يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب قادة خمس دول من آسيا الوسطى في البيت الأبيض، الخميس، في إطار سعي الولايات المتحدة لكسب النفوذ في منطقة لطالما هيمنت عليها روسيا، وتسعى الصين جاهدةً لكسبها.
تجري المحادثات في ظل تنافس محتدم على الموارد المعدنية الهائلة في آسيا الوسطى، وتسعى الدول الغربية إلى تنويع سلاسل التوريد بعيداً عن موسكو، وبكين.
وتسعى الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، إلى بناء شراكات جديدة لتأمين المعادن الحيوية، وإمدادات الطاقة، وطرق التجارة البرية التي تتجاوز منافسيها الجيوسياسيين.
وتضم ما يُسمى بمنصة C5+1، التي أُطلقت عام 2015، الولايات المتحدة، ودول آسيا الوسطى الخمس: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، بهدف تعزيز التعاون في القضايا الاقتصادية، وقضايا الطاقة، والأمن.
وسيحضر القادة مأدبة عشاء مع ترمب في البيت الأبيض، الخميس.
ووقّع ممثلون من الولايات المتحدة، وكازاخستان مذكرة تعاون بشأن المعادن الأساسية خلال اجتماع عُقد في واشنطن، الخميس، وفقًا للخدمة الإخبارية الخاصة بالرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توكاييف.
ولم يُعلق البيت الأبيض فوراً على هذا التقرير.
كازاخستان و”اتفاقات أبراهام”
إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس” إن من المتوقع أن يعلن رئيس كازاخستان خلال اجتماعه مع ترمب، الخميس، انضمام بلاده إلى”اتفاقات أبراهام”.
وأوضح المسؤول الأميركي أن أهمية الخطوة تكمن في أنها تهدف إلى إحياء “اتفاقات أبراهام”، بوصفها الإطار الذي تقوده الولايات المتحدة لتعزيز التعاون بين إسرائيل والعالمين العربي والإسلامي، على الرغم من أن كازاخستان وإسرائيل تربطهما علاقات دبلوماسية كاملة منذ أكثر من 30 عاماً.
الوصول إلى المعادن
وقالت جريسلين باسكاران، مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الإدارة الأميركية ستسعى إلى تعزيز التعاون بين حكومات آسيا الوسطى، بالإضافة إلى إبرام صفقات تجارية تضمن وصول الولايات المتحدة إلى المعادن الحيوية.
وأضافت: “مع ترسيخ الصين، وروسيا سيطرتهما على أنظمة التعدين والمعالجة والبنية التحتية في المنطقة، تسعى واشنطن إلى ترسيخ وجود ملموس من خلال مشاريع استراتيجية مُحددة الأهداف”.
وبفضل ثروتها من المعادن والطاقة، لا تزال الدول الخمس مرتبطة اقتصادياً بروسيا، بينما وسّعت الصين المجاورة نفوذها من خلال استثمارات واسعة النطاق في البنية التحتية والتعدين.
ويبلغ عدد سكان هذه الدول مجتمعةً حوالي 84 مليون نسمة، وتمتلك رواسب هائلة من اليورانيوم، والنحاس، والذهب، والمعادن النادرة، ومعادن استراتيجية أخرى ضرورية للجهود العالمية للانتقال إلى أشكال الطاقة النظيفة.
وتُعد كازاخستان، أكبر اقتصاد في المنطقة، المورد الرئيسي لليورانيوم في العالم، حيث ستنتج ما يقرب من 40% من الإنتاج العالمي في عام 2024، بينما تُصنف أوزبكستان من بين أكبر خمس دول.
ويمثل البلدان معاً ما يزيد قليلاً عن نصف إنتاج اليورانيوم في العالم، وهو مورد حيوي للطاقة النووية الأميركية، ومصدر مهم للكهرباء الأميركية، ولا تزال روسيا تُزود أميركا بحوالي 20% من اليورانيوم المستورد، مما يجعل التنويع هدفاً مُلحاً بشكل متزايد.
وفي عهد ترمب، اتبعت الولايات المتحدة استراتيجية متعددة الجوانب لتأمين المعادن الأساسية وتقليل الاعتماد على الصين، التي تُهيمن على سلاسل التوريد العالمية للمعادن الاستراتيجية، بما في ذلك اليورانيوم والعناصر الأرضية النادرة والنحاس والتيتانيوم.
وفي بعض الأحيان، استغلت الصين هيمنتها من خلال تقييد الصادرات، مما يؤكد على إلحاح واشنطن على تأمين مصادر بديلة.
