الشيء نفسه مع جرينلاند، قال: “لا، لا أستطيع أن أضمن ذلك لأي من الاثنين”.
وأضاف: “نحتاج القناة للأمن الاقتصادي – تم بناء قناة بنما لأجل جيشنا”. وعند سؤاله مرة أخرى عما إذا كان سيستبعد استخدام القوة العسكرية، قال: “لن ألتزم بذلك. قد تضطر إلى فعل شيء ما”.
“لا أمزح”
وصعد ترمب في المؤتمر من دعواته المتكررة الأخيرة لتوسيع الأراضي الأميركية إلى مستوى جديد، ينذر بإثارة التوتر مع ثلاث حلفاء الولايات المتحدة، وهم بنما، والدنمارك التي تتولى الشؤون الخارجية والأمنية لجرينلاند، باعتبارها إقليماً تابعاً لها، وكذلك، كندا التي سخر منها بوصفها “الولاية 51 لأميركا”، وفق “نيويورك تايمز”.
ورغم ذلك، أوضح ترمب الثلاثاء أنه لم يكن يمزح، مشيراً إلى أنه “إذا بقيت كندا دولة ذات سيادة، فإن التكلفة المالية لعلاقتها التجارية مع الولايات المتحدة قد تكون مدمرة”.
وقالت “نيويورك تايمز”، إن ترمب ربما يدلي بهذه التصريحات ليحصل على ميزة تفاوضية.
ولم يحدث منذ عهد الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة، ويليام ماكينلي (1897 – 1901)، والذي خاض الحرب الإسبانية الأميركية في أواخر القرن التاسع عشر وانتهت بسيطرة الولايات المتحدة على الفلبين، وجوام، وبورتوريكو، أن هدد رئيس أميركي منتخب باستخدام القوة بهذه الصراحة لتوسيع حدود البلاد.
وقالت الصحيفة، إن تصريحات ترمب، هي بمثابة تذكير بأن تعريف ترمب لشعار “أميركا أولاً” بعيد تماماً عن النزعة الانعزالية، إذ “يتعامل ترمب مع السياسة الخارجية الأميركية بعقلية مطور عقارات، مع ميل للاستيلاء على الأراضي”.
وأصر ترمب خلال المؤتمر الصحافي، على أن المعاهدة الموقعة مع بنما، والتي صدق عليها مجلس الشيوخ عام 1978 بأغلبية 68 مقابل 32 صوتاً، وبالكاد تجاوزت ثلثي الأصوات المطلوبة دستورياً، لن تردعه.
وادعى أن إعادة السيطرة على القناة إلى بنما كانت “فكرة سيئة”، مؤكداً أنه كان متردداً في قول ذلك بينما كانت البلاد تودع الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي تفاوض على الصفقة.
وقال ترمب: “لقد كان كارتر شخصاً جيداً جداً”، وأضاف: “لكن ذلك كان خطأً كبيراً”. وأردف: “لقد كلفنا ما يعادل تريليون دولار”.
تهديدات اقتصادية تجاه كندا والدنمارك
وفيما يخص كندا، هدد ترمب باستخدام “القوة الاقتصادية”، وليس العسكرية، لدمج كندا مع الولايات المتحدة، ملمحاً إلى أن الولايات المتحدة قد تقلل من مشترياتها للمنتجات الكندية.
وأعلن أنه سيستخدم التعريفات الجمركية لإعاقة قدرة كندا على تجميع السيارات وبيعها في الولايات المتحدة، كما اتهم كندا بأنها لا تساهم بما يكفي في الدفاع الأميركي.
ولم يشر ترمب إلى منظمة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (NORAD)، وهو التعاون الدفاعي المشترك بين أميركا وكندا، والذي يُعتبر نموذجاً عسكرياً لنظام تحذير مبكر متكامل ومشترك، تديره الحليفتان بالتساوي. وهو جوهر الدفاع الجوي والصاروخي الأميركي.
وواصل ترمب هجومه مساء الثلاثاء، بنشر خرائط على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر كندا كجزء من الولايات المتحدة.
وقال في المؤتمر الصحافي إنه سيفرض “جمارك عالية جداً” على الدنمارك إذا لم تمنح جرينلاند للولايات المتحدة، مشككاً في ما إذا كانت للدنمارك أي مطالبة شرعية بجرينلاند من الأساس.
تصريحات توسعية مقلقة
وقالت “نيويورك تايمز”، إن التهديدات، على الرغم من غموضها وعدم وضوح تفاصيلها، إلا أنها جزء من سلسلة تصريحات أدلى بها ترمب حول خططه عندما يتولى منصبه بعد أقل من أسبوعين.
وقال إن خليج المكسيك سيتم تغيير اسمه إلى “خليج أميركا”، على الرغم من أنه لم يكن واضحاً في مدى جدية مساعيه في هذا الصدد.
“على دول الناتو إنفاق 5% على الدفاع”
وأعلن أن على أعضاء حلف الناتو، الذين تأخروا في الوفاء بالتزامهم بإنفاق 2% من إجمالي ناتجهم المحلي على الدفاع، أن يستعدوا الآن لعالم يحتاجون فيه إلى إنفاق 5%.
وقال: “يمكنهم جميعاً تحمل ذلك، ولكن يجب أن يكون الإنفاق عند 5% وليس 2%”، قبل أن يكرر تهديده بعدم الدفاع عن أي حليف في الناتو لا يساهم، من وجهة نظره، بشكل كافٍ في النظام.
ولفتت “نيويورك تايمز، إلى أن انتقادات ترمب لحلف الناتو ليست جديدة، إذ دفع كل من الرؤساء جورج دبليو بوش وباراك أوباما وجو بايدن في نفس الاتجاه.
وأحرزت دول الحلف تقدماً كبيراً، نحو تحقيق هدف الـ2% خلال فترة بايدن، وهو ما احتفل به خلال قمة الناتو في واشنطن في يوليو، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للتحالف.
ويقر بعض القادة الأوروبيين، في أحاديث خاصة، بأنهم يتفقون على ضرورة رفع الهدف إلى 3% إذا كان لأوروبا أي أمل في بناء قوة عسكرية لردع روسيا في العقود القادمة. ومع ذلك، يعترفون أيضاً، بأنه لا توجد قاعدة شعبية سياسية تدعم الإنفاق بهذا المستوى.
ولكن قد يجد هؤلاء القادة أنفسهم مضطرين لذلك من باب الضرورة إذا اقتنعوا بأن الولايات المتحدة لن تأتي لمساعدتهم.
وقال ترمب للصحافيين: “كنت أتمنى أن أقول نعم، سنحميكم حتى لو لم تدفعوا، لكن هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور في الحياة”.
وكرر ترمب تهديده بأن “الجحيم سيشتعل في الشرق الأوسط” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس بحلول تنصيبه، وكرر هذا التهديد أربع مرات.