قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إنه أجرى محادثات “مثمرة” في ولاية فلوريدا على مدار 3 أيام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وشركائها الأوروبيين، ركزت على الضمانات الأمنية، وخطط السلام، والازدهار الاقتصادي، بالتزامن مع استمرار مفاوضات أميركية روسية في ميامي، وتشكيك موسكو في قدرة التعديلات التي تقترحها بروكسل وكييف على “تحسين فرص السلام”.

وأوضح ويتكوف، في بيان عبر منصة “إكس”، أن “الوفد الأوكراني أجرى، على مدى الأيام الثلاثة الماضية في ولاية فلوريدا، سلسلة من الاجتماعات المثمرة والبنّاءة مع الشركاء الأميركيين والأوروبيين”.

وضم الوفد الأوكراني مستشار الأمن القومي والدفاع، رستم عمروف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أندريه هناتوف، فيما شمل الوفد الأميركي المبعوثان ويتكوف، وجاريد كوشنر، ومسؤول البيت الأبيض جوش جرونباوم.

وأشار ويتكوف في البيان الذي أعاد نشره عمروف إلى أن مستشارين أوروبيين بارزين للأمن القومي شاركوا أيضاً في المناقشات، “بهدف تنسيق نهج استراتيجي مشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا”.

4 مستندات رئيسية

ولفت إلى عقد اجتماع منفصل بصيغة أميركية-أوكرانية، جرى خلاله التركيز على “4 مستندات رئيسية، هي: مواصلة تطوير خطة من 20 نقطة، وتنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية متعددة الأطراف، وتنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا، إضافة إلى مواصلة تطوير خطة اقتصادية وخطة للازدهار”.

وأوضح المبعوث الأميركي أن “هناك اهتماماً خاصاً لمناقشة الجداول الزمنية وتسلسل الخطوات المقبلة”، مؤكداً أن أوكرانيا “لا تزال ملتزمة بالكامل بتحقيق سلام عادل ومستدام”.

وأضاف أن “الأولوية المشتركة هي وقف القتال، وضمان الأمن، وتهيئة الظروف لتعافي أوكرانيا، واستقرارها، وازدهارها على المدى الطويل”، مشدداً على أن السلام “لا يجب أن يكون مجرد وقف للأعمال القتالية، بل أساساً لمستقبل مستقر”.

وختم المبعوث الأميركي منشوره قائلاً: “أوكرانيا تقدّر عالياً قيادة الولايات المتحدة ودعمها، والتنسيق الوثيق والمستمر مع شركائها في المراحل المقبلة من هذا العمل المهم”.

مباحثات أميركية روسية

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع استمرار المفاوضات الأميركية-الروسية في مدينة ميامي بولاية فلوريدا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تشكيك موسكو في قدرة التعديلات التي تقترحها بروكسل وكييف على “تحسين فرص السلام”، واستبعادها مقترح إجراء محادثات ثلاثية.

وقال كيريل دميترييف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يشارك في مفاوضات ميامي، إن “دعاة الحرب لم يتمكنوا من منع المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا في ميامي”.

من جهته، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن دميترييف “سيقدم تقريراً مفصلاً إلى الرئيس بعد المفاوضات التي سيجريها في ميامي بشأن أوكرانيا”.

وأوضح بيسكوف أن “المبعوث سيحصل خلال المفاوضات على معلومات حول اتصالات واشنطن مع الأوكرانيين والأوروبيين”، مؤكداً أن “بوتين لم يبعث أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر دميترييف”.

وذكر أنه “لا ينبغي ربط ملف التسوية في أوكرانيا بالعلاقات الثنائية الروسية الأميركية”، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة “يمكنهما إبرام اتفاقيات لمشروعات ذات منفعة متبادلة”.

من جهته، قال يوري أوشاكوف كبير مستشاري السياسة الخارجية لبوتين إن التغييرات التي أدخلها الأوروبيون وأوكرانيا على المقترحات الأميركية لإنهاء الحرب “لم تُحسّن فرص السلام”.

وأضاف أوشاكوف، في تصريحات للصحافيين في موسكو، أن التعديلات “لا تُحسّن الوثيقة ولا تُحسّن إمكانية التوصل إلى سلام طويل الأمد”، رغم أنه أشار إلى أنه “لم يطّلع بعد على الصيغة النهائية للمقترحات مكتوبة”.

تحركات أوروبية

وكانت مقترحات صاغتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 4 أعوام سُرّبت إلى وسائل الإعلام الشهر الماضي، ما أثار مخاوف أوروبية وأوكرانية من أنها تميل بشكل كبير لصالح روسيا، وأن إدارة ترمب قد تضغط على كييف لتقديم تنازلات كبيرة.

من جهته، ذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان أن رئيس الوزراء بحث مع ترمب، الأحد، الجهود المبذولة لتحقيق “نهاية عادلة ودائمة” للحرب في أوكرانيا، وذلك عقب محادثات جرت في فلوريدا.

وأضاف المكتب في البيان عقب اتصال بينهما “بدأ الزعيمان حديثهما باستعراض الحرب في أوكرانيا” ثم ناقشا عمل ما يطلق عليها مجموعة “تحالف الراغبين” التي تعهدت بتقديم الدعم لكييف.

وجاء أيضاً في البيان: “أطلع رئيس الوزراء على مستجدات عمل تحالف الراغبين الرامي (لدعم التوصل إلى) اتفاق للسلام وضمان إنهاء عادل ودائم للأعمال القتالية”.

من جهتها، رحّبت الرئاسة الفرنسية بإبداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للدخول في حوار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الحرب في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بوتين “أعرب عن استعداده للانخراط في حوار” مع ماكرون حول الملف الأوكراني.

من جانبها، ردّت الرئاسة الفرنسية بإيجابية، قائلة: “من المرحب به أن يوافق الكرملين علناً على هذا النهج. سنقرر في الأيام المقبلة أفضل السبل للمضي قدماً”.

وكان ماكرون قال خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الأسبوع الماضي، إن من “المفيد” أن تبادر أوروبا إلى التواصل مع بوتين، لضمان ألا يُتفاوض على اتفاق سلام في أوكرانيا بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا فقط.

وأضاف: “أعتقد أننا، نحن الأوروبيون والأوكرانيون، بحاجة إلى إيجاد إطار للانخراط في نقاش منظم”.

وأكد قصر الإليزيه أن أي محادثات مع روسيا ستجري “بشفافية كاملة” مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والحلفاء الأوروبيين، بحسب تقرير لصحيفة “لوموند”.

وأشار التقرير إلى أن الاتصال المباشر بين ماكرون وبوتين ظل نادراً منذ أن أطلقت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا مطلع عام 2022، وأن آخر اتصال هاتفي بينهما جرى في يوليو، بعد نحو ثلاث سنوات من الانقطاع.

وفي سياق أوروبي متصل، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على تقديم 90 مليار يورو لأوكرانيا لتلبية احتياجاتها العسكرية والاقتصادية خلال العامين المقبلين، إلا أنهم لم يتمكنوا من تجاوز الخلافات التي كانت ستتيح استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل هذه الحزمة، ما دفع إلى الاقتراض من أسواق رأس المال.

شاركها.