توصل الوسطاء في اتفاق غزة إلى “تفاهمات واعدة” بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وسط مساعٍ دولية وإقليمية للحفاظ على مسار التهدئة في القطاع الفلسطيني والشروع في جهود إعادة الإعمار، على الرغم من الخروقات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار، إذ شنّ الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، قصفاً مدفعياً استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة، ما أودى بحياة 6 فلسطينيين وأصاب آخرين، بالتزامن مع غارات جوية وقصف مدفعي على رفح وخان يونس في جنوب القطاع.

واتفق الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا) خلال اجتماع في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، الجمعة، على المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بعد تقييم ما تحقق في مرحلته الأولى، بما يشمل تعزيز المساعدات الإنسانية، وخفض الأعمال القتالية، والتحضير لترتيبات الحكم والإعمار والتكامل الإقليمي، بحسب بيان مشترك.

أبرز بنود المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

تعزيز المساعدات الإنسانية.

خفض الأعمال القتالية.

التحضير لترتيبات الحكم وإعادة الإعمار والتكامل الإقليمي.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في تصريحات أدلى لها للصحافيين، السبت، بشأن مباحثات ميامي إن انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة تجعل العملية “أكثر صعوبة بشكل لا يُصدق”، مشيراً إلى أن “جميع الأطراف متفقة على ذلك”.

وأضاف فيدان: “النقاشات التي جرت والتفاهمات التي تم التوصل إليها تبعث على الأمل”.

وبشأن خطة السلام في غزة، أوضح وزير الخارجية التركي: “بما أن المرحلة الأولى قد اكتملت بالفعل، فقد بدأ الآن الحديث عن معايير الانتقال إلى المرحلة الثانية”، لافتاً إلى أن “هناك دراسة أولية بشأن إعادة إعمار غزة، وقد تم تقديمها، وأجرينا على أساسها نقاشاً تمهيدياً”.

وتابع: “يجب أن تُحكم غزة من قِبَل سكانها. ولا ينبغي تقسيم أراضيها بأي شكل من الأشكال. وأي شيء سيتم القيام به في غزة يجب أن يكون من أجل سكانها”، موضحاً: “ناقشنا الجدول الزمني لنقل إدارة قطاع غزة إلى لجنة مكوّنة من تكنوقراط”.

وأوضح أن اجتماع ميامي، ناقش تشكيل مجلس السلام والأعمال المتواصلة المتعلقة به، “كما توجد نقاشات موازية بشأن كيفية تفعيله”.

وبشأن قوة الاستقرار الدولية في غزة، نبّه فيدان إلى أنه “أتيحت لنا فرصة الشرح والنقاش من وجهة نظرنا الخاصة، كما استمعنا إلى وجهات النظر الأخرى”.

وشنّ الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، قصفاً مدفعياً استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة، ما أودى بحياة 6 فلسطينيين وأصاب آخرين، فيما وصفت حركة “حماس” الهجوم، بأنه “خرق فاضح ومتجدد” لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن مدفعية الجيش الإسرائيلي قتلت 6 فلسطينيين في قصف مركز تابع لوزارة التربية والتعليم بحي التفاح، يؤوي عشرات العائلات النازحة، موضحة أن القوات الإسرائيلية “منعت طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول لمكان القصف” لانتشال جثماين الضحايا.

فيما قال المركز الفلسطيني للإعلام، إن القصف استهدف الطابق الثاني من مبنى تعليمي، أثناء تجمع عدد كبير من النازحين لحضور حفل زفاف، ما أدّى إلى ارتفاع عدد الضحايا والمصابين.

وأشار إلى أن آليات الجيش الإسرائيلي، أطلقت نيرانها تجاه منطقة العلم غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. كما شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات، بالتزامن مع قصف مدفعي تجاه المناطق الشرقية لمدينة خان يونس.

سلطة غزّية موحدة

من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على منصة “إكس”: “نحن، ممثلو الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، عقدنا اجتماعاً (الجمعة) في مدينة ميامي لمراجعة تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، والمضي قدماً في التحضيرات للمرحلة الثانية”.

وأضاف ويتكوف: “المرحلة الأولى أحرزت تقدماً شمل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وإعادة جثامين محتجزين، وانسحابات جزئية للقوات الإسرائيلية، إلى جانب خفض مستوى الأعمال القتالية”.

وأشار إلى أنه “في إطار المناقشات المتعلقة بالمرحلة الثانية، جرى التأكيد على تمكين هيئة حاكمة في غزة تحت سلطة غزّية موحدة، بما يضمن حماية المدنيين والحفاظ على النظام العام”.

ولفت المبعوث الأميركي، إلى أن الاجتماع “بحث أيضاً إجراءات التكامل الإقليمي، بما في ذلك تسهيل التجارة، وتطوير البنية التحتية، والتعاون في مجالات الطاقة والمياه والموارد المشتركة الأخرى، باعتبارها عناصر أساسية لتعافي غزة، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، والازدهار على المدى الطويل”.

وأوضح أن “المشاركين عبّروا عن دعمهم لإقامة مجلس السلام على المدى القريب وبدء عمله بوصفه إدارة انتقالية للمسارات المدنية والأمنية ومسارات إعادة الإعمار”.

وتابع: “كما جرى استعراض الخطوات التالية في التنفيذ المرحلي لخطة السلام الشاملة الخاصة بغزة، مع التأكيد على أهمية التدرّج، والتنسيق، وآليات المراقبة الفاعلة، بالشراكة مع المؤسسات المحلية في غزة والشركاء الدوليين”.

وأكد ويتكوف “الالتزام الكامل بجميع بنود خطة السلام ذات النقاط العشرين التي طرحها الرئيس دونالد ترمب”، داعياً جميع الأطراف إلى “الوفاء بالتزاماتها، وضبط النفس، والتعاون مع ترتيبات مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار”، مشيراً إلى أن “المشاورات ستتواصل خلال الأسابيع المقبلة لدفع تنفيذ المرحلة الثانية”.

لقاء ترمب ونتنياهو

في وقت سابق الخميس، قال الرئيس الأميركي، إن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لم يُحدد بعد بشكل رسمي”، لافتاً إلى أنه “قد يأتي لزيارته في ولاية فلوريدا”.

وأضاف ترمب للصحافيين في البيت الأبيض قبيل المغادرة إلى منتجعه في مارالاجو: “نعم، سيزورني على الأرجح في فلوريدا.. إنه يرغب في لقائي.. لم نرتب الأمر رسمياً بعد، لكنه يرغب في لقائي.. حققنا نجاحاً كبيراً.. ولدينا الآن سلام في الشرق الأوسط”.

وكانت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، قالت، في 8 ديسمبر، إن نتنياهو سيلتقي ترمب في 29 ديسمبر الجاري، لمناقشة المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، و”الخطوات المستقبلية، وقوة الاستقرار الدولية المنصوص عليها في خطة وقف إطلاق النار”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الأول من ديسمبر الجاري، إن ترمب دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية منذ ذلك الحين، أنهما ربما يلتقيان في فلوريد.

شاركها.