تشديد رقابة.. النظام يحدث “اللجنة الوطنية للدراما”
أقر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الثلاثاء 23 من نيسان، إحداث “اللجنة الوطنية للدراما” ضمن مرسوم إحدث وزارة إعلام جديدة.
ووفق المرسوم الذي نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، فإن اللجنة تشكل بقرار من وزير الإعلام وتكون برئاسة معاونه المختص، ويتم اختيار أعضائها من الجهات المعنية بالإنتاج الدرامي والتلفزيوني، والأفلام الوثائقية، والتلفزيونية السينمائية في القطاع العام والاتحادات والنقابات.
ومن مهام هذه اللجنة، وضع السياسات العامة للإنتاج الدرامي والأفلام الوثائقية والتلفزيونية السينمائية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، بالإضافة إلى تلقي النصوص والأعمال الدرامية الواردة إلى الوزارة والمراد إنتاجها أو بيعها أو تصديرها.
كما تتولى “اللجنة” تقييم ومشاهدة الأعمال الدرامية الواردة إليها، والإقرار النهائي لصلاحية إنتاجها بعد تلقي نتائج تقييمها من القراء، بالإضافة إلى النظر في الكتب والتعهدات المكتوبة والاعتراضات المقدمة من شركة الإنتاج الدرامي بخصوص رفض أو تعديل النصوص أو الأعمال.
ومن مهامها أيضًا، منح إذن التصدير للأعمال الدرامية والأفلام الوثائقية بعد إقرارها نصًا ومشاهدة، وتقييم الأعمال الدرامية المنتجة خارجيًا، ومدى صلاحية عرضها محليًا، مع اقتراح الأنظمة والإجراءات الخاصة المتعلقة بعمل “اللجنة”.
ويأتي قرار إحداث “اللجنة” في الوقت الذي تتصاعد به ما يعتبرها المشاهدون حالة جرأة في الطرح، بشقين، اجتماعي وسياسي، وهي حالة بدأت تعبر عن نفسها بوضوح خلال المواسم الدرامية الثلاثة الماضية (2022-2023-2024).
ويمنح المرسوم وزارة الإعلام البديلة عن المحدثة عام 1961 دورًا إشرافيًا ورقابيًا على الدراما السورية.
محاولة لـ”لجم” الصناعة الدرامية
لا تبدو غريبة محاولة النظام “لجم” الصناعة الدرامية، بعد هذه المواسم الدرامية، إذ جرى عرض مجموعة أعمال محلية بعضها مصور في العاصمة دمشق، وتناولت قضايا معاصرة ومستقاة من الواقع السوري، كالواسطة والفساد والمحسوبية والرشوة، وتحكّم فئات معيّنة بموارد الدولة واقتصادها وقرارها، وحالة الفوضى التي تبدّت بشكل جليّ خلال السنوات الأخيرة.
هذه الأعمال لاقى بعضها قبولًا وانتشارًا جماهيريًا واسعًا خلال فترة العرض، لم تسلم من انتقادات ومحاولات لـ”إعادة التوجيه” من قبل بعض مسؤولي النظام حينها، إذ أقامت وزارة الإعلام ولجنة صناعة السينما والتلفزيون، في 31 من تموز 2022، ورشة عمل بعنوان “الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية”.
وخلال الورشة، دعا مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حبيب سليمان، إلى تحصين الدراما ضد التسطيح وتشويه القيم، وتحميلها قيم التسامح والمحبة.
هذه الخطوة سبقها، في أيار من العام نفسه، تصنيف لجنة الإعلام والاتصالات في “مجلس الشعب”، خلال اجتماعها بوزير الإعلام، بطرس حلاق، ومديري مؤسسات إعلامية، الدراما السورية “بالألوان”، إذ نقلت إذاعة “شام إف إم” المحلية عن عضو اللجنة نبيل طعمة، أن الحوارات دارت حول “الدراما السوداء والصفراء والوطنية”، في إشارة إلى الأعمال التي عُرضت خلال الموسم الرمضاني 2022، وتناولت الأوضاع في سوريا، معتبرًا أن بعض تلك الأعمال قدم مواضيع المجتمع بشكل سلبي.
الأسد يعيد ضبط خيوط الإعلام في سوريا
ولا يعتبر هذا الانتقاد الأول للأعمال الدرامية في تلك الفترة، إذ أبدى قبل ذلك الأمين العام المساعد لحزب “البعث”، هلال الهلال، اعتراضه على المنتج الدرامي السوري خلال 2022، معتبرًا أنه يحطم المجتمع في بلد صمد عشر سنوات، ويصوّر سوريا كغابة تعج بالفوضى والفساد، وهذا التصوير غير صحيح بالمطلق، وفق رأيه.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي