تقرير: فانس اقترح إقالة مستشار الأمن القومي إثر فضيحة سيجنال

قالت مجلة “بوليتيكو” إن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز نصحا الرئيس دونالد ترمب في اجتماع خاص، بإقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز على خلفية تسريب محادثات مجموعة “سيجنال” الخاصة بالضربات على اليمن، والتي تسربت إلى العلن بعدما أضاف والتز بالخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج إلى المجموعة التي أنشأها لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.
ونقلت “بوليتيكو” عن شخصين مطلعين على المناقشات أن فانس ووايلز اقترحا على ترمب في اجتماع الأربعاء، أنه ربما حان الوقت للنظر في إقالة والتز، كما أن شائعات بدأت في الانتشار بالبيت الأبيض تفيد بأن وايلز ووالتز ليسا على وفاق، وسط استياء من سوء إدارة والتز للأزمة، وظهور قصص في الجناح الغربي للبيت الأبيض عن استياء واسع من والتز، لكونه “متعجرف”، و”يتسكع كثيراً حول ترمب”.
وذكر المصدران أن الرئيس اتفق معه فانس ووايلز، على أن والتز ارتكب خطأً، لكنه قرر في النهاية عدم إقالته لسبب واحد – على الأقل في الوقت الحالي، وهو أنه “لن يمنح وسائل الإعلام الليبرالية والديمقراطيين المتذمرين انتصاراً بهذه السهولة”.
وقال أحد المقربين من البيت الأبيض: “هم لا يريدون تقديم كبش فداء للصحافة”.
ورغم الغضب المتزايد تجاه مستشار الأمن القومي داخل البيت الأبيض، لا يزال والتز يحتفظ بمنصبه بعد خمسة أيام من نشر مجلة “ذا أتلانتيك” تقريرها عن محادثات “سيجنال”، ولكن المصدرين أشارا إلى أن ذلك لا يعني أن منصب والتز في مأمن.
وقال المصدران إنهما سمعا من بعض المسؤولين في الإدارة أن البيت الأبيض ينتظر اللحظة المناسبة لإقالته، متطلعين إلى إنهاء دورة الأخبار الحالية قبل اتخاذ أي خطوة.
وتوقع أحد المصدرين أن الإدارة ستقدم الدعم لوالتز في الوقت الحالي، “لكنه سيُقال خلال أسبوعين”.
ورفض مكتب فانس التعليق. فيما قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان: “يواصل الرئيس ترمب إبداء أقصى درجات الثقة في فريقه للأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي مايك والتز”.
“والتز لن يبقى طويلاً”
وجاءت الأنباء عن الاجتماع الخاص الذي عقد مساء الأربعاء، وسط شعور سائد في واشنطن بأن والتز لن يبقى طويلاً في الإدارة، في وقت يحتشد فيه كبار المسؤولين علناً للدفاع عنه.
والجمعة، أدرج فانس، والتز في رحلته إلى جزيرة جرينلاند، التباعة للدنمارك، مفضلاً ترك قرارات التعيين والإقالة للرئيس، وفقاً لشخص مطلع طلب عدم ذكر اسمه للحديث عن التفاصيل الداخلية.
وفي كلمة أمام الصحافيين، سخر فانس من وسائل الإعلام، واتهمهم بأنهم “يسعون فقط لإثارة الدراما”، وتعهد بأنهم “لن يحصلوا عليها”.
وقال: “إذا كنتم تظنون أنكم ستجبرون رئيس الولايات المتحدة على إقالة أحد، فأنتم واهمون”، وأضاف: “أنا نائب الرئيس، وأقولها هنا، نحن نقف بالكامل خلف فريق الأمن القومي”.
وقال ترمب نفسه هذا الأسبوع إن والتز تحمل المسؤولية و”تعلم الدرس”.
وأشارت “بوليتيكو” إلى أن الحدة الدرامية للقضية بدأت في التراجع لصالح والتز، حيث بدأت عناوين الصحف في التحول سريعاً بعيداً عن فضيحة “تسريبات سيجنال”، إلى الموعد النهائي لتعريفات ترمب الجمركية التي ستدخل حيز التنفيذ في 2 و3 أبريل.
“والتز يفقد ثقة زملائه”
لكن رغم الجهود العلنية للبيت الأبيض لتصوير الحادثة برمتها على أنها “حملة تشويه من قبل وسائل الإعلام”، لا يزال هناك شعوراً بأن والتز “فقد ثقة زملائه وأساء التعامل مع تداعيات الأزمة”.
ورفض المتحدث باسم والتز، برايان هيوز، الادعاءات بأن مستقبل رئيسه لا يزال موضع شك، قائلاً: “يجب التعامل مع ثرثرة المصادر المجهولة بنفس قدر الشك الذي يُنظر به إلى القيل والقال من أشخاص يفتقرون إلى النزاهة الكافية لإرفاق أسمائهم بها”.
وأضاف: “مايك والتز يعمل وفقاً لرغبة الرئيس ترمب، وقد أعرب الرئيس عن دعمه له”. وتابع: “فريق القيادة للأمن القومي بأكمله نفذ مهمة ناجحة وفعالة لمكافحة الإرهاب، وهذا ما تحاول وسائل الإعلام والديمقراطيون طمسه”.
استياء متصاعد من والتز
وجاء اجتماع الأربعاء، وسط تصاعد الاستياء من والتز داخل البيت الأبيض. ففي اليوم السابق، نفى والتز لوسائل الإعلام معرفته بجيفري جولدبيرج، رئيس تحرير “ذا أتلانتيك”، الذي أُضيف إلى المحادثة. وقال والتز في مقابلة مع “فوكس نيوز” الثلاثاء: “لم أقابله قط، لا أعرفه، ولم أتواصل معه أبداً. لن أتعرف عليه حتى لو اصطدمت به في طابور تحقيق جنائي”.
لكن في اليوم التالي، أصبح المسؤولون في الإدارة – الذين كانوا بالفعل متشككين في تصريحاته – أكثر استياءً بعد انتشار صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر والتز واقفاً بجوار جولدبيرج في فعالية دبلوماسية قبل سنوات.
وقال أحد المقربين من والتز “من السخيف الاعتقاد بأن مجرد الوقوف بجانب شخص ما في غرفة مليئة بالحاضرين يعني أنه يعرفه”.
وأغضب والتز البيت الأبيض، بسبب ما اعتبروه رفضه تحمل المسؤولية، إذ أثار استيائهم حينما ألمح في المقابلة إلى أن الصحافي دخل إلى محادثة “سيجنال” بطريقة غير مشروعة، وهي مزاعم ربما كانت ستؤدي إلى فتح تحقيق يطيل أمد الفضيحة.
وقالت “بوليتيكو”، إن بعض مسؤولي البيت الأبيض، شعروا بخيبة أمل؛ لأن والتز لم يقدم استقالته للرئيس ليقرر ما إذا كان يريد قبولها.
وأضاف مصدر للمجلة: “عندما تصبح عبئاً أو مصدر إلهاء لرئيسك، فإنك تستقيل ببساطة – بغض النظر عن الظروف”.
“والتز متعجرف ويتسكع حول ترمب”
وقالت “بوليتيكو” إن بعض معارضي والتز بدأوا في الظهور، وليس فقط بسبب آرائه المتشددة التي يعتقد بعضهم أنها تتعارض مع نهج “أميركا أولًا” الانعزالي في الإدارة.
وبدأ العديد من حلفاء ترمب في الزعم بأن والتز – حتى قبل هذه الأزمة – كان يُنظر إليه داخل الإدارة على أنه “متعجرف”. وقال شخصان مطلعان على أجواء الجناح الغربي لموقع “بوليتيكو” إن والتز “يتسكع حول ترمب كثيراً، ويبدو وكأنه يتصرف باعتباره شخصية رئيسية”.
وقال أحدهما: “الناس لا يحبونه. هو يعتقد أنه شخصية قيادية، لكنه مجرد موظف، ويجد صعوبة في استيعاب ذلك”.
وانتشرت شائعات داخل البيت الأبيض بشأن توتر علاقته مع سوزي وايلز، حيث يقال إنه حاول استبعادها من اجتماعات رفيعة المستوى لمجلس الأمن القومي، قائلاً لها إنه سيطلعها لاحقاً. لكن وايلز ردت عليه بأنه ليس من شأنه اتخاذ هذا القرار.
وقال مصدر مطلع على الديناميكيات الداخلية: “هو لا يعاملها بالاحترام الذي يجب أن يعامل به كبيرة موظفي البيت الأبيض، وكان على الأرجح سيُقال في مرحلة ما على أي حال”.
لكن شخصاً مقرباً من والتز أكد أنه يحترم وايلز للغاية.