كشف تحقيق جديد عن خرق أمني غير مسبوق في روسيا، إذ اكتشف الباحثون خططا مفصلة للقواعد النووية الروسية في قواعد بيانات العطاءات العامة، وقال خبراء: إنها “معلومات استخباراتية فائقة”.
ـ تسريب أسرار مرعبة من قواعد بوتين النووية
تم تسريب مئات الخطط التفصيلية لقواعد الأسلحة النووية الاستراتيجية إلى قاعدة بيانات عامة، مما كشف عن تفاصيل حساسة للغاية حول المنشآت العسكرية الأكثر حماية في البلاد.
وجاء ذلك بحسب تحقيق مشترك أجرته منظمة “دن ووتش” الدنماركية ومجلة “دير شبيغل” الألمانية، والذي حلل أكثر من مليوني وثيقة مشتريات عسكرية روسية، ليكشف لأول مرة عن حجم التحديث الضخم الذي أجرته روسيا في منشآتها النووية قبل وقت طويل من خطاب بوتين المثير في مارس/آذار 2018.
ـ حقائق مرعبة عن قواعد بوتين النووية
وتكشف الوثائق المسربة تفاصيل مذهلة عن قواعد قوات الصواريخ الاستراتيجية بالقرب من مدينة ياسني، المجهزة بمركبة أفانغارد الانزلاقية الأسرع من الصوت وهي واحدة من أحدث الأسلحة وأكثرها تقدماً في الترسانة الروسية.
كذلك، تكشف المخططات بدقة كبيرة عن أنظمة الأمن: 3 طبقات من الأسوار الكهربائية، وأجهزة استشعار الإشعاع، والأبواب والنوافذ المقاومة للانفجار، وموقع كاميرات المراقبة الداخلية.
وتتضمن الوثائق أيضا تفاصيل عن أماكن تناول الجنود للطعام والنوم، ومعدات اللياقة البدنية الموجودة في القاعدة (أجهزة المشي والأثقال اليدوية)، وحتى العلامات المعلقة على الجدران.
وإلى ذلك، يحذر فيليب إنجرام، العقيد السابق في الجيش البريطاني، قائلاً: “إن مثل هذه المواد تشكل معلومات استخباراتية نهائية”، ويضيف: “إذا فهمت كيفية انتقال الكهرباء ومن أين يأتي الماء، يمكنك تحديد نقاط الضعف للهجوم عليها”.
ـ فشل الإجراءات في روسيا
يشكل التسريب فشلاً خطيراً في الإجراءات الأمنية الروسية، على الرغم من أن البرلمان الروسي اعتمد في ديسمبر 2020 قانونا يُشدد قواعد المشتريات العسكرية، وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع أنشأت قاعدة بيانات مغلقة للعطاءات العسكرية، إلا أن المسؤولين استمروا في مشاركة وثائق حساسة في قاعدة البيانات العامة حتى صيف عام 2024.
وقد أبدى هانز م. كريستنسن ، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، إعجابه بمدى التسريب، قائلاً: “هذا هو البحث الأكثر تعمقا الذي رأيته في المجال العام منذ الستينيات والسبعينيات، إن رؤيته في الأخبار هو فصل جديد تماما”.
تحديث هائل في قواعد بوتين النووية
الوثائق تكشف عن مدى التحديث الروسي: تم هدم قواعد بأكملها وإعادة بنائها، وتم تشييد مئات المباني الجديدة، وحفر كيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، لقد أصبحت ما كانت في السابق مجرد “حفرة صغيرة ذات غطاء على الأرض” قواعد ضخمة ذات بنية تحتية متقدمة وأنظمة أمنية متطورة.
ويؤكد توم روست، الخبير في السياسة الأمنية الروسية من كلية الأركان العامة النرويجية، على الأهمية العامة: “من المهم أن نفهم الوضع، لأن روسيا هددت بانتظام باستخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا، وعدلت عقيدتها إلى عتبة أدنى لاستخدام الأسلحة النووية”.
ـ التأثيرات الاستراتيجية
يخدم أكثر من 50 ألف جندي في قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، التي تسيطر على ما يقرب من 900 رأس نووي عامل، ويعبر شعارهم الرسمي عن دورهم باعتبارهم “الملاذ الأخير”: “بعدنا الصمت”.
ويأتي هذا الخرق الأمني في وقت يكثف فيه سباق التسلح النووي الجديد، وتتفكك المعاهدات الدولية الرامية إلى الحد من الأسلحة النووية، ومنذ أبريل/نيسان 2020، لم تكن هناك أي عملية تفتيش ميدانية واحدة بين الولايات المتحدة وروسيا في المنشآت النووية.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية