كشف المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، رفائيل غروسي، عن اتفاقية موقعة بين سوريا والوكالة الدولية تتضمن مجالات الزراعة والتغذية والطب، وذلك في أثناء وجوده في دمشق الأسبوع الماضي.
وقال غروسي، في الكلمة الافتتاحية له أمام مجلس المحافظين التابع للوكالة، اليوم الاثنين 9 من حزيران، إنه وقع مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اتفاقية تتضمن استفادة سوريا من مبادرات أطلقتها وكالة الطاقة الذرية وهي مبادرة “الذرات من أجل الغذاء”، ومبادرة “أشعة الأمل”.
وبحسب غروسي، فإن مبادرة “الذرات من أجل الغذاء” ستساعد سوريا على “تعزيز الزراعة والتغذية”، بينما ستتيح مبادرة “أشعة الأمل” إمكانية الوصول إلى تشخيص وعلاج السرطان.
ولم يوضح غروسي جدولًا زمنيًا لهاتين الاتفاقيتين، أو مسار تنفيذهما.
وتطلع المدير العام للوكالة الذرية، إلى تعاون مع الحكومة السورية، يجري خلاله تقديم مساعدة تُعزز حياة الشعب السوري، بما في ذلك استكشاف إمكانية استخدام الطاقة النووية في البلاد.
وأشار مدير وكالة الطاقة الذرية، إلى أن الحكومة السورية أكدت التعاون بشفافية تامة لطي صفحة من ماضي سوريا، فيما يتعلق بتخليها عن التزاماتها المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية، مما يمنح الوكالة وصولًا فوريًا وغير مقيد إلى المواقع ذات الصلة بتوضيح الأنشطة النووية السورية السابقة.
وتلتزم الحكومة السورية بالانفتاح على العالم والتعاون الدولي، بحسب غروسي، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل.
غروسي كان في دمشق، في 4 من حزيران الحالي، وتحدث في مقابلة أجراها مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، بدمشق، أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أبدى اهتمامه بالحصول على الطاقة النووية في سوريا بالمستقبل.
وذكر غروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لنقل المعدات الخاصة بالطب النووي والمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية للعلاج الإشعاعي والطب النووي وعلاج الأورام، في نظام صحي أضعفته الحرب التي استمرت ما يقارب من 14 عامًا بشدة.
الذرات من أجل الغذاء
تهدف، هذه المبادرة بحسب وكالة الطاقة الذرية، إلى مساعدة البلدان على تعزيز الأمن الغذائي والتصدي لانتشار الجوع.
وتسعى المبادرة إلى تزويد البلدان بحلول رائدة مصممة خصيصًا لتلائم احتياجاتها وظروفها المحددة، من خلال تسخير فوائد التقنيات النووية وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة لزيادة الإنتاجية الزراعية والحيوانية، وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية، والتقليل من هدر الأغذية، وضمان سلامة الأغذية، وتحسين التغذية، والتكيف مع التحديات التي يطرحها تغير المناخ.
وبحسب الوكالة، تستند المبادرة إلى خبرات “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” و”منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” (الفاو)، والتي اكتسبتها المنظمتان في عملهما المشترك طوال ما يقرب من 60 عامًا من أجل دعم استفادة البلدان من الحلول التكنولوجية النووية والنظيرية، وذلك عبر دعم استخدام التكنولوجيات النووية والمتصلة بالمجال النووي في مجال الأغذية والزراعة بطريقة مأمونة وسليمة، من أجل النهوض بالأمن الغذائي العالمي.
أشعة الأمل
تضم مبادرة “أشعة الأمل” مشاريع قائمة على مراعاة الاستدامة، تهدف إلى إرساء أو تعزيز التشريعات والبنى الأساسية اللازمة للأمان الإشعاعي، وتوفِّر أنشطة مراقبة الجودة والإرشادات والتدريب والمعدات، بحسب ما تقول وكالة الطاقة الذرية.
وتركز المبادرة بشدة على البلدان التي تنعدم فيها قدرات العلاج الإشعاعي للسرطان أو لا تتوفر فيها فرص منصفة للحصول عليه.
كما تركز مبادرة “أشعة الأمل” على إيلاء الأولوية لعدد محدود من تدابير التدخل العالية التأثير التي تتسم بالفعالية من حيث التكلفة وبالاستدامة، بحسب الاحتياجات الوطنية ومستوى الالتزام على الصعيد الوطني.
قلق من اليورانيوم المخصب في سوريا
خلال حديثه مع وكالة “أسوشيتيد برس”، من دمشق، أبدى رافائيل غروسي، قلقه من وجود اليورانيوم المخصب في مكان ما من المواقع النووية في سوريا، حيث يمكن إعادة استخدامه أو تهريبه أو الاتجار به، على الرغم من عدم وجود مؤشرات على وجود انبعاثات إشعاعية منها.
وذكر أن المفتشين يعتزمون العودة إلى مفاعل دير الزور، بالإضافة إلى ثلاثة مواقع أخرى ذات صلة، وتشمل المواقع الأخرى الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مفاعلًا نيوترونيًا مصغرًا في دمشق، ومنشأة في حمص لمعالجة اليورانيوم الأصفر.
كما زار فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2024 بعض المواقع المهمة خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، وتسعى الوكالة منذ سقوط النظام، لاستعادة إمكانية الوصول إلى المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي السوري.
ويعتقد أن سوريا، في عهد نظام الأسد، كانت تدير برنامجًا نوويًا سريًا واسع النطاق، بما في ذلك مفاعل نووي غير معلن تبنته كوريا الشمالية في محافظة دير الزور الشرقية.
ووصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المفاعل بأنه “غير مصمم لإنتاج الكهرباء”، ما أثار المخاوف من أن دمشق تسعى للحصول على سلاح نووي هناك، عبر إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة.
ولم يكشف عن موقع المفاعل إلا بعد أن شنت إسرائيل، غارات جوية عام 2007، ما أدى إلى تدمير المنشأة، ليعود النظام السابق بتسوية الموقع بالأرض، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي