اخر الاخبار

ترمب يشعر بالإحباط لعجزه عن إنهاء الحرب في غزة وأوكرانيا

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصدر قوله مساء السبت، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر في جلسة خاصة في ناديه بولاية فلوريدا عن شعوره بالإحباط لعجزه عن إنهاء الحرب في غزة وأوكرانيا.

وقالت الصحيفة إن ترمب قال في الجلسة الخاصة إن التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان صعباً للغاية “لأنه يريد الحصول على كل شيء”، حسب تعبيره.

ونقلت عن المصدر قوله إن ترمب قال للحضور إن الحرب في غزة تمثل تحدياً كبيراً؛ ومن ثم فإن إيجاد أي حل أمر صعب لأنهم “يتقاتلون منذ ألف عام”.

وقالت الصحيفة إن بعض مسؤولي إدارة ترمب يشعرون بالإحباط من استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، وأشارت إلى أن مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وسع شبكة مستشاريه للتحضير لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هناك تبايناً في المواقف داخل إدارة ترمب بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما يثير جدلاً واسعاً في الإدارة، مشيرة إلى عدم وجود موقف أميركي حازم بشأن طريقة تفكيك البرنامج النووي الإيراني.

“مصدر قلق دائم”

ونقلت الصحيفة عن مصادر حضروا اللقاء أن ترمب ذكر خلال لقائه مع كبار المتبرعين في ناديه بفلوريدا الأسبوع الماضي، أن إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا بات مصدر قلق دائم يؤرقه ليلاً، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صعب في التفاوض.

وأشار ترمب إلى أن بوتين كان “صعباً للغاية في التفاوض”، وأنه يريد كل أوكرانيا، بحسب أحد الحاضرين، وذلك في رده على سؤال بشأن أبرز المخاوف في السياسة الخارجية.

كما وصف الحرب في غزة بأنها “تحديا كبيراً أيضاً”، مضيفاً أن “إيجاد حلّ أمر صعب؛ لأنهم يقاتلون منذ ألف عام”، في إشارة إلى تعقيد الصراع.

وكان ترمب قد وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء كلا الحربين دبلوماسياً، مشدداً على أنه لو كان في البيت الأبيض لما اندلعت أصلاً، بل ذهب إلى القول بأنه “سينهي الحرب في أوكرانيا خلال اليوم الأول من ولايته الرئاسية”.

وبعد مرور أكثر من 100 يوم على ولايته الثانية، دون تحقيق أي اختراق في الحربين، ومع تعثّر مفاوضات البرنامج النووي الإيراني وتصاعد التوترات التجارية مع الحلفاء، يكتشف ترمب أن حلّ مشكلات العالم ليس بهذه السهولة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن ترمب وفريقه “يركزون تماماً على تحقيق السلام العالمي، ووقف الأفعال العدوانية التي تضر الأميركيين وحلفائهم”.

وأضافت: “نهجنا أثبت فعاليته، الحوثيون وافقوا على وقف إطلاق النار، وتم إطلاق سراح 47 أميركياً معتقلاً في الخارج، وزاد الإنفاق الدفاعي لدول الناتو، وتم ردع الصين، ونحن الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق السلام في أوكرانيا”.

وأعلن ترمب، السبت، أن الولايات المتحدة ساعدت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد تصعيد عسكري من الجانبين، وهو ما يُعدّ إنجازاً دبلوماسياً له، رغم أن حربي أوكرانيا وغزة ضمن إطار الحروب المستعصية عن الحل حتى الآن.

ترمب: بوتين لا يريد السلام

وفي الأسابيع الأخيرة، اشتكى ترمب لمستشاريه من أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب، وأن الجانبين يرفضان تقديم تنازلات، كما سألهم عمّا إذا كانوا يعتقدون أن بوتين تغيّر منذ ولايته الأولى، مبدياً استغرابه من بعض التحركات العسكرية، بما فيها قصف مناطق تضم أطفالاً، بحسب مصادر مطلعة.

وكان ترمب قد ذكر في وقت سابق هذا العام، أنه يعتقد أن كييف ستكون الطرف الأصعب في التفاوض، ما لم تُطرح الشروط الأوكرانية، وهو ما أدى إلى مواجهة مباشرة على الهواء في المكتب البيضاوي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وفي الآونة الأخيرة، أقر مسؤولون في إدارة ترمب بأن “روسيا تبقى الطرف المتصلّب، إذ رفضت قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، رغم موافقة أوكرانيا عليه، وطالبت بتنازلات إضافية”.

وقال نائب الرئيس جي دي فانس خلال فعالية في واشنطن ضمن منتدى ميونيخ للأمن: “لا أعتقد أن الروس غير مهتمين بإنهاء النزاع، لكننا نعتقد أنهم يطلبون الكثير”.

اضطرابات داخلية في فريق ترمب

وتعرضت خطة ترمب المبكرة لأوكرانيا لهزات داخلية؛ إذ اشتكت موسكو من تعيين كيث كيلوج كمبعوث أول، بسبب مواقف ابنته الداعمة لكييف.

كما ردّ ترمب بإيعاز كيلوج بالتواصل فقط مع الأوكرانيين، ثم أوكل المهمة إلى صديقه القديم ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ليقود الجهود.

وأكد فريق كيلوج أن ويتكوف كان فعالاً في إقناع كييف بالانخراط في مسار ترمب للسلام، فيما قال “ويتكوف لاحقاً إنه يسعى فقط إلى جمع الطرفين حول طاولة المفاوضات، وهو ما لم يتحقق حتى الآن”.

ورأى مسؤولون أميركيون أن “ترمب قد يعتبر مهمته منتهية إذا نجح فقط في دفع الجانبين للانخراط في مفاوضات مباشرة وجدية، تاركاً لهم مسؤولية ما بعد ذلك”.

“خيبة أمل متجددة”

وفي ملف غزة تسعى إدارة ترمب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة عبر تفاوض مباشر، إذ ساعد ويتكوف إدارة بايدن المنتهية ولايتها في تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير الماضي، لكن الاتفاق انهار في مارس الماضي، واستؤنف القتال، كما منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، ما تسبب في كارثة إنسانية متفاقمة.

وهذا الأسبوع وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة للسيطرة الكاملة على غزة إذا استمرت “حماس” في القتال واحتجاز الرهائن، كما أمهلت الحركة حتى نهاية زيارة ترمب المرتقبة إلى المنطقة للإفراج عن المحتجزين.

ورغم امتعاض بعض المسؤولين الأميركيين من تصعيد إسرائيل، واصل ترمب دعمه لها، وتحدث عن إعادة إعمار القطاع لاحقاً، مانحاً تل أبيب “الضوء الأخضر” لمواصلة العمليات، حتى تغيّر “حماس” موقفها.

ووسع ويتكوف مشاوراته في هذا الملف، والتقى شخصيات منها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والمحامي آلان ديرشوفيتز، للتحضير لمرحلة ما بعد الحرب.

وقال ديرشوفيتز: “لا نعلم إن كانوا سينجحون، لكنهم يبذلون أقصى ما في وسعهم، ويبدو أن الأمر أكثر تعقيداً مما كانوا يأملون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *