اخر الاخبار

تصاعد حملة ترمب على الحوثيين ودخولها الأسبوع السادس

أنهى الجيش الأميركي الأسبوع الخامس من حملته ضد جماعة “الحوثي” بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي، شمال الحديدة على البحر الأحمر، مشدداً على أنه لا شحنات وقود إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي، بينما تحدَّثت الجماعة أن الغارات قتلت 80 وأصابت 150 شخصاً في الضربات على الميناء، وهي أعلى حصيلة للضحايا في يوم واحد منذ بدء الحملة. 

وفي حين تواصلت الضربات الليلية على مواقع أخرى في محافظة البيضاء وضاحية صنعاء الشمالية، يُتوقع أن تتخذ الحملة الأميركية منحى تصاعدياً بالتوازي مع تجفيف موارد الحوثيين المالية من بيع الوقود، وفتح المجال أمام الموانئ الخاضعة للحكومة الشرعية لتولّي مهمة توزيع الوقود للسكان في مناطق سيطرة الجماعة.

وفي مقابل ذلك، ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه ليستعرض العمليات التي نفَّذتها جماعته ضد القوات الأميركية وباتجاه إسرائيل، في مسعى لطمأنة أتباعه، ولكنه أقرَّ بتلقّي نحو 900 ضربة جوية وبحرية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمر ببدء الحملة ضد الحوثيين في 15 مارس الماضي؛ لـ”إرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن مهاجمة إسرائيل”، وتوعدّهم بـ”القوة المميتة” و”القضاء عليهم تماماً”.

الحوثيون يتكتمون على خسائرهم العسكرية   

ولوحظ خلال الأسابيع الخمسة منذ بدء الحملة أن المئات من الضربات الجوية الأميركية استهدفت مناطق التماس الحوثية مع القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، لا سيما في مأرب والجوف وجنوب الحديدة، ما فتح الباب أمام التكهنات بوجود توجُّه أميركي يمهّد للقوات اليمنية الشرعية للبدء بعملية برية لإنهاء نفوذ الجماعة، لكن أياً من المصادر المستقلة لم تؤكد هذا المسعى.

وبحسب ما أفاد به إعلام جماعة الحوثي، استهدفت الضربات الأميركية ليل الخميس -الجمعة- ميناء رأس عيسى النفطي في مديرية الصليف شمال الحديدة، وهو ميناء يحتوي على خزانات ضخمة، وبات الوحيد الذي يستقبل شحنات الوقود منذ تدمير إسرائيل خزانات ميناء الحديدة في يوليو وسبتمبر الماضيين.

ومع عدم التحقق من أرقام الضحايا من جهات مستقلة، بلغ عدد من أودت بهم الضربات واعترفت بهم الجماعة منذ بدء الضربات التي أمر بها ترمب نحو 190 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 300 مصاب، مع تكتّمها على خسائرها العسكرية على مستوى العتاد والعناصر.

واستهدفت الحملة أيضاً منشآت حيوية مثل أنظمة الرادار والدفاع الجوي، ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. كما أعلن مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن الضربات طالت أيضاً مراكز للقيادة والسيطرة، ومواقع تصنيع وتخزين الأسلحة، وقضت على عدد من قادة الحوثيين.

وكانت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر قد أدت في السابق إلى خسائر اقتصادية عالمية تُقدّر بنحو 200 مليار دولار، إضافة إلى ارتفاع كبير في تكاليف التأمين البحري، ما اضطر العديد من شركات الشحن إلى تحويل مسارات سفنها حول رأس الرجاء الصالح، وزاد بشكل كبير من الوقت والتكاليف.




كذلك، كشفت تقارير استخباراتية غربية عن تهريب إيران أسلحة للحوثيين عبر الصومال، تشمل بنادق قنْص ورشاشات وقذائف “آر بي جي” وصواريخ مضادة للدروع.

وتشير التوقعات إلى أن هذه الضربات الأميركية المستمرة قد تؤدي إلى تدهور ملحوظ في قدرات الحوثيين العملياتية عبر تدمير البنية التحتية العسكرية وإرباك الهيكل القيادي، إضافة إلى إضعاف مواردهم الاقتصادية بشكل كبير.

وعلى المدى الطويل، قد يواجه الحوثيون صعوبة متزايدة في الحفاظ على سيطرتهم الميدانية والاستمرار في أنشطتهم التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر دون تمويل ودعم عسكري مستمر، على الأقل وفق ما تسعى إليه حملة الولايات المتحدة العسكرية ضد الجماعة.

وتأتي هذه التطورات وسط اهتمام دولي متصاعد، خصوصاً بعد اتهامات أميركية لشركة “تشانج قوانج” الصينية بتزويد الحوثيين بصور أقمار اصطناعية تساعدهم في شن هجمات ضد السفن الأميركية والدولية في البحر الأحمر.

وتكرر الولايات المتحدة أن مسعاها من خلال هذه الاستراتيجية الحالية التزام تعزيز أمن الملاحة البحرية في المنطقة، والحد من النفوذ الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *