اخر الاخبار

تصريحات ماسك بشأن الضمان الاجتماعي تثير قلق حلفاء ترمب

طالب حلفاء مقربون من الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض، بتقليص الظهور الإعلامي للملياردير إيلون ماسك، وذلك بسبب تصريحاته المتكررة عن برامج الرعاية الاجتماعية، مثل تقليص عدد موظفي وكالة الضمان الاجتماعي أو إغلاقها نهائياً، حسبما أفادت شبكة NBC News.

وصرح ترمب مراراً بأن إدارته “لن تمسّ بالضمان الاجتماعي”، إلا بهدف جعله أكثر كفاءة، لكن ماسك، الذي يتمتع بنفوذ هائل بفضل دوره على رأس لجنة الكفاءة الحكومية، أدلى مؤخراً بتصريحات مناقضة لوعد ترمب، أثارت قلق أعضاء حزبه.

ودفعت هذه المخاوف بعض حلفاء ترمب إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي على الملياردير الاستمرار في إجراء هذا الكمّ من المقابلات الإعلامية، خاصة بعد لقاء أجراه ماسك مع الإعلامي جو روجان نهاية الشهر الماضي، حيث وصف الضمان الاجتماعي بأنه “أكبر مخطط بونزي على الإطلاق”، في إشارة إلى شكل من أشكال الاحتيال.

وبعد أسبوعين، هاجم ماسك الضمان الاجتماعي مرة أخرى، في مقابلة مع لاري كودلو، مُقدّم برنامج “فوكس بيزنس”، إذ قال، عند مناقشة إنفاق الاستحقاقات الذي اعتبره مُبذراً أو احتيالياً، إن البرنامج”يجب إلغاؤه”.

كما أشار ماسك إلى تقرير صدر عام 2024 عن مكتب المحاسبة الحكومية، والذي قدّر أن الحكومة الفيدرالية بأكملها قد تخسر ما بين “233 مليار دولار و521 مليار دولار سنوياً بسبب الاحتيال”.

وأقرّ مستشار لترمب بأن الإدارة كانت على دراية “بالقلق” بشأن تعليقات ماسك، إذ أبلغ حلفاء ترمب، بمن فيهم شركات أميركية والكونجرس والبيت الأبيض، الرئيس مباشرةً، بضرورة إيقاف ماسك عن الظهور إعلامياً.

تعليقات ماسك “المقلقة”

ودرست شركة “بلوبرينت” الديمقراطية، 20 من الرسائل السياسية المختلفة التي أثارها ماسك، وكانت الرسائل الأربع الأكثر “إثارة للقلق” لدى الناخبين تتعلق جميعها بالضمان الاجتماعي. 

ولطالما عُرف برنامج التقاعد والإعاقة بأنه “المحور الثالث” في السياسة الأميركية، وقد تأثر الآن بجهود ماسك لتقليص حجمه، حيث أغلقت وزارة العدل بعض مكاتب الضمان الاجتماعي، وهي خطوات بدأ الجمهوريون في معارضتها والديمقراطيون في انتقادها. 

وقال مسؤول في البيت الأبيض، إنه “متعاطف مع آراء بعض الجمهوريين الذين يرون أن تعليقات ماسك بشأن الضمان الاجتماعي قد تُشكّل أزمة  مقلقة لبعض كبار السن”.

وأضاف: “بالطبع لا يريدون خفض مخصصاتهم من الضمان الاجتماعي. الشيء الوحيد الذي يجب أن يقلقوا بشأنه هو ما يقوله رئيس الولايات المتحدة وما يفعله. لم نمس الضمان الاجتماعي، ولن نمسه”.

وأوضح المسؤول أن لدى ترمب “ثقة كاملة بقرارات إيلون ماسك. الحقيقة هي أن كل ما يفعله إيلون فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي هو مجرد تحسينه”.

وكانت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، قالت في هذا الصدد: “أي أميركي يتلقى استحقاقات الضمان الاجتماعي سيستمر في الحصول عليها. المهمة الوحيدة لوزارة الكفاءة الحكومية هي تحديد الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام فقط”.

وفي الإطار، قال النائب بريندان بويل، وكبير الديمقراطيين في لجنة الميزانية: “الضمان الاجتماعي هو أنجح برنامج حكومي في تاريخ أميركا. إنه استحقاق دفعه الناس طوال حياتهم (…) إذا سعى ماسك وترمب إلى إغلاقه، فأعدكم أن هذا سيكون سبب نهايتهما”.

وقال خبراء سياسيون مقربون من البيت الأبيض إنه على الرغم من خطاب ماسك وقربه من الرئيس، لا يزال ترمب حساساً للمخاطر السياسية المترتبة على المساس بالضمان الاجتماعي. 

تقويض الضمان الاجتماعي

وجادلت نانسي ألتمان، رئيسة منظمة Social Security Works، بأن تحركات ترمب وماسك لتقليص وإصلاح إدارة الضمان الاجتماعي قد تُلحق ضرراً بالغاً بالمزايا، حتى لو لم يتخذ الكونجرس إجراءً لتغيير البرنامج.

وقالت ألتمان: “ما أراه يحدث هو أن ترمب يُسيطر على السياسة، ولهذا السبب أغرق الولايات المتأرجحة بمنشورات تُعلن أنه لن يُخفّض الضمان الاجتماعي، أو الرعاية الطبية، أو برنامج Medicaid، لذا، ما يحدث هو محاولة لتقويض الضمان الاجتماعي من الداخل بفكرة أن المزايا قد تُعطّل”.

في غضون ذلك، قال موظفو الضمان الاجتماعي الذين تحدثوا مع NBC News، إن خطاب ماسك بشأن استحقاقات الضمان الاجتماعي والتحركات الأخيرة للإدارة “تزيد من قلقهم من توجه الإدارة لخصخصة الضمان الاجتماعي”.

وصرح مساعد سابق كبير لترمب بأنه نظراً للدور البارز الذي يلعبه ماسك في الإدارة، يتعين على الإدارة تذكير الناخبين باستمرار بوعد ترمب نفسه بعدم خفض مزايا الضمان الاجتماعي أو الرعاية الطبية أو برنامج المساعدة الطبية، وأن آراء ماسك “ليست السياسات الرسمية لإدارة ترمب”.

لكن المسؤول السابق، قال إن ترمب قد يكون أكثر تقبلاً للتعديلات التي يمكن تسويقها على أنها تهدف إلى القضاء على “الهدر والاحتيال” وإساءة الاستخدام، وهو شعور ألمح إليه الرئيس، عندما ادعى زوراً أمام جلسة مشتركة للكونجرس أن ملايين الموتى يتلقون شيكات الضمان الاجتماعي. 

وجاء هذا الادعاء بعد أن روج ماسك لمعلومات مضللة مماثلة عبر الإنترنت، كما ادعى أن مئات المليارات من الدولارات من مدفوعات الضمان الاجتماعي تُحول إلى المهاجرين غير المسجلين، وهو تأطير قد يجذب ترمب.

وكان ترمب وماسك عبر وسائل، قالا في مؤتمرات صحافية بأن أشخاصاً تبلغ أعمارهم 100 و200 وحتى 300 عام يتلقون إعانات بشكل غير قانوني، فيما وصف ماسك ذلك بأنه “مشكلة ضخمة”، في منشور له، بينما تعمل إدارته لكفاءة الحكومة على التحقيق في الوكالات الفيدرالية لاجتثاث الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام.

ووعد ماسك بخفض ما بين تريليون وتريليوني دولار من الإنفاق الفيدرالي، إلا أن ذلك قد يكون مستحيلاً دون المساس بالإنفاق على برامج الاستحقاقات.

وبينما يُصرّ ترمب على رغبته في استئصال الاحتيال، فمن غير المرجح أن يُؤثر ذلك سلباً على إنفاق البرنامج، فقد وجد المفتش العام للضمان الاجتماعي أن المدفوعات غير السليمة من السنوات المالية بين عاميْ 2015 و2022 بلغت أقل من 1% من الاستحقاقات المدفوعة خلال تلك الفترة، ومعظمها مدفوعات زائدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *