أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، أنه أمر بتدمير غواصة كبيرة يُشتبه في أنها محمّلة بالمخدرات كانت متجهة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن اثنين من أفراد طاقمها لقيا حتفهما، بينما نجا اثنان آخران سيتم إعادتهما إلى بلديهما الأصليين، الإكوادور وكولومبيا، للاحتجاز والملاحقة القضائية.
وكتب ترمب في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “لقد كان شرفاً عظيماً أن أدمر غواصة كبيرة جداً تحمل مخدرات كانت تبحر باتجاه الولايات المتحدة عبر مسار عبور معروف لتهريب المخدرات”.
ونوّه ترمب إلى أن “الاستخبارات الأميركية أكدت أن هذه السفينة كانت محمّلة في الغالب بالفنتانيل ومخدرات غير قانونية أخرى”، مضيفاً: “كان على متن السفينة 4 من إرهابيي تجارة المخدرات المعروفين”، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن “اثنين من هؤلاء الإرهابيين قُتلا. كان سيموت ما لا يقل عن 25 ألف أميركي لو سمحتُ لهذه الغواصة بالوصول إلى الشاطئ”.
وأشار إلى أنه “يتم إعادة الإرهابيين الناجين إلى بلديهما الأصليين، الإكوادور وكولومبيا، للاحتجاز والمحاكمة”، مؤكداً أنه “لم تُصب أي قوات أميركية بأذى في هذه الضربة”.
وختم ترمب بالقول: “في عهدِي، لن تتسامح الولايات المتحدة مع إرهابيي تجارة المخدرات الذين يهرّبون المخدرات عبر مسارات برية أو بحرية”.
منطقة البحر الكاريبي
وكان 4 مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع قالوا لوكالة “رويترز”، في وقت سابق السبت، إن إدارة ترمب تعتزم إرسال ناجين اثنين من هجوم وقع الخميس، في منطقة البحر الكاريبي إلى دولة أخرى بدلاً من السعي إلى احتجازهما لفترة طويلة.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أنه من المقرر إرسال الناجين إلى كولومبيا والإكوادور.
ونفّذ الجيش الأميركي عملية إنقاذ بطائرة هليكوبتر، الخميس، بحثاً عن الناجين بعد هجوم على غواصة يُشتبه في أنها كانت تهرّب مخدرات.
وذكرت مصادر لـ”رويترز”، الجمعة، أن الغارة قتلت اثنين آخرين من أفراد الطاقم كانا على متن الغواصة.
ونُقل الناجيان إلى سفينة تابعة للبحرية الأميركية في الكاريبي، حيث ظلّا حتى مساء الجمعة على الأقل. ولم يتضح ما إذا كانا قد نُقلا من على متن السفينة حتى صباح السبت.
ورأى خبراء قانونيون، أن قرار إعادتهما إلى بلديهما يتيح للجيش الأميركي تجنّب مسائل قضائية معقدة مرتبطة بالاحتجاز العسكري لمشتبه بهم في تهريب المخدرات، إذ أن الجرائم المنسوبة إليهم لا تندرج بوضوح ضمن قوانين الحرب.
وقال ترمب لصحافيين، الجمعة، إن الضربة استهدفت “غواصة محمّلة بالمخدرات بُنيت خصيصاً لنقل كميات ضخمة منها”، لكنه لم يعلّق حينها على عدد من لقوا حتفهم أو الناجين من الضربة.
وكان ترمب قد أمر بتعزيزات كبيرة للجيش الأميركي في جنوب البحر الكاريبي، حيث جرى حشد قوات عسكرية ضخمة، تشمل طائرات F-35 متمركزة في بورتوريكو، و8 سفن حربية أميركية في المنطقة تحمل آلاف البحارة وعناصر مشاة البحرية، إضافةً إلى غواصة تعمل بالطاقة النووية.
ونفّذت القوات الأميركية عدة ضربات على قوارب وصفتها إدارة ترمب بأنها “متورطة في تهريب المخدرات”، دون تقديم أدلة.