قال مسؤول إسرائيلي السبت، إن إسرائيل باتت تلعب دوراً ثانوياً داخل “مركز التنسيق المدني – العسكري”، المعني بمراقبة اتفاق وقف النار في غزة، وذلك، بعدما قال مسؤول أميركي إن “مركز التنسيق”، الذي يقوده الجيش الأميركي حل محل إسرائيل كمشرف على دخول المساعدات إلى غزة.
وذكر المسؤول الإسرائيلي أن الولايات المتحدة هي “صاحبة القرار الرئيسي داخل المركز”، بما في ذلك القرارات المتعلقة بدخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وفق ما نقلت عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضاف المسؤول أن وكالة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية الفلسطينية COGAT، والتي كانت مسؤولة خلال الحرب عن دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، جرى تقليص دورها لتصبح أقرب إلى دور “المقاول”.
وأكد المسؤول بذلك، التفاصيل التي أوردتها صحيفة “واشنطن بوست”، في تقريرها الجمعة، نقلاً عن مسؤول أميركي، والتي قال فيها إن “مركز التنسيق”، الذي يقوده الجيش الأميركي والمكلف بتنفيذ خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في غزة، حل محل إسرائيل كمشرف على المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع الفلسطيني.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله إن عملية الانتقال، اكتملت الجمعة، وأصبح الإسرائيليون الآن بموجبها “جزءاً من الحوار”، لكن القرارات ستتخذها الهيئة الأوسع، في إشارة إلى التحول من وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق COGAT، إلى مركز التنسيق المدني العسكري الذي أقيم في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة.
وقال عدد من الأشخاص المطلعين على عملية الانتقال إن هذه الخطوة تحيل إسرائيل إلى دور ثانوي في تحديد كيفية دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ونوعيتها، بينما يتولى مركز التنسيق المدني-العسكري زمام المبادرة.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي، ظلت المساعدات الإنسانية، رغم تحسنها، مقيدة بشكل كبير من قبل إسرائيل.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية تيم هوكينز، في مقابلة أجريت معه، إن أكثر من 40 دولة ومنظمة ممثلة في المركز الذي تقوده الولايات المتحدة، و”إحدى فوائد جمعهم جميعاً معاً هو أن ذلك يمكّنك حقاً من فرز الحقائق، والحصول على فهم أوضح لما يحدث على الأرض، وأين تكمن الاحتياجات؟”.
إسرائيل تقيد دخول المساعدات
وحتى الآن، فتح الجيش الإسرائيلي مدخلين فقط لدخول المساعدات إلى غزة، حيث تأتي الغالبية العظمى من المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم في الجنوب، ولم يتم إدخال أي شحنات مباشرة إلى شمال غزة منذ أوائل سبتمبر.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن العديد من الشاحنات التي سُمح لها بالدخول هي شحنات تجارية من البضائع المعروضة للبيع في أسواق غزة، والتي لا يملك سوى القليل من الفلسطينيين المال لشرائها.
وتم إغلاق معبر “الكرامة” الذي يصل الأراضي الفلسطينية بالأردن معظم العام، رغم انتظار كميات كبيرة من المساعدات هناك الإذن للعبور إلى القطاع الفلسطيني.
ويقع المعبر شرق مدينة أريحا الفلسطينية، وهو الوحيد الواصل بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، وتسيطر عليه إسرائيل من الجانب الفلسطيني، وله 3 تسميات إحداهما أردنية وهي “جسر الملك حسين”، وأخرى فلسطينية “الكرامة”، وإسرائيلية “اللنبي”.
وقد منعت إسرائيل غالبية منظمات الإغاثة الدولية إلى حد كبير من إدخال المواد الغذائية إلى غزة منذ أشهر منذ أن فرضت تل أبيب قواعد تسجيل جديدة رفضت المنظمات التوقيع عليها باعتبارها “تطفلية”، بحسب الصحيفة.
ولطالما اشتكت منظمات الإغاثة منذ فترة طويلة من القيود التي تفرضها إسرائيل على ما تزعم أنها “مواد ذات استخدام مزدوج” بدعوى إمكانية تحويلها إلى أسلحة، والتي شملت عبوات الصمغ والمشارط الطبية والمراهم لعلاج الالتهابات الجلدية.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند، الخميس، إن “إسرائيل تعرقل البنود الإنسانية لخطة ترمب”، وأضاف: “بالنسبة لنا، فإن انخراط الولايات المتحدة بنشاط هو خبر سار للغاية”.
وتابع إيجلاند: “ندعو إلى جعل الخطة حقيقة واقعة.. بالطبع، مصداقية الولايات المتحدة على المحك هنا”.
