حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، من أن الولايات المتحدة قد تتدخل بشكل مباشر أو عبر إسرائيل لنزع سلاح حركة “حماس” إذا لم تلتزم بتعهدها بالتخلي عن السلاح، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده “لن تنشر جنودها على الأرض” في القطاع الفلسطيني.
وقال ترمب، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إن إسرائيل وافقت على صفقة السلام، مشيراً إلى أنه “بمجرد رحيلهم (إسرائيل)، أعدمت حماس 7 أشخاص، ثم أعدمت 30 آخرين”، معرباً عن اعتقاده بأن الحركة “ستخرق الاتفاق، والآن هم يفعلون ذلك”.
وذكر أن “حماس قالت إن من قتلوهم أعضاء في عصابة، لكنهم أناس عنيفون للغاية”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية اتهمت “حماس”، في بيان السبت، بـ”تبييت نوايا لخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، لكنها أشارت إلى أن الخرق المتوقع، وفق بيانها، موجه ضد سكان مدنيين في القطاع الفلسطيني، دون توضيح سياق الاتهام.
وردت حركة “حماس” على هذه الاتهامات بالقول إن إسرائيل هي من “سلح ومول عصابات إجرامية نفذت عمليات قتل وخطف”، في القطاع، لافتةً إلى أنها “تنفي جملةً وتفصيلاً المزاعم الموجهة بحقها بشأن هجوم وشيك أو انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”.
نزع سلاح حركة “حماس”
وسُئل ترمب عمّا إذا كان يعتقد أن “حماس” ستتخلى فعلاً عن سلاحها، فقال: “لقد وعدوا بأنهم سيفعلون.. قالوا إنهم سيفعلون، هذا ما قالوه.. لكن هؤلاء أناس عنيفون للغاية، وهذا جزء عنيف للغاية من العالم، لم يرَ أحد عنفاً كهذا”.
وأضاف ترمب: “إذا اضطررنا، سنفعل ذلك نحن، سواء كنتُ أنا أو الولايات المتحدة، أو كما تعلمون، ربما يكون وكيلنا إسرائيل، مع دعمنا بالتأكيد”، مؤكداً في الوقت نفسه أنه “لن يكون لدينا جنود على الأرض”.
وعما إذا كان هناك جدول زمني لنزع سلاح “حماس”، أجاب ترمب: “ليس هناك جدول زمني، ليس هناك مسار صارم، لكننا سنرى كيف ستسير الأمور.. لقد عاشوا هناك لفترة طويلة، إنهم عنيفون للغاية”.
وتابع قائلاً: “لذلك ليس هناك جدول زمني صارم، وفي مرحلةٍ معينة، إذا لم يفعلوا ما يُفترض أن يفعلوه، فسنضطر نحن إلى القيام بذلك نيابةً عنهم”.
وأشار ترمب إلى أنه سيتم تشكيل مجلس سلام في غزة، موضحاً أنه طُلب منه أن يكون رئيساً له، مؤكداً أن “السلام في الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية”، وأنه “سمع هذا المصطلح طوال حياته، وأن السلام لم يتحقق في الشرق الأوسط منذ 3 آلاف عام”.
إعادة إعمار غزة
وشدد الرئيس الأميركي على ضرورة أن “تصبح غزة مكاناً للحرية”، مؤكداً أنه سيتم “توفير منازل لائقة لجميع الناس الذين يعيشون هناك”، مضيفاً أن لديه “رؤية أولية” لإعادة إعمار غزة.
وقال ترمب: “انظروا إلى غزة، لا يوجد شيء جيد هناك الآن، كل شيء عبارة عن أنقاض، لكن ليس من الصعب جداً التغلب على ذلك.. سنبني منازل، وستُغطى تكاليفها من ثروات الدول الغنية”.
ولفت ترمب إلى أن “صفقة السلام في الشرق الأوسط بدأت على الأرجح مؤخراً مع القضاء على القدرات النووية الإيرانية”، في إشارة إلى الهجوم الأميركي في يونيو على المنشآت النووية الإيرانية.
وأوضح ترمب أن الطيارين “حلّقوا لمدة 37 ساعة، ودخلوا وقصفوا المنطقة قصفاً عنيفاً”، مشيراً إلى أنه “عندما دمرنا قدراتهم النووية، لم يعودوا هم من يتنمرون على الشرق الأوسط”.
وأضاف ترمب أن إيران “لم تعُد متسلطة على الشرق الأوسط”، مؤكداً أن بلاده “تواجهها بطرق أخرى كثيرة”. وتابع: “لم يعودوا هم المتسلطين على إسرائيل، ولو كانوا كذلك، لما تمكنا من إبرام الصفقة التي عقدناها للتو، وهي في الأساس سلام في الشرق الأوسط، بما يتجاوز غزة، سلام في الشرق الأوسط وجميع تلك الدول العربية العظيمة”.