ترمب يلغي برامج “التنوع والمساواة” في أكبر تجمع للمتاحف
بعد أيام من إعلان المعرض الوطني للفنون في واشنطن، أنه سيلغي برامج التنوّع والمساواة والشمول “diversity, equity, inclusion” أو (DEI)، أعلنت مؤسسة سميثسونيان، وهي أكبر تجمع للمتاحف وأكبر مجمع تعليمي وبحثي في العالم، تموّلها وتديرها حكومة الولايات المتحدة، أن مكتب التنوّع الخاص بها سيغلق أيضاً.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن المؤسسة “جمّدت التوظيف في جميع المناصب الفيدرالية، وطلبت من العمال العودة إلى العمل بدوام كامل، من أجل الامتثال للأوامر الأخيرة للرئيس ترمب”.
تأتي هذه الخطوة في أعقاب أمر تنفيذي وقّعه ترمب في وقت سابق من يناير، ويصف فيه مبادرات إدارة بايدن “للتنوّع والإنصاف والشمول” (DEI) بأنها “برامج تمييز غير قانونية وغير أخلاقية”، بحسب الصحيفة.
مؤسسة سميثونيان، هي عبارة عن اتحاد يضم 21 متحفاً وطنياً، وتملك أكثر من 142 مليون قطعة في مقتنياتها. تُصدر مجلة شهرية باسم “سميثسونيان”، ولديها شرطة خاصة تحمي الزوّار والموظفين والمقتنيات.
تأسست المؤسسة عام 1846، عبر قانون أصدره الكونغرس الأميركي، وتحصل على تمويل سنوي بقيمة مليار دولار بحسب صحيفة “التايمز”، وتقع معظم مرافقها في واشنطن العاصمة وفرجينيا ونيويورك.
تغيير الأهداف
وقال موقع “آرت نيوز”، إن المؤسسة “تتخذ خطوات لمواءمة نفسها مع السياسات الجديدة، بعد تغييرات مماثلة في مؤسسات اتحادية أخرى، والمؤسسات الثقافية المدعومة، مثل المتحف الوطني للفنون”.
أضاف: “في حين سيتم إغلاق مكتب التنوّع التابع لمؤسسة سميثسونيان، ستحافظ المنظمة على تركيزها على إمكانية وصول الزوّار، وهو ما تعتبره ضرورياً”.
وأكد سكرتير المؤسسة لوني جي بانش، في رسالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، أن إغلاق مكتب التنوّع ليس سوى “الخطوة الأولى” في التكيّف مع التوجيهات الفيدرالية الجديدة.
“لغة الأوامر ضيقة”
وأشارت إيمي بينيت، الرئيس التنفيذي المؤقت لمنظمة “أميركيون من أجل الفنون”، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 1960، وتدافع عن الفنون وتعليمها، “أنه على الرغم من أن لغة الأوامر التنفيذية ضيّقة، لكن قد يكون لها تأثير مخيف، ويمكن أن يتسبب ذلك في تردّد المتاحف التي تحتفظ بجهودها في موضوعات التنوّع والمساواة، في الحصول على تمويل فيدرالي”.
أضافت: “ومع ذلك، فإن مجتمع المتحف مهتم بسرد المجموعة الكاملة من القصص الأميركية والقصص العالمية، وذلك جزء لا يتجزأ من الحمض النووي للعديد من المتاحف، وأفترض أن الغالبية العظمى ستستمر في القيام بذلك”.
32 ألف متحف
وأكدت آن إم لامب، الرئيس التنفيذي لجمعية أمناء المتاحف، “أن الشمول هو أحد مفاتيح التميّز الذي يجب أن يكون هدف المتاحف”.
وقالت: “على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات والمستوى المحلي، يجب على المتاحف التي تتلقى التمويل الفيدرالي أن تتبع القانون. ومع ذلك، لا تشارك جميع المتاحف الأميركية التي يزيد عددها عن 32 ألف متحف في تدفّقات التمويل هذه، وتحتاج إلى اتباع رؤيتها الخاصة وأولويات مهمتها، من أجل خدمة مجتمعاتها على أفضل وجه”.
أضافت: “ينبغي أن يكون التميّز بطريقة ما، أحد مكوّنات رؤية كل متحف وبيان مهمته”.
الفن الأميركي الأفريقي
قبل أربع سنوات، طرح المتحف الوطني للفنون (NGA) التابع للمؤسسة، رؤية جديدة وبيان مهمة عام 2021، يركز على “التنوّع والإنصاف والشمول في عمله، لتنويع القصص التي نرويها، والطرق التي نرويها بها، وموظفينا أيضاً”.
سلطت هذه الجهود الضوء على الافتقار إلى التنوّع بين قيادة المتحف الوطني الأميركي وموظفيه، في مجال تنظيم المعارض، والذين كانوا جميعهم حينها من من البيض.
أفسح التحوّل في الأيديولوجية المجال أمام موظفين جدد، بما في ذلك أول أمين للفن الأميركي الأفريقي في (NGA)، ورئيس أمناء جديد، فضلاً عن إقامة معارض متنوّعة تعرض المزيد من الأعمال والنساء والفنانين الملوّنين.
بعد قرار ترمب، أزالت المؤسسة عبارة “التنوّع والإنصاف والشمول” من بيان مهمتها على موقعها، واستبدلتها بعبارة “الترحيب”.