قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إدارته تسعى إلى إعادة تطبيق عقوبة الإعدام على مرتكبي جرائم القتل في العاصمة واشنطن، في إطار سياسة يتطلع إلى توسيع نطاقها على مستوى البلاد، وفق ما أفادت به شبكة NBC News.
وأوضح ترمب خلال اجتماع مطول لمجلس الوزراء في البيت الأبيض: “إذا أقدم شخص على قتل آخر في العاصمة واشنطن، فإننا سنسعى لتطبيق عقوبة الإعدام”. ورأى أن “هذه السياسة قد تردع الناس عن ارتكاب جرائم قتل”، مؤكداً أن عقوبة الإعدام تمثل “وسيلة ردع قوية للغاية”، وفق تعبيره.
وقال الرئيس الأميركي: “ليس لدينا خيار آخر.. ففي واشنطن.. إذا قتل شخص ما شخص آخر.. فالعقوبة هي الإعدام”، موضحاً أن على الولايات الأخرى اتخاذ قراراتها المستقلة بشأن هذه المسألة.
وجاء تصريح ترمب في وقت تكثف فيه إدارته، خلال الأسابيع الأخيرة، جهودها في واشنطن للحد من الجريمة في المدينة، عبر تشديد الرقابة على أنشطة أجهزة إنفاذ القانون، إضافة إلى نشر قوات الحرس الوطني، وتسليحها لتسيير دوريات في الشوارع.
وحتى قبل توليه منصبه في يناير الماضي، أوضح ترمب أنه يسعى إلى توسيع نطاق تطبيق عقوبة الإعدام لتشمل المزيد من الولايات، بحسب الشبكة الأميركية.
وفي يوم أدائه اليمين، وقع ترمب أمراً تنفيذياً أعرب فيه عن رغبته في تعزيز تطبيق عقوبة الإعدام في مختلف أنحاء البلاد، موجهاً إلى إنزال العقوبة “في جميع الجرائم التي تستدعي شدتها استخدامها”. كما حث المدعين العامين في الولايات والمدعين المحليين على تبني سياسات مرتبطة بعقوبة الإعدام.
وزارة العدل تدرس تطبيق عقوبة الإعدام
أعلنت المدعية العامة في واشنطن، جينين بيرو، هذا الشهر، أن وزارة العدل تدرس طلب إنزال عقوبة الإعدام في قضية إلياس رودريجيز، المتهم بقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية بالرصاص في مايو الماضي.
غير أن القضية تندرج ضمن الاختصاص الفيدرالي، ما قد يضع ترمب أمام عقبات في محاولاته فرض عقوبة الإعدام في قضايا قتل أخرى داخل العاصمة، وفق NBC News.
وقالت الشبكة إن مكتب المدعي العام الأميركي، ومكتب عمدة واشنطن، موريل باوزر، لم يردا على طلبات التعليق على تصريح ترمب المتعلق بعقوبة الإعدام.
وأظهرت بيانات جمعتها شرطة العاصمة أن معدل الجريمة في المدينة تراجع بنسبة 8% خلال العام الماضي، بما في ذلك انخفاض في جرائم القتل بنسبة 15%.
كما هبطت جرائم القتل من المستوى القياسي المسجل خلال 20 عاماً في عام 2023، حين بلغت 274 جريمة، إلى 102 جريمة فقط حتى الآن هذا العام.
وشكك ترمب والبيت الأبيض في صحة إحصاءات الجريمة الصادرة عن المدينة، فيما ذكرت NBC News في وقت سابق أن وزارة العدل تحقق في ما إذا جرى التلاعب بالبيانات لإظهار معدلات جريمة أقل مما هي عليه.
ووفقاً لـ”مركز معلومات عقوبة الإعدام” غير الربحي، أبطلت المحكمة العليا عقوبة الإعدام في واشنطن عام 1972، بينما ألغى مجلس العاصمة العقوبة رسمياً عام 1981.
وصوت سكان واشنطن لاحقاً في عام 1992 ضد إعادة العمل بعقوبة الإعدام في المدينة. ويشير المركز إلى أن 27 ولاية ما زالت تطبق العقوبة، فيما ألغتها 23 ولاية أخرى.
وأظهر استطلاع أجرته “جالوب” أن التأييد لعقوبة الإعدام بحق المدانين بالقتل شهد زيادة في السنوات الأخيرة، غير أن نسبة المؤيدين تراجعت بشكل كبير خلال العقود الماضية، في حين ارتفعت نسبة المعارضين لها.
وسجلت عقوبة الإعدام أعلى نسبة تأييد خلال 85 عاماً في عام 1994، حين أظهر استطلاع لـ”جالوب” أن 80% أيدوا تطبيقها في قضايا القتل، مقابل 16% عارضوها.