قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، إنه سيمنح “على الأرجح” تطبيق “تيك توك” مهلة لمدة 90 يوماً من الحظر المحتمل بعد توليه منصبه يوم الاثنين، وذلك وسط ترقب لمصير التطبيق الذي يضم 170 مليون مستخدم أميركي قبل الحظر المقرر سريانه الأحد.
وفي مقابلة أجراها عبر الهاتف مع شبكة “NBC News”، أوضح ترمب أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن المسألة، مشيراً إلى أنه يفكر في منح تمديد لمدة 90 يوماً للموعد النهائي المقرر الأحد، والذي يلزم الشركة الأم لـ”تيك توك”، “بايت دانس” (ByteDance)، التي تتخذ من الصين مقراً لها، ببيع حصتها في إدارة العمليات داخل أميركا لمشترٍ غير صيني، أو مواجهة الإغلاق القسري للتطبيق بحلول 19 يناير.
وأضاف: “أعتقد أن هذا سيكون بالتأكيد خياراً ننظر فيه، التمديد لمدة 90 يوماً هو شيء من المرجح أن نقوم به، وذلك لأنه مناسب، لكن علينا أن ننظر فيه بعناية، الموقف كبير للغاية، إذا قررت القيام بذلك، فمن المحتمل أن أعلن عن الأمر الاثنين”.
ويسمح قانون تم إقراره العام الماضي بشكل صريح بالتمديد لمدة 3 أشهر تحت شروط محددة، لكن التمديد الاثنين قد لا يكون كافياً لتجنب وقف التطبيق ليوم واحد على الأقل، ذلك بالنظر إلى أن الموعد النهائي الحالي للامتثال هو الأحد، وفق ما ذكرته الشبكة الأميركية.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن، صرَّحت مراراً بأنها لا تخطط لتنفيذ القانون، وألقت هذه المسؤولية على إدارة ترمب، لكن منصة “تيك توك” قالت، الجمعة، إن تطمينات البيت الأبيض قد لا تكون كافية لمنع وقف خدمات التطبيق.
وأشارت المنصة إلى أنها تخطط “لوقف خدماتها”، الأحد، ما لم تحصل على “وضوح وضمانات” أكبر بشأن التداعيات القانونية المحتملة، بما في ذلك تلك المتعلقة بمقدمي الخدمات من جهات خارجية.
وفي بيان، السبت، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خطط “تيك توك” لوقف التطبيق بأنها “حيلة”، وقالت: “لقد اطلعنا على البيان الأخير من المنصة، إنها خطوة دعائية، ولا نرى أي سبب يدعوها هي أو أي شركة أخرى لاتخاذ إجراءات في الأيام القليلة المقبلة قبل تولي إدارة دونالد ترمب مهامها رسمياً الاثنين”.
وتابعت بيير: “لقد حددنا موقفنا بوضوح وبشكل مباشر، إن تنفيذ هذا القانون سيقع على عاتق الإدارة الجديدة، ولذا يجب على (تيك توك) والشركات الأخرى مناقشة أي مخاوف لديها مع هذه الإدارة”.
وكان بايدن وقّع على القانون خلال أبريل الماضي، لكن في الأيام الأخيرة كان مساعدوه يبحثون عن طرق لإبقاء “تيك توك” متاحاً عندما يدخل هذا القانون حيز التنفيذ، الأحد.
وبموجب القانون، يُمكن للرئيس أن يمنح تمديداً لمرة واحدة مدة 90 يوماً إذا أقر الكونجرس على صحة 3 أشياء، أولها أن هناك مسار لامتثال المنصة للشروط الأميركية، وحدوث “تقدم كبير” نحو تنفيذ هذا المسار، فضلاً عن وجود اتفاقيات قانونية ملزمة ذات صلة لتمكين تنفيذ ذلك خلال فترة التمديد.
لا عروض لشراء حصة “تيك توك”
وحتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي اتفاقيات قانونية ملزمة، وفي حال تقدم مشترٍ في اللحظة الأخيرة، فمن المحتمل أن يحتاج إلى إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لشراء أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة، ولم يذكر الرئيس المُنتخَب ما إذا كان على عِلم بأي تقدم حديث نحو البيع.
وأشارت الشبكة إلى أن دعم ترمب لـ “تيك توك” في الوقت الحالي يُمثل تراجعاً حاداً عن موقفه خلال ولايته الأولى، عندما وقَّع على أوامر تنفيذية ليس لحظر المنصة فحسب، بل حظر تطبيق المراسلة الصيني “WeChat” أيضاً، إلا أنه تم وقف محاولته هذه من قبل المحاكم خلال ذلك الوقت، وجاء تغير موقفه الأخير بعد أن التقى بأحد المستثمرين الأميركيين في التطبيق العام الماضي.
وكان الرئيس المُنتخَب أشار في الماضي إلى دعمه للسماح للتطبيق بالبقاء متاحاً للمستخدمين في الولايات المتحدة، مستشهداً بالعدد الكبير من المشاهدات التي تتلقاها حساباته عليه.
ومن المتوقع أن يحضر الرئيس التنفيذي لـ”تيك توك” شو تشيو حفل تنصيب ترمب الاثنين، إلى جانب مسؤولين تنفيذيين آخرين في قطاع التكنولوجيا.
موقف الشركة
وقالت الشركة في منشور على منصة “إكس” إن “البيانات الصادرة، الجمعة، عن كل من البيت الأبيض ووزارة العدل فشلت في توفير الوضوح والضمانات اللازمة لمزودي الخدمة الذين يشكلون جزءاً أساسياً في الحفاظ على توفر المنصة لأكثر من 170 مليون أميركي”.
وجاء الإعلان بعد أن أيدت المحكمة العليا بالإجماع، الجمعة، قانوناً يُهدد بحظر التطبيق الشهير في الولايات المتحدة اعتباراً من الأحد، وصرَّح بايدن للصحافيين عقب القرار بأن مسألة تحديد مصير التطبيق ستُترك للإدارة المقبلة.
وأضاف بيان الشركة: “ما لم تقدم إدارة بايدن بياناً حاسماً بشكل فوري يطمئن مزودي الخدمة الرئيسيين بعدم تنفيذ القانون، فيسكون من المؤسف أننا سنضطر إلى التوقف عن العمل في 19 يناير”.
