اخر الاخبار

ترميم البيوت الطينية ينشط في ريف رأس العين

– رأس العين

ينشغل أهالي مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة بترميم بيوتهم الطينية، في ظل ظروف متردية اقتصاديًا، تحول دون قدرتهم على بناء منازل أسمنتية أو ترميمها بمواد حديثة.

وتعتبر البيوت الطينية خيارًا رئيسًا لسكان الريف، لانخفاض التكلفة وسهولة الترميم، رغم صعوبة مقاومة الأمطار الغزيرة والرياح، ما يجعل الترميم الدوري ضرورة حتمية مع دخول كل شتاء.

يواظب الأهالي الذين يعيشون في البيوت الطينية على ترميم منازلهم سنويًا، ويبدؤون الترميم مطلع أيلول ويستمرون حتى نهاية تشرين الثاني، لكن امتد هذا العام حتى نهاية كانون الأول.

خيار مفروض لا مرغوب

بملامح متعبة وملابس مليئة بالوحل، يعمل حسين الرائد (40 عامًا) على تجهيز الطين (أو الجبلة كما يقال محليًا)، وذلك عبر نقع التراب ليوم كامل بالماء عقب خلطه بالقش، ما يساعد في تماسك الطين وعدم تشققه بعد “التطيين”.

قال حسين ل، إنه يقوم بهذا العمل بسبب إمكانياته المالية المحدودة، والتي تجبره على ترميم بيته المكون من ثلاث غرف، ولأنه يتعرض لتسريب المياه كل شتاء ما يجعله مضطرًا للترميم بشكل مستمر للحفاظ عليه.

وذكر أنه مجبر على ترميم بيته سنويًا مع بداية الشتاء أو قبله، لأنه في حال عدم الترميم، فإن المنزل سيكون مهددًا بالانهيار بسبب الأمطار والبرودة الشديدة.

منذ ساعات الصباح الأولى، تبدأ سناء المحمد (55 عامًا) وأطفالها الأربعة بالعمل معًا لإزالة الأتربة والأنقاض عن الجدران المتضررة، استعدادًا لترميم المنزل، في قرية حروبي.

وقالت السيدة ل، إنها تشعر بالإرهاق من ترميم البيت الطيني سنويًا، وفي حال تحسن وضعها المالي، ستعمل على بناء منزل أسمنتي يوفر الراحة والأمان لها ولعائلتها، ويكون أكثر قدرة على تحمل الظروف الجوية القاسية.

بحسب ما وصفه الأهالي ل، يتميز البيت الطيني بقدرته على الحفاظ على الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، ما يجعله مناسبًا للمناخ الحار والبارد على حد سواء، رغم الصعوبات التي يواجهها في الحفاظ على جودته وصلاحيته للسكن.

مصدر دخل

يعتمد العديد من عمال المياومة وأصحاب الخبرة على بيع قوالب الطوب، أو ترميم البيوت الطينية للأهالي مقابل أجور، وهو ما يشكّل لهم مصدرًا رئيسًا للدخل.

يعتمد عزام الأحمد (36 عامًا) على بيع قوالب الطوب للأهالي بسعر 3000 ليرة سورية للواحدة، في عمل سنوي اعتاده في آخر ثلاثة أشهر من كل عام.

وقال ل، إن هذه المهنة، رغم صعوبتها، تعتبر جزءًا أساسيًا من هوية عائلته التي اختصت بهذه الصناعة منذ عام 1942، حيث بدأ جده الثاني في هذا المجال.

وأضاف أن الإقبال على البيوت الطينية ازداد منذ عام 2016، وأشار إلى أن سعر القالب الأسمنتي يصل إلى 15 ألف ليرة سورية، بينما سعر القالب من اللبِن 3000 ليرة، ما يجعله خيارًا مناسبًا لكثير من السكان.

وتعد أسعار الطوب “مقبولة” مقارنة بأجور العمال اليومية، التي تبلغ 80 ألف ليرة سورية (6 دولارات أمريكية).

ويبلغ عدد سكان منطقة رأس العين 115 ألف نسمة، ويعتمدون بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ثم الثروة الحيوانية.

وتقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني السوري”، وتحيط بها جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *