هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، بزيادة الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي وكندا إذا عمل كلاهما معاً “لإلحاق ضرر اقتصادي بالولايات المتحدة”.
وكتب ترمب في منشور على موقع “تروث سوشيال”: “إذا عمل الاتحاد الأوروبي مع كندا لإلحاق ضرر اقتصادي بالولايات المتحدة الأميركية، فسنفرض رسوماً جمركية كبيرة، أكبر بكثير من المخطط لها حالياً، على كليهما من أجل حماية أفضل صديق لهذين البلدين على الإطلاق”.
وأعلن الرئيس الأميركي، الأربعاء، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات ليتسع نطاق الحرب التجارية العالمية؛ مما أثار انتقادات وتهديدات بالرد من حلفاء الولايات المتحدة المتضررين من القرار.
وستدخل الرسوم الجديدة على السيارات والشاحنات الخفيفة حيز التنفيذ في الثالث من أبريل، أي بعد يوم واحد من تطبيق رسوم جمركية مضادة تستهدف الدول المسؤولة عن الجزء الأكبر من العجز التجاري الأميركي.
وتضاف تلك الرسوم إلى أخرى فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على واردات الصلب والألمنيوم، وعلى السلع المستوردة من المكسيك وكندا والصين.
“حلول تفاوضية”
وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيؤجل المجموعة الأولى من التدابير المضادة إلى منتصف أبريل، بما يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الويسكي الأميركي، ورداً على ذلك هدد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على جميع أنواع النبيذ والمنتجات الكحولية الأخرى من الاتحاد الأوروبي.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخطوة بأنها “سيئة للشركات، وأسوأ بالنسبة للمستهلكين على حد سواء في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وأضافت أن الاتحاد سيواصل السعي إلى حلول تفاوضية، مع الحفاظ على مصالحه الاقتصادية.
وقالت: “بصفتنا قوة تجارية كبرى ومجتمعاً قوياً يضم 27 دولة عضواً، سنعمل معاً على حماية عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا في جميع أنحاء اتحادنا الأوروبي”.
واستوردت الولايات المتحدة مركبات نقل بقيمة 474 مليار دولار في عام 2024، بما في ذلك سيارات ركاب بقيمة 220 مليار دولار. وكانت المكسيك واليابان وكوريا الجنوبية وكندا وألمانيا، وجميعها حلفاء مقربون للولايات المتحدة، أكبر الموردين.
“إجراءات مضادة”
ويرى ترمب أن الرسوم الجمركية هي أداة لزيادة الإيرادات لتغطية التخفيضات الضريبية التي وعد بها وإحياء القاعدة الصناعية الأميركية المتدهورة منذ فترة طويلة.
وقال ترمب في المكتب البيضاوي: “سنفرض رسوماً على الدول لممارسة أعمالها التجارية في بلدنا، والاستيلاء على وظائفنا، وثرواتنا، وعلى الكثير مما استولوا عليه على مر السنين. لقد استولوا على الكثير من بلدنا، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء، وبصراحة، كان الصديق في كثير من الأحيان أسوأ بكثير من العدو”.
واعتبر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن الرسوم الجمركية “هجوم مباشر” على العمال الكنديين، وأشار إلى أن كندا تدرس اتخاذ تدابير مضادة.
وأعلن رئيس وزراء أونتاريو، أنه تحدث مع كارني، وأعرب عن دعمه الكامل “لإعداد الحكومة الفيدرالية رسوماً جمركية مضادة” بعد إعلان ترمب.
وصرح رئيس وزراء أونتاريو -المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في كندا، وموطن صناعة السيارات المحلية- في منشور على منصة “إكس”: “نتفق على أن كندا بحاجة إلى الثبات والقوة والتوحد”.
