قال مسؤولان أميركيان إن وزير الخارجية، ماركو روبيو، يعتزم التغيب عن اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل الأسبوع المقبل، وهو غياب غير معتاد لأكبر ممثل دبلوماسي للولايات المتحدة عن اجتماع مهم للحلف، وسط جهود أميركية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأوضح أحد المسؤولين، الذي طلب عدم نشر اسمه ليتسنى له مناقشة أمور غير معلنة بعد، أن نائب وزير الخارجية كريستوفر لانداو، سيمثل واشنطن في اجتماع الثالث من ديسمبر، بدلاً من روبيو.

ولم يتضح بعد سبب عزم روبيو التغيب عن الاجتماع، وقد تتغير خططه في اللحظة الأخيرة، ولكن عدم حضوره المحتمل يأتي في وقت يحاول فيه المسؤولون الأميركيون والأوكرانيون تضييق هوة الخلافات حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وبينما يشكو بعض الدبلوماسيين الأوروبيين من استبعادهم من العملية.

وينعقد اجتماعان رسميان لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي سنوياً، ومن النادر أن يغيب وزير خارجية الولايات المتحدة عن أيهما.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق لوكالة “رويترز” على الغياب المحتمل لروبيو، لكنه قال إن حلف شمال الأطلسي “أُعيد إحياؤه تماماً” خلال إدارة ترمب.

وذكر المتحدث أن “الوزير روبيو يلتقي بالحلفاء من حلف شمال الأطلسي ويتحدث معهم بانتظام، بما في ذلك اجتماعه مطلع الأسبوع الجاري في جنيف”.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن روبيو يحضر اجتماعات كافية.

وأضاف المسؤول: “حضر الوزير بالفعل عشرات الاجتماعات مع الحلفاء من حلف شمال الأطلسي، وسيكون من غير العملي تماماً توقع حضوره في كل اجتماع”.

وقال المتحدث: “الإنجازات التاريخية في السياسة الخارجية التي حققتها هذه الإدارة خلال 10 أشهر فقط تتحدث عن نفسها”.

وأحجم مسؤول في حلف شمال الأطلسي عن التعليق على الأمر، لكنه قال إنه من المعتاد أن يتغيب بعض وزراء الخارجية عن الاجتماعات.

ويشعر المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون بالقلق من إجبارهم على قبول اتفاق منحاز للغاية للمصالح الروسية، وهي مخاوف ازدادت بشكل كبير بعد تسريب مسودة خطة من 28 نقطة لإنهاء الحرب إلى وسائل الإعلام في 18 نوفمبر.

وفي بداية نوفمبر الجاري، قالت واشنطن إنها ستعيد نشر لواء مشاة يضم نحو 700 جندي يتمركز في رومانيا إلى قاعدته الرئيسية في ولاية كنتاكي، حيث تعيد وزارة الحرب “البنتاجون” توجيه جهودها من أجل التركيز على أولويات داخلية مثل حماية الحدود، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأعربت إدارة ترمب مراراً عن رغبتها الواضحة في أن تتحمل الدول الأوروبية مزيداً من المسؤولية عن أمنها، بما يتيح للولايات المتحدة توجيه مواردها العسكرية نحو الصين وأولويات أخرى.

وفي 2017، خلال فترة ولاية ترمب الأولى، خطط وزير الخارجية الأميركي آنذاك، ريكس تيلرسون، في البداية للتغيب عن اجتماع في أبريل، قبل إعادة جدولة الاجتماع بعد ذلك ليناسب مواعيده.

شاركها.