رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، دعوات من قيادات ديمقراطية لعقد لقاء معهم بهدف بحث سبل إنهاء الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه الثالث، في وقت يتمسك الديمقراطيون بتمديد إعفاءات الرعاية الصحية، ويُصر الجمهوريون على تمرير مشروع تمويلٍ مؤقت قبل بدء أية مفاوضات.

وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: “أودّ أن ألتقي بهما كليهما، لكنني قلت شرطاً بسيطاً: سألتقي فقط إذا سمحا بفتح البلاد”، في إشارة إلى طلب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، عقد اجتماع “في أي وقت وأي مكان”.

ويرفض جميع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، باستثناء 3 أعضاء، دعم مشروع تمويل الحكومة المؤقت الذي يقوده الجمهوريون، ما لم يوافق ترمب وعدد كافٍ من المشرعين الجمهوريين على تمديد الإعفاء الضريبي الخاص بـ”قانون الرعاية الصحية الميسّرة” (Obamacare)، والمقرر أن ينتهي في 31 ديسمبر المقبل.

ومن دون هذا التمديد، يستعد ملايين الأميركيين لزيادات كبيرة في أقساط التأمين الصحي، وهو ما وصفه الديمقراطيون بأنه “أزمة رعاية صحية”.

واجتمع ترمب، الثلاثاء، مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، لكنهم لم يتطرقوا إلى مسألة تمديد إعانات الرعاية الصحية، وفقاً لما قاله العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ مايك راوندز، الذي حضر الاجتماع، موضحاً أن الجمهوريين يفضلون تأجيل هذه المناقشات حتى نهاية العام.

حل أزمة الرعاية الصحية

من جهته، قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في تصريحات للصحافيين، الثلاثاء: “تواصلت أنا وحكيم جيفريز مع الرئيس، وحثناه على الجلوس والتفاوض معنا لحل أزمة الرعاية الصحية وإنهاء الإغلاق الذي تسبّب فيه ترمب، كما طلبنا منه اللقاء في أي وقت وأي مكان”.

وتستمر استراتيجية الحزب الجمهوري في التمسك بمشروع تمويل قصير الأجل للحكومة، أملاً في أن يتراجع الديمقراطيون عن مطلبهم بتمديد الإعفاء الضريبي المرتبط بـ”قانون الرعاية الصحية الميسّرة”، غير أن مجلس الشيوخ رفض المشروع 11 مرة متتالية.

ولم يعقد ترمب سوى اجتماع واحد مع شومر وجيفريز في 29 سبتمبر الماضي، قبل يومين من بدء الإغلاق الحكومي، وانتهى اللقاء بشكل غير ودي، إذ نشر الرئيس الأميركي بعد ساعات منشوراً ساخراً مستخدماً الذكاء الاصطناعي، يُظهر شومر يتحدث بكلمات مفبركة وجيفريز مرتدياً قبعة مكسيكية.

وشدد العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ آدم شيف على ضرورة تدخل ترمب لإنهاء الإغلاق، مشيراً إلى أن “الجمهوريين في الكونجرس لن يعقدوا أي صفقة دون موافقته”، مضيفاً أن الرئيس “لا يبدو مهتماً بالأمر، وحتى يتغيّر ذلك سنبقى في طريق مسدود”.

وقالت العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ سينثيا لوميس إن ترمب “كان مشغولاً بإسرائيل والمسائل الدولية”، مضيفة: “لذا من الطبيعي أن يدع المشرعين يتولون الأمر بأنفسهم”، ودعت الديمقراطيين إلى التعامل مع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون بدلاً من ترمب.

لكن ثون، إلى جانب رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أوضحا أنهما لن يتفاوضا مباشرة مع الديمقراطيين، وأن تلك المناقشات يجب أن تتم على مستوى لجنة الاعتمادات.

وقال ثون لشبكة NBC NEWS إن ترمب سيتدخل لاحقاً لمناقشة مستقبل إعانات الرعاية الصحية التي تنتهي نهاية العام، والتي قد تؤدي إلى زيادة الأقساط على ملايين المسجلين في برنامج الصحي، موضحاً: “أعتقد أن الرئيس مستعد لمناقشة هذه الإعانات، لكنه لن يفعل قبل إعادة فتح الحكومة”.

ويحتاج ثون إلى دعم عدد محدود من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لتمرير مشروع التمويل المؤقت الذي أقره مجلس النواب، الشهر الماضي، إذ يمتلك الجمهوريون أغلبية ضئيلة تبلغ 53 مقابل 47 في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو، بينما يتطلب تمرير معظم القوانين 60 صوتاً.

“موقفنا لم يتغير”

وأكد البيت الأبيض أن موقفه من مفاوضات الإغلاق لم يتغير منذ الأول من أكتوبر، قائلاً إن ترمب سيجتمع مع الديمقراطيين فقط “بشرط واحد رئيسي”، وهو “إعادة فتح البلاد أولاً”.

وذكر مسؤول في البيت الأبيض: “نحن مستعدون لمحادثة سياسية، لكن ليس في ظل احتجاز الشعب الأميركي كرهينة”، مضيفاً أن “البيت الأبيض دعا الديمقراطيين للانضمام إلى الجمهوريين لتمرير مشروع مؤقت لتمويل الحكومة، وبعدها يمكن مناقشة قضايا الرعاية الصحية وغيرها”.

وأشار المسؤول إلى أن “الديمقراطيين يتمنّون سيناريو يتدخل فيه الرئيس بنفسه لأنهم لا يملكون حلاً آخر حالياً”.

ومع استمرار الإغلاق، يواصل البيت الأبيض أنشطته كالمعتاد، إذ شارك ترمب في أكثر من 10 فعاليات داخلية وخارجية، ومن المقرر أن يتوجه نهاية الأسبوع في جولة آسيوية تشمل عدة قمم دولية.

شاركها.