تسريبات “سيجنال”.. إيلون ماسك يشارك في تحقيقات البيت الأبيض

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الأربعاء، أن مجلس الأمن القومي، ومكتب مستشار البيت الأبيض، وفريق إليون ماسك الذي يرأس وزارة الكفاءة الحكومية، يحققون في تسريب خطط لضربات جوية أميركية في اليمن شاركها مسؤولون عن طريق الخطأ مع رئيس تحرير مجلة ” ذي أتلانتيك” جيفري جولدبرج عبر تطبيق “سيجنال”.
وذكرت ليفيت في الإفادة اليومية، أن ماسك طرح فكرة “الاستعانة بخبرائه الفنيين” في هذا التحقيق، من أجل “معرفة كيف تمت إضافة هذا الرقم بشكل غير مقصود إلى المحادثة، وتحمل المسؤولية وضمان عدم تكرار ذلك”.
وتواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقادات من الحزب الديمقراطي بعد أن نشرت مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية ما قالت إنه “خطط الهجوم الأميركي على الحوثيين في اليمن”، والتي تم تسريبها عبر تطبيق “سيجنال”.
“خطأ فادح”
وفي السياق، اعتبرت ليفيت، أن “هذه القصة تُثبت أن الديمقراطيين والمحرضين في وسائل الإعلام الرئيسية يجيدون اختلاق وتنظيم ونشر حملات التضليل الإعلامي”.
وأضافت: “يمكن القول إنه لا يوجد أحد في وسائل الإعلام يُحب اختلاق الأكاذيب وترويجها أكثر من جيفري جولدبرج”، فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، إن تلك الدردشة الجماعية “تمت لأغراض التنسيق”، لكن شخصاً ما “ارتكب خطأ فادحاً” بإضافة صحافي إلى المحادثة.
وأضاف روبيو لصحافيين خلال زيارة إلى جامايكا، أن “البيت الأبيض يتحرى كيفية حدوث ذلك”، مشيراً إلى أنه “لم تكن هناك خطط حرب في الدردشة، وأن وزارة الدفاع (البنتاجون) أكدت أن المعلومات غير سرية”.
وسعت إدارة ترمب إلى احتواء تداعيات هذه التسريبات، إذ نفى وزير الدفاع بيت هيجسيث مراراً إرسال رسائل نصية تتضمن خططاً حربية.
وضمت المجموعة كبار مستشاري ترمب للأمن القومي للتنسيق بشأن اليمن. وقالت إدارة ترمب، الثلاثاء، إنه لم يتم تبادل أي معلومات سرية في الدردشة، مما أربك الديمقراطيين ومسؤولين أميركيين سابقين، والذين يعتبرون معلومات الاستهداف من أكثر المواد سرية قبل أي حملة عسكرية أميركية.
“المعلومات كانت سرية”
وقال جيم هايمز، النائب الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، في جلسة للجنة المخابرات بمجلس النواب: “أعتقد أنه بفضل النعمة العظيمة من الرب، فإننا لسنا في حداد على طيارين قتلى الآن”.
ولم تتضمن المحادثة فيما يبدو أي أسماء أو مواقع محددة للحوثيين المستهدفين أو معلومات كان من الممكن استخدامها لاستهداف القوات الأميركية التي تنفذ العملية.
وقال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “مسؤولي (البنتاجون) المطلعين على التخطيط يعتقدون أن المعلومات التي أرسلها هيجسيث كانت سرية في ذلك الوقت”، مما يثير شكوكاً بشأن ما إذا كانت رسائل وزير الدفاع النصية قد رُفعت عنها السرية، ومتى حدث ذلك وكيف.
كما تجدد التدقيق في كفاءة هيجسيث، الذي أقر مجلس الشيوخ تعيينه بفارق ضئيل بعد مراجعة قاسية أثارت تساؤلات جدية عن خبرته وحالته المعنوية وآرائه بخصوص النساء في القتال. وقلل البيت الأبيض من شأن فكرة فقدان هيجسيث أو غيره لوظائفهم، قائلاً إن ترمب لا يزال يثق بهم.
وهوّن الرئيس الأميركي أيضاً من شأن التسريبات، قائلاً في مدونة صوتية: “لم يكن هناك ما يُعرّض الهجوم للخطر”.
ونشر الصحافي الأميركي جولدبرج تفاصيل جديدة من الدردشة، الأربعاء، بعد أن رفض في البداية القيام بذلك. واتهمت المجلة الأميركية عدداً من مسؤولي إدارة ترمب بـ”الكذب” بعد نفيهم نشر خطط سرية على المجموعة.
ولدى كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي أنظمة من المفترض استخدامها في نقل المواد السرية.
وذكر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA جون راتكليف، الثلاثاء، أن مستشار الأمن القومي والتز هو الذي كون مجموعة الدردشة على “سيجنال” للتنسيق بشكل غير سري.
“أتحمل المسؤولية”
وقال والتز، في مقابلة مع شبكة FOX NEWS، الثلاثاء: “أتحمل المسؤولية الكاملة”، لأنه هو من أنشأ مجموعة “سيجنال”.
وقلل والتز من أهمية الكشف، قائلاً على منصة “إكس”: “لا مواقع. لا مصادر ولا أساليب. لا خطط حربية. تم إخطار الشركاء الأجانب بالفعل بأن الضربات وشيكة”.
وفي جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، قال راتكليف ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، إن هيجسيث هو المسؤول عن تصنيف سرية المعلومات الدفاعية.
وأضاف راتكليف: “وزير الدفاع هو المسؤول عن تصنيف المعلومات المتعلقة بالوزارة من حيث سريتها”.
وحينما سئلت جابارد عما إذا كانت تفاصيل الضربات على الحوثيين، مثل تسلسل الهجمات وتوقيتها، تعتبر سرية، قالت في شهادتها “أُحيل هذا السؤال إلى وزير الدفاع ومجلس الأمن القومي”.
ولم يرد هيجسيث مساء الثلاثاء، على سؤال عما إذا كان رفع السرية عن المعلومات التي نوقشت في محادثة “سيجنال”، وقال للصحافيين: “لا أحد يُرسل خطة حرب عبر الرسائل النصية، وهذا كل ما لدي لأقوله في هذا الشأن”.
وتابع هيجسيث: “الضربات ضد الحوثيين في تلك الليلة كانت فعالة للغاية. وأنا فخور للغاية بشجاعة ومهارة القوات. وهي مستمرة وما زالت تلحق أضراراً بالغة”.