اخر الاخبار

تقرير: زيادة في الإعلانات الخبيثة على فيسبوك وإنستجرام بكندا

كشف تقرير جديد عن زيادة ملحوظة في معدل تعرُّض الكنديين للإعلانات الخبيثة التي تنتحل صفة وسائل إعلام كبرى، مستغلة غياب المحتوى الإخباري الحقيقي والموثوق على متن منصتَي فيسبوك وإنستجرام.

بحسب “بلومبرغ”، تستهدف هذه الإعلانات المستخدمين من خلال صور معدلة وعناوين كاذبة تتعلق بشخصيات عامة كندية بارزة، فعلى سبيل المثال، انتشرت إعلانات تدّعي وفاة وزيرة المالية الكندية المستقيلة كريستيا فريلاند، وأخرى تزعم أن بنك كندا رفع دعوى قضائية ضد زعيم حزب “المحافظين” بيير بويليفر بسبب تصريحاته.

تتضمن بعض هذه الإعلانات أيضاً مقاطع فيديو مزيفة بأصوات تحاكي شخصيات معروفة.

يُذكر أن شركة “ميتا” حظرت منذ أغسطس 2023 روابط الأخبار على منصتَي فيسبوك وإنستجرام في كندا، استجابة لقانون يلزم المنصات الاجتماعية بتعويض الناشرين عن محتواهم.




وغالباً ما تقود هذه الإعلانات المستخدمين إلى صفحات تشبه مواقع إخبارية معروفة، حيث تبدأ المقالات بنبرة إخبارية ثم تتحول إلى وعود بعوائد استثمارية سريعة، ويُطلب من المستخدمين إيداع أموال، وتُستخدم أساليب مثل عدادات زمنية أو إشعارات بتناقص الفرص، وذلك لتشكيل عنصر ضغط على المستخدمين.

توقيت مثير للجدل

تصاعدت المخاوف بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الكندية، حيث تُستغل هذه الإعلانات للتأثير في الرأي العام من خلال المعلومات المضللة.

وقال رئيس جمعية News Media Canada بول ديجان، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قناة واحدة تتدفق فيها الأخبار المزيفة إلى جانب الحقيقية.

وأضاف: “نعتقد أن منصات ميتا ستكون أكثر جاذبية للمعلنين والمستخدمين إذا أُعيد السماح للأخبار الحقيقية بالتوازن مع الأخبار المزيفة”.

من بين الشخصيات التي استُخدمت صورها في هذه الإعلانات محافظ بنك كندا تيف ماكلم، والرئيس التنفيذي لبنك رويال بنك أوف كندا ديفيد ماكاي، ورئيس مجلس إدارة “تومسون رويترز” ديفيد تومسون، ومقدمة أخبار الطقس كيلسي ماكايون، ومذيع الأخبار إيان هانومانسينج، الذي أبلغ بنفسه عن استخدام صورته في عملية احتيال.

كما كان زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاجميت سينج، هدفاً متكرراً لهذه الإعلانات، فعند البحث عن اسمه في مكتبة إعلانات ميتا في أواخر يناير، وُجدت عشرات الإعلانات النشطة التي تستند إلى قصص مزيفة من حسابات مجهولة المصدر مقرها أوكرانيا.

من جهتها، قالت مسؤولة التواصل في “ميتا” بكندا جوليا بيريرا، إن تشغيل إعلانات تحاول الاحتيال أو انتحال شخصيات أو علامات تجارية يتعارض مع سياساتنا.

وأضافت أن “هذا التحدي يواجه الصناعة بأكملها، ونواصل الاستثمار في تقنيات وأساليب جديدة لحماية الأشخاص على منصاتنا من عمليات الاحتيال”.

في سبتمبر 2024، تحدَّث مسؤول في الحزب الديمقراطي الجديد في كندا عن هذه الإعلانات المزيفة خلال تحقيق بشأن “التدخل الأجنبي في الديمقراطية الكندية”. ومن المتوقع أن تجري البلاد انتخابات عامة بحلول أكتوبر.

وأشارت دراسة من مرصد النظام الإعلامي في أغسطس إلى أن معظم الكنديين غير مدركين لحظر “ميتا” على المحتوى الإخباري.

ولفت متحدث باسم الحزب الديمقراطي الجديد إلى أنهم على علم بالبريد العشوائي الضار الذي يستخدم صور شخصيات بارزة، بما في ذلك جاجميت سينج، وأنه يتخذ إجراءات لمعالجة هذه المنشورات الزائفة.

من جهة أخرى، نشرت صفحة وهمية تنتحل صفة موقع CBC الإخباري تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو، تزعم أنه يوصي بتطبيق استثماري يُدعى Depotalux.

وبحسب تحذير أصدرته مجموعة حماية المستهلك الفرنسية ADC في يونيو، فإن موقع Depotalux يستخدم تصميماً ولغة قانونية مشابهة لموقع احتيالي آخر يُدعى Biffy AI.

كما استعرضت “بلومبرغ” إعلانات مزيفة نُشرت عبر حسابات مجهولة على منصة “إكس”، حيث استخدمت هذه الحسابات أسماء وشعارات شركات حقيقية، مثل معرض فني في مدينة سانت آيفز بالمملكة المتحدة. 

وتحققت الوكالة الإخبارية من أن معظم هذه الحسابات أُنشئت خلال الشهرين الماضيين، وكانت تحمل علامة التوثيق الزرقاء، مما يمنحها مصداقية مزيفة.

يُذكر أن علامة التوثيق على منصة “إكس” كانت تُستخدم سابقاً للدلالة على الحسابات الرسمية، لكنها الآن تُمنح للمستخدمين المشتركين فقط، وحذَّر الاتحاد الأوروبي من أن هذا التغيير يُضعف ثقة المستخدمين بالمحتوى المنشور على المنصة.

ردود حكومية

على الرغم من التحذيرات من الباحثين والناشرين بشأن الآثار غير المقصودة لحظر الأخبار، فإن الحكومة الكندية تتمسك بموقفها بشأن التشريع الذي دفع “ميتا” إلى اتخاذ هذا الإجراء.

وقال المتحدث باسم وزارة التراث الكندية ديفيد لارو، إن القانون أدى إلى التزام شركة جوجل بتقديم 100 مليون دولار كندي سنوياً لدعم الصحافة الكندية.

وأضاف لارو أن الحكومة ملتزمة بمعالجة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، مشيراً إلى مبادرة تموّل الأبحاث حول هذا الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *