أعلنت محافظة حماة اليوم، الاثنين 9 من حزيران، نقل طفل تعرض للضرب والإهانة إلى “المركز الطبي في حماة” لتلقي العلاج، وإلقاء القبض على الشخص الذي ظهر في تسجيل مصور يعذب الطفل.

وقالت المحافظة، عبر حسابها في “تلجرام”، إنها ألقت القبض على الشخص (عم الطفل) الذي ظهر في التسجيل المصور وهو يعتدي على الطفل، وتتم حاليًا متابعة القضية قانونيًا لكشف جميع ملابساتها.

المحافظة نقلت تصريحات قائد الأمن الداخلي في حماة، ملهم شنوت، الذي أعلن إلقاء القبض على عم الطفل، بعد التحري وجمع المعلومات.

وأشار شنوت إلى تسليم المقبوض عليه إلى “فرع المباحث الجنائية” في المحافظة، للتحقيق معه وتقديمه إلى القضاء أصولًا لينال جزاءه العادل.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وتسجيلات مصورة للطفل يتعرض للضرب والإهانة، مساء الأحد 8 من حزيران.

وبعد انتشار التسجيلات بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن محافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، في تغريدة عبر منصة “إكس“، في وقت متأخر من مساء الأحد، أنه يتابع بـ “اهتمام بالغ” ما يجري تداوله من تسجيلات تظهر تعذيب طفل يُقال إنه في محافظة حماة.

وأشار المحافظ إلى أنه “تم توجيه الجهات المختصة للتحقق الفوري من صحة المعلومات ومكان الحادثة، ومعاقبة الفاعل في حال ثبتت الواقعة”.

وأكد السهيان، حرصه على حماية الأطفال من كل أشكال الأذى والعنف.

وأكد قائد الأمن الداخلي في حماة، حرص وزارة الداخلية الدائم، على حماية حقوق الطفل من جميع أشكال العنف والأذى ومحاسبة كل من يتورط بمحاولة المساس بأمنهم وحقوقهم.

وأضاف، “نهيب بأهلنا بالتعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ الفوري عن أي حادثة لضمان بيئة آمنة ومستقرة للمجتمع”.

الشؤون الاجتماعية تعلق

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، علقت على الحادثة، من خلال تصريحات نشرتها معرفات الوزارة الرسمية اليوم، الاثنين 9 من حزيران.

وقالت قبوات إن “حماية الأطفال من كل أشكال العنف والإساءة ليست واجبًا قانونيًا فقط، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تقع على عاتق الجميع”.

وأكدت الوزيرة التزام وزارتها بنبذ العنف عامة، وضد الأطفال خاصة.

وأضافت، “نعمل على محاربة العنف ومحاسبة المسؤولين عنه عبر اقتراح التشريعات اللازمة، وتطوير آليات حماية الطفل، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، لضمان بيئة آمنة تحفظ كرامة الطفل وتنمّي قدراته”.

وتسعى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى “تعزيز برامج التوعية والدعم النفسي والاجتماعي، وإطلاق مبادرات تُشرك الأسرة والمجتمع في حماية الطفل وتعزيز رفاهيته”، بحسب قبوات.

الحرب دمرت حياة الأطفال

وفقًا لتقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في 25 من آذار الماضي، فإن أكثر من 75% من أطفال سوريا البالغ عددهم 10.5 مليون طفل قد وُلِدوا خلال الحرب التي استمرت 14 عامًا، فعاشوا طفولتهم بأكملها في ظل التهجير والعنف والدمار.

وقالت المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، كاثرين راسل، إن سنوات الحرب والعنف دمرت حياة أطفال سوريا، وعانى الكثيرون من صعوبات العيش طيلة سنوات حياتهم.

وشددت على الحاجة لمساعدة أطفال سوريا بشكل عاجل لضمان أن يتمكن كل طفل في سوريا، من استعادة طفولته والوصول إلى تعليم وعيش حياة خالية من العنف والخوف.

وفي تقرير سابق نشرته منظمة “يونيسف”، في 15 من آذار 2022، أظهر أن ثلث الأطفال في سوريا يعانوا من علامات الضيق النفسي بما في ذلك القلق والحزن والتعب أو اضطرابات النوم المتكررة.

دعت “يونيسف” قادة العالم خلال مؤتمر “بروكسل”، في 17 آذار عام 2025، إلى تبني نهج يركز على الأطفال في عملية التعافي وإعادة الإعمار.

وأشارت إلى أنه يجب أن تكون حقوق وعافية الأطفال في صميم جهود إعادة البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ويتضمن ذلك:

  • حماية الأطفال بشكل فوري وتوفير الخدمات الأساسية، بما فيها المدارس والمستشفيات والبنى التحتية للمياه.
  • الاستثمار في التعليم، وضمان أن يحصل كل طفل على تعليم آمن وجيّد وشامل للجميع.
  • توسيع الوصول الإنساني لتقديم الدعم المنقذ للحياة للأطفال المحتاجين.
  • الدعم الدولي المستمر نحو التعافي الشامل وإعادة بناء الأنظمة الأساسية، من الرعاية الصحية إلى المياه والصرف الصحي، بُغية تحقيق الاستقرار في هذا الوضع الهش.

وقالت المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، كاثرين راسل، “في هذه اللحظة نستشعر الأمل وعظم المسؤولية. الآن أوان العمل بحزم لإعادة البناء، ولحماية كل طفل والاستثمار في مستقبله في كل مجتمع محلي من مجتمعات البلاد”.

وأكدت “يونيسف” التزامها بالعمل مع الشركاء نحو التعافي وإعادة الإعمار عبر دعم الإصلاح المنهجي، وتطوير المؤسسات، وتوفير الخدمات الاجتماعية المستدامة والقابلة للتوسع، وفي الوقت نفسه، عبر تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لضمان ألا يتخلف أي طفل عن الركب.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.