قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن مجموعة من النواب الديمقراطيين يجب أن تُحاكم، ولمح إلى إمكانية مواجهتهم بـ”عقوبة الإعدام”، بعد نشرهم مقطع فيديو يدعون فيه أفراد الاستخبارات والجيش إلى رفض تنفيذ أي أوامر غير قانونية، فيما أوضح البيت الأبيض لاحقاً أن “الرئيس لا يريد إعدام أعضاء بالكونجرس”.

وكتب ترمب على منصته “تروث سوشيال”: “يُسمّى ذلك سلوكاً تحريضياً على أعلى المستويات، يجب اعتقال كل واحد من هؤلاء الخونة للوطن وتقديمهم إلى المحاكمة، لا يمكن السماح لكلماتهم بأن تمرّ دون محاسبة، فلن يكون لدينا وطن إن استمر هذا الأمر! لا بد من أن يكون هناك عبرة”.

وأعاد الرئيس الأميركي نشر مقال عن مقطع فيديو نُشر يوم الثلاثاء لستة مشرعين ديمقراطيين خدموا في الجيش، أو في أجهزة المخابرات، وكتب على “تروث سوشيال”: “سلوك تحريضي على العصيان، يُعاقب عليه بالإعدام!”.

وجاءت منشورات ترمب ضمن موجة من نشاطه المكثف على منصات التواصل، صباح الخميس، شملت إعادة نشر تعليق لأحد المستخدمين يدعو إلى شنق الديمقراطيين.

ورد النواب الديمقراطيون الذين ظهروا في الفيديو، والذي نسقته عضوة مجلس الشيوخ إليسا سلوتكين من ميشيجان، في بيان مشترك دعوا فيه الأميركيين إلى “الوحدة وإدانة دعوات الرئيس لقتلنا، والتحريض على العنف السياسي”. 

وقالوا: “من المثير أن الرئيس يعتبر مجرد إعادة تأكيدنا على القانون جريمة تستوجب الإعدام.. على عناصر قواتنا المسلحة أن يعرفوا أننا نقف إلى جانبهم، بينما يؤدون قسمهم للدستور، ويلتزمون بواجبهم في تنفيذ الأوامر القانونية فقط”. 

كما أدان قادة الديمقراطيين تصريحات ترمب، وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر من على منصة المجلس: “هذا تهديد صريح وخطير للغاية.. إنه يشعل عود ثقاب في بلد غارق في الوقود السياسي”.

وأصدر الديمقراطيون في مجلس النواب بياناً وصفوا فيه تصريحات ترمب بأنها “تهديدات مقززة وخطيرة بالقتل” ودعوه إلى “حذف هذه المنشورات الهستيرية فوراً، والتراجع عن خطابه العنيف قبل أن يتسبب بمقتل أحد”. 

وأضاف قادة الديمقراطيين في المجلس، حكيم جيفريز، وكاثرين كلارك، وبيت أجويلار، أنهم تواصلوا مع الحرس المسؤول عن أمن الكونجرس والشرطة المكلفة بحماية الكابيتول لضمان سلامة النواب وعائلاتهم. 

ترمب “لا يريد إعدام أعضاء بالكونجرس”

ولاحقاً، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي “لا يريد إعدام أعضاء بالكونجرس”، وجاء ذلك في تعقيب للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عندما سئلت في إفادة صحافية عن تعليقات ترمب التي وصف فيها مشرعين ديمقراطيين بأنهم “خونة يجب إعدامهم”.

وكثيراً ما اتهم ترمب خصومه بالخيانة أو التحريض على العصيان، وسبق أن وصف حركة “حياة السود مهمة”، والرئيس السابق باراك أوباما، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، وعدداً من مسؤولي الـFBI والإعلام، بارتكاب هذه الجرائم، وفق “بلومبرغ”.

غير أنّ مطالبة ترمب هذه المرة بإنزال عقوبة الإعدام بحق نواب منتخبين من شأنها أن تدفع الأنظار بقوة إلى محتوى الفيديو، الذي يضم ستة ديمقراطيين سبق أن خدموا في الجيش، أو في مواقع حساسة ضمن أجهزة الأمن القومي، وفقاً لـ”بلومبرغ”. 

ويقول النواب في الفيديو: “ندرك أنكم تحت ضغط كبير الآن.. الأميركيون يثقون بجيشهم، لكن هذه الثقة باتت على المحك.. هذه الإدارة تضع قواتنا النظامية وعاملينا في الاستخبارات في مواجهة المواطنين الأميركيين.. أنتم أقسمتم مثلنا على حماية الدستور.. قوانيننا واضحة: يحق لكم رفض الأوامر غير القانونية”. 

ويشارك في الفيديو إلى جانب سلوتكين كل من السيناتور مارك كيلي، والنواب جيسون كرو وكريس ديلوزيو، وكريسي هولاهان، وماجي جودلاندر، ولم يرد النواب فوراً على طلب للتعليق على منشورات ترمب. 

نشر الحرس الوطني

وتقود سلوتكين، وهي محللة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، أيضاً جهوداً تشريعية ديمقراطية لتقييد قدرة إدارة ترمب على نشر الحرس الوطني داخل المدن الأميركية.

وكان ترمب قد دفع بالفعل بنشر قوات الحرس الوطني في واشنطن ولوس أنجلوس وشيكاجو وبورتلاند وممفيس، وهدد بخطوات مشابهة في بالتيمور، ونيويورك، ونيو أورلينز، وسان فرانسيسكو. 

من جهته، استغل ستيفن ميلر، أحد كبار مستشاري ترمب، الفيديو ليتهم الديمقراطيين بأنهم “يدعون علناً إلى التمرد” في منشور عبر مواقع التواصل. 

شاركها.