قال مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، إن الأحداث الأخيرة في مدينة الفاشر أثرت بشكل مباشر على جهود الوساطة الأميركية الجارية في واشنطن بين وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن استمرار القتال يعقد فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأوضح بولس، أن اللقاءات التي جرت خلال الأسبوع الماضي كانت تهدف إلى تقريب وجهات النظر والتوصل إلى هدنة إنسانية، إلا أن تصاعد العنف في الفاشر غيّر أولويات الوساطة وأثار مخاوف جدية من انقسام السودان أو تكرار سيناريو ليبيا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب وتسعى عبر اتصالاتها إلى تسريع الحلول السياسية السلمية.
وأضاف أن الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، قدمت الأسبوع الماضي مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، موضحًا أن المبادرة لا تزال قيد الدراسة من قبل طرفي النزاع. وأعرب عن أمله في أن تسهم المبادرة في تخفيف المعاناة الإنسانية المتصاعدة داخل البلاد.
وأكد مستشار ترامب أن الرباعية الدولية وضعت منذ يوليو الماضي خريطة طريق واضحة لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية جديدة، مشددًا على وجود توافق دولي متزايد بشأن استبعاد الأطراف المتشددة من أي تسوية سياسية مستقبلية في السودان.
تأتي تصريحات بولس في وقت تتصاعد فيه المعارك في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة، في تطور وصف بأنه الأخطر منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023.
وأدى التصعيد إلى أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح واسع للسكان، وسط تحذيرات منظمات دولية من احتمال تقسيم السودان في حال استمرار القتال دون حل سياسي شامل.
