23 يوليو 2025Last Update :

صدى الاعلام_تحشد ألمانيا وفرنسا زملائهما الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدعم الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية، ما لم تتنازل واشنطن، مع تشدد موقف الكتلة قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس، للتوصل إلى اتفاق تجاري.

برلين التي بذلت جهودًا كبيرة في السابق للتفاوض مع إدارة دونالد ترامب، لتقليص الحواجز التي وضعها الرئيس الأمريكي أمام الصادرات، تريد الآن التهديد برد قوي، حسبما قال أشخاص مطلعين لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.

وانضمت برلين إلى باريس، التي طالما دعت إلى اكتساب النفوذ على ترامب من خلال إلحاق الأذى بالشركات الأمريكية، من خلال فرض رسوم انتقامية، ويستضيف المستشار الألماني فريدريش ميرز، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في برلين، اليوم الأربعاء.

وقال وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي في برلين، أول أمس الاثنين، قبل اجتماعه مع نظيرته الألمانية كاثرينا رايش: “علينا تغيير أسلوب تفاوضنا. علينا أن نكون قادرين على الرد وطرح أي خيار من شأنه أن يغير مسار المفاوضات”.

التقى كبار المسؤولين في المفوضية الأوروبية، التي تدير السياسة التجارية، سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. والسؤال الرئيسي هو ما إذا كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي إعداد أداة “مكافحة الإكراه” ما يُسمى بـ”بازوكا” التجارة؟.. هذه الأداة، التي لم تستخدم من قبل، ستمنح بروكسل هامشًا من الحرية لمنع الشركات الأمريكية من المشاركة في المناقصات العامة، وإلغاء حماية الملكية الفكرية، وتقييد الواردات والصادرات.

وتؤيد ألمانيا وفرنسا استخدام أداة مكافحة الإكراه، لكن بعض الدول الأعضاء حذرة من رد الفعل الذي قد يثيره هذا الأمر من جانب ترامب. قال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، إن هناك أغلبية صامتة تعارض تفعيل أداة مكافحة الإكراه. وحذّر دبلوماسي ثالث قائلًا: “سيكون ذلك نوويًا. الوضع متقلب للغاية، ولا يمكن الجزم بما إذا كانت الدول الأعضاء تؤيده أم لا؟”.

ولن تتمكن المفوضية من المضي قدمًا إلا إذا تأكدت من حصولها على أغلبية مرجحة من الدول الأعضاء التي تدعمها. مع ذلك، قال دبلوماسيون آخرون إن رسالة ترامب هذا الشهر، التي هدد فيها بفرض رسوم جمركية “تبادلية” بنسبة 30%، بدءًا من الأول من أغسطس، زادت من حدة المقاومة. وحتى ذلك الحين، كان من المقرر أن ترتفع الرسوم الجمركية إلى 20%، بدلًا من مستواها الحالي البالغ 10% بدءًا من أغسطس.

وقال أحد المسؤولين، إن “الرسالة أدت إلى تفاقم التوتر بين الدول الأعضاء”. وأضاف آخر “تحولت ألمانيا 180 درجة في غضون أيام قليلة، وأن معظم البلدان “تريد شيئًا على الطاولة للحصول على نفوذ”.

وأكدوا أن تفعيل آلية مكافحة الإكراه سيطلق تحقيقًا فقط، وليس إجراءات فورية، وإذا وجدت المفوضية أن الولايات المتحدة تجبر الاتحاد الأوروبي، فإنها ستوصي باتخاذ إجراءات انتقامية على أن توافق عليها الدول الأعضاء.

وذكرت “فاينانشال تايمز”، الجمعة الماضي، أن ترامب رفض أيضًا اتفاقًا إطاريًا من شأنه تثبيت المعدل المتبادل الحالي البالغ 10 % لصالح تعريفة جمركية دائمة بحد أدنى 15 % أو أعلى.

ويريد الاتحاد الأوروبي أيضًا بعض الإعفاءات من الضريبة القطاعية البالغة 25% على السيارات وأجزاء السيارات، و50% من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم.

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، لشبكة فوكس نيوز، أمس الثلاثاء، إن “الأول من أغسطس موعد نهائي صعب للغاية” وبعده “سترتد الرسوم الجمركية إلى المستوى التبادلي”.

وأضاف دبلوماسيون أنه في هذه الحالة، فإن الاتحاد الأوروبي سيطلق على الأرجح حزمة الرسوم الجمركية، التي وافق عليها بالفعل على واردات أمريكية سنوية بقيمة 21 مليار يورو، بما في ذلك الدجاج والجينز، 6 أغسطس المقبل.

وقال دبلوماسيان، إنه سيتم التصويت على ضربة انتقامية ثانية ضد واردات أمريكية سنوية بقيمة 72 مليار يورو، بما في ذلك طائرات بوينج وبوربون، بحلول 6 أغسطس 2025، وسيدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي إذا تمت الموافقة عليه.

وأوضح الدبلوماسيون أن هذه الإجراءات ستكون الملاذ الأخير. وقال أحدهم: “بطبيعة الحال، فإنهم يضرون أيضًا بشركات الاتحاد الأوروبي، ولا أحد يريد أن يرى دوامة هبوطية في التجارة عبر الأطلسي”.

وتعد المفوضية أيضًا قائمة ثالثة بإجراءات ضد الخدمات. وصرّح مصدر مطلع على المقترح الأخير، بأنه سيشمل فرض ضرائب على الخدمات الرقمية وإيرادات الإعلانات الإلكترونية.

وقال أولوف جيل، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة، إن أي إجراءات مضادة لن تتخذ قبل الأول من أغسطس. وأضاف: “حتى ذلك الحين، سينصب تركيزنا على المفاوضات، وستكون هذه أولويتنا في الوقت الراهن”.

شاركها.