اخر الاخبار

تفاصيل اجتماع “نشطاء علويين” في موسكو.. رامي مخلوف حاول استثماره ومصدر يكشف دور روسيا فيه

نقلت تقارير إعلامية عمّا وصفته مصدر “استخباراتي روسي”، قبل يومين، أخباراً حول تأسيس أول حزب سياسي علوي يمثل منطقة الساحل السوري، وذلك في العاصمة الروسية موسكو، وتحدث عن دعم دولي لإقامة “إقليم الساحل”، إلا أنّ مصدراً كشف لوكالة “ستيب نيوز” تفاصيل ما جرى بالعاصمة الروسية، وتحدث عن مجريات ما نوقش في اجتماع موسكو والدور الروسي فيه.

 

حزب علوي يطالب بفيدرالية؟!

وفق ما نقلته التقارير، فإنه جرى تشكيل حزب علوي سياسي ضمن مشروع أوسع لتكريس نوع من الحكم الذاتي في الساحل السوري، ورغم التأكيد على إبقاء صلة رمزية بالعاصمة دمشق، إلا أن المشروع يعكس بوضوح محاولات لفرض أمر واقع جديد.

 

وحسب التقارير يأتي الإعلان من موسكو، لا من دمشق أو اللاذقية، ما يعكس حجم الانخراط الروسي في هندسة المشهد السياسي الجديد، وإمكانية ربط هذا التوجه بتسويات دولية تضع الأسس لمستقبل سوريا بعد الحرب.

 

وحول ذلك كشف السياسي السوري المقيم في موسكو، هيثم بدر خان، في حديث مع وكالة “ستيب نيوز”، أنه على علم بمعلومات حول اجتماع جرى في موسكو قبل أكثر من شهر وحتى قبل وقوع التطورات الأمنية بالساحل السوري.

وقال: “جرى الاجتماع من خلال ناشطين من الطائفة العلوية، ولم يحضره أي طرف روسي، وناقش المجتمعون إمكانية تقديم طلبات لجوء لروسيا وعمليات لم شمل لعائلات ضباط النظام البائد المقيمين في روسيا بعد سقوط نظام الأسد”.

 

ونفى “بدرخان” المعلومات حول وجود دعم دولي لذلك الاجتماع، مؤكداً أن المشرفين عليه كانوا ناشطين من الطائفة العلوية.

 

دور رامي مخلوف

المثير للجدل رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري الهارب بشار الأسد، تم اقتراحه رئيسًا للحزب المزعوم، بحسب التقارير التي تحدثت عن تلك الأخبار، ورغم محاولاته منذ 2019 تقديم نفسه كـ”معارض داخلي” لنظام الأسد، لا تزال صورة مخلوف مثقلة بإرثه الطويل من النفوذ الاقتصادي والانتهاكات المرتبطة بالنظام السابق، ما يجعله خيارًا محل جدل داخل الأوساط العلوية نفسها.

 

وفي 27 نيسان الماضي، أعلن مخلوف بنفسه عبر صفحته على “فيسبوك” عن إطلاق قوات خاصة لحماية ما وصفه بـ”إقليم الساحل السوري”، بالتنسيق مع قائد “الفرقة 25” سهيل الحسن.

وأوضح أن قوام هذه القوات يبلغ 150 ألف مقاتل، مع احتياطي مماثل، فضلًا عن تشكيل لجان شعبية يبلغ عدد أفرادها مليون شخص.

 

الخطاب الذي رافق هذا الإعلان حاول إضفاء طابع دفاعي على التحركات، وناشد روسيا والمجتمع الدولي لتقديم الدعم، مشددًا على أن الهدف “ليس الانتقام، بل حماية السكان”.

 

ويقول بدرخان: “إن من نتائج الاجتماع الذي جرى في موسكو، هو إنشاء جمعية علوية تتحدث باسم العلويين، ورشّح اسم رامي مخلوف ليترأسها، على اعتبار أنه شخصية عامّة معروفة، ومن أجل تقديم الدعم المالي لها”.

ويرى “بدرخان” أن مخلوف حاول استثمار هذا التحرك من خلال بيانه المزعوم على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه فشل بذلك، حيث شككت المصادر المحلية وجود مثل هذه القوات على الأرض.

وما يزيد التشكيك بالتقرير الذي ورد على لسان من وصف أنه “مصدر استخباراتي” حديثه أن اختيار مخلوف جاء نتيجة “توافق دولي واسع” شمل قوى كبرى من بينها روسيا، والولايات المتحدة، وتركيا، وإسرائيل، والاتحاد الأوروبي، وهذا التوافق غير الواضح يختلف تماماً عن مجربات الأحداث في سوريا، حيث بات واضحاً الدعم التركي والعربي الكبير للدولة السورية الجديدة والتأكيد على رفض التقسيم والانفصال لأي مكوّن فيها، كما أن أوروبا بادرت بتقديم الكثير من المساعدة والتسهيلات للحكومة الجديدة بسوريا، ورفعت عنها العقوبات ودعتها لمزيد من الإصلاحات لتعاون أكبر بدون أي تطرق لموضوع شكل الحكم بالبلاد، اما أمريكا لا تزال تصيغ سياستها تجاه سوريا.

بينما الموقف الروسي، فيؤكد “بدرخان” أن روسيا لم تعد تثق بأي شخصية من النظام البائد وكانت قد ساهمت بشكل او آخر بسقوطه حين سأمت من مماطلة بشار الأسد بتقديم إصلاحات سياسية بينها رفضه لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل سقوطه بأشهر قليلة، ويشدد على أن روسيا تحاول بناء علاقة مع الدولة السورية الجديدة، وهناك ملفات مشتركة وتواصل مستمر بينهم.

 

ويبيّن السياسي السوري أن كل ما جرى هو مجرد محاولة لاستثمار اسم رامي مخلوف الذي يملك أصولاً اقتصادية في روسيا ويعرفه الروس، بهدف بناء علاقة جديدة بين العلويين من خلال “جمعيتهم” وبين روسيا، إلا أنه يؤكد أن الأمر لم يلقَ أذناً صاغية في موسكو.

فشل المشروع العلوي

ورغم استمرار بعض الأطراف في الساحل السوري استثمار الأحداث الأمنية التي وقعت في شهر مارس الفائت، وأودت بحياة المئات من أبناء الطائفة العلوية وقوات الأمن السوري على حد سواء، إلا أنه لم تقدم أي دولة دعماً لمطالبهم بحماية دولية، حتى روسيا قامت بإفراغ معسكر داخل قاعدة حميميم لجأ إليه بعض العائلات العلوية خلال الأحداث “الدامية”.

ولا تزال تملك روسيا قاعدتين عسكريتين في سوريا هما اللاذقية وطرطوس، لكن تحركاتهم فيها باتت محدودة بعد سقوط نظام الأسد نتيجة عدم التوصل لتفاهم جديد بعد مع الحكومة السورية، فيما أكدت مصادر روسية وسورية أن الحديث بين موسكو ودمشق متواصل لأجل الأمر.

 

وحسب تقاطع المعلومات من المصادر في موسكو وسوريا فإن تشكيل أحزاب سياسية تقوم على أسماء من فلول النظام البائد لن تلقى دعماً من أي دولة، بينما يبقى مناقشة شكل الإدارة داخل سوريا بيد السوريين أنفسهم، حيث تشدد الغالبية العظمى من أطياف الشعب على رفض أي محاولة للانسلاخ أو التقسيم على أساس ديني أو عرقي.

 

 

اقرأ المزيد|| تحركات روسية في قاعدة حميميم تثير “الريبة” ومصادر تكشف عن خطط موسكو “الخفية” في سوريا

 

تفاصيل اجتماع “نشطاء علويين” في موسكو.. رامي مخلوف حاول استثماره ومصدر يكشف دور روسيا فيه

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *