اخر الاخبار

تسريبات سيجنال حلفاء ترمب يطالبون بإقالة مستشار الأمن القومي

يطالب عدد متزايد من حلفاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإقالة مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، في محاولة للتخفيف من التداعيات السياسية بعد تسريب “معلومات سرية” عبر تطبيق “سيجنال”، وفق شبكة NBC News.

وقالت الشبكة، الخميس، إنه مع استمرار التساؤلات حول كيفية التعامل مع المعلومات الحساسة في جلسات الاستماع في الكونجرس ووسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، يقول العديد من حلفاء ترمب، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم للتحدث بصراحة، إن التركيز على ما إذا كانت المعلومات سرية، أم لا ليس هو القضية بالنسبة للبيت الأبيض الذي يكافح لاستعادة السيطرة على كيفية تقديم المعلومات.

ونقلت الشبكة عن مستشار كبير سابق لترمب، تحدث شريطة عدم كشف هويته، قوله: “هذه مسألة قانونية، ولكننا نتحدث الآن عن مشكلة سياسية”. وأضاف أن مسؤولي البيت الأبيض سيكونون أذكياء إذا اختاروا “كبش فداء وطردوه”.

وتابع: “عليهم تحميل شخص ما مسؤولية هذا الأمر وتنظيف الأمور بهذه الطريقة، والشخص الأكثر وضوحاً للقيام بذلك هو والتز”.

وتواجه إدارة ترمب أزمة سياسية تشير إليها وسائل الإعلام الأميركية مؤخراً باسم “سيجنال جيت”، والتي بدأت بعد أن نشر رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” جيفري جولدبرج تقريراً عن إضافته بالخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق “سيجنال”، على ما يبدو من قِبل والتز.

وتفاوتت ردود الفعل بين الجمهوريين بين مهاجمة جولدبرج، وهو النهج الذي اتبعه البيت الأبيض، والمطالبة بإقالة شخص ما. لكن بالنسبة للرئيس الأميركي الذي حظي بدعم قوي من حزبه في الأشهر الأولى من فترة رئاسته الثانية، هناك شعور واضح بالقلق بين مؤيديه الأساسيين بشأن هذه الواقعة.

وأصدر ديف بورتنوي، مؤسس شركة “بارستول سبورتس”، الذي دعم ترمب في الانتخابات، بياناً على منصة “إكس” وصفه بأنه “هجوم غاضب”، قائلاً يوم الأربعاء إن “والتز يجب أن يغادر”، واصفاً ما حدث بأنه “خطأ فادح”.

وأضاف: “ترمب، قد تكون تحب مايك والتز. وقد تحب بيت هيجسيث. وقد تُحب هؤلاء الأشخاص، لكن يجب أن يتحمل شخص ما المسؤولية”.

“فوضى عارمة”

وقال مسؤول جمهوري، وهو من كبار داعمي ترمب وأحد المحاربين القدامى، مستخدماً لغة مماثلة: “لقد كان هذا خطأً فادحاً، ومن غير المعقول بالنسبة لي استخدام هذه الأنواع من التطبيقات في شيء مثل هذا. هذه فوضى عارمة غير مُبررة”.

وكتبت المعلقة السياسية المحافظة، تومي لاهرين، الأربعاء،  على “إكس”: “لقد كان خطأً فادحاً، لكن أبسط وأوضح طريقة لمعالجته هي الاعتراف به. هذا كل شيء”، مضيفةً أنها لا تريد إقالة أي شخص من منصبه بسبب الأمر.

ونقلت الشبكة عن مصدر مُقرب من البيت الأبيض قوله، إن اهتمام وسائل الإعلام بالقضية يُتيح الفرصة لإدارة ترمب للمضي قدماً في البنود المثيرة للجدل في أجندتها، بينما تُركز وسائل الإعلام على “تسريبات سيجنال”، مشيراً إلى أنه في هذا السيناريو، لا داعي لإقالة أي شخص، لكنه أضاف أنه إذا كان هناك شخص يستحق الإقالة، فهو والتز.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذه النقطة في إحاطة يوم الأربعاء، قائلة: “ما يمكنني قوله بشكل قاطع هو ما تحدثت عنه مع الرئيس، وهو أنه لا يزال يثق في فريقه للأمن القومي”.

تعريض مواد سرية للخطر

وأضافت: “لقد تحمّل مستشار الأمن القومي المسؤولية عن هذه القضية، وأعلن مجلس الأمن القومي على الفور، إلى جانب مكتب مستشار البيت الأبيض، أنهم يحققون في كيفية إضافة رقم أحد الصحافيين عن غير قصد إلى هذه المحادثة”.

ووجه الديمقراطيون في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، يوم الأربعاء، أسئلة بشكل مكثف على مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، جون راتكليف، ومديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، حول مشاركتهما في المحادثة الجماعية، وما إذا كان قد تم تعريض مواد سرية للخطر من خلال استخدام تطبيق تجاري وإدراج صحافي في المجموعة، لكن راتكليف وجابارد أكدا أن المواد، التي تضمنت تفاصيل عن توقيت الضربة والأسلحة، لم تكن سرية.

وأعرب النائب الديمقراطي، خواكين كاسترو، عن دهشته من هذا الافتراض، قائلاً إن “فكرة أن هذه المعلومات لن تُصنّف كسرية في حال تم تقديمها إلى لجنتنا، كما تعلمون، هي كذبة”.

وقالت الشبكة، إن ترمب معروف برفضه التخلي عن الموالين له، ولهذا السبب، يقول بعض المقربين منه إنه من غير المرجح أن يُقيل والتز أو هيجسيث بشكل مباشر.

لكن مسؤولاً سابقاً رفيع المستوى في إدارة ترمب، والذي شغل منصباً في السياسة الخارجية، قال إن “الاستقالة ستكون النتيجة الصحيحة”. وأضاف: “هذه مسألة جدية، ولا يُمكن تجاهلها. أي موظف حكومي شريف سيرى ذلك، ويُدرك أنه ارتكب خطأً جسيماً، ويجب أن يتعلم درساً من ذلك”.

وأشاد المسؤول بالرئيس الأميركي لـ”دعمه فريقه”، لكنه أضاف: “أؤكد لكم أنني لو كنت مكانه (المسؤول عن التسريبات) لاستقلت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *