تقرير: محاولات الموساد للقاء الأسد عام 2019 لفك ارتباط سوريا بإيران.. ماذا حصل؟
وطن كشف تقرير حديث عن محاولة جرت عام 2019 لترتيب لقاء بين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي في حينه، يوسي كوهين، والرئيس السوري بشار الأسد. الهدف من اللقاء، بحسب التقرير، كان إقناع الأسد بقطع العلاقات الاستراتيجية بين سوريا وإيران، التي تُعتبر حليفاً أساسياً للنظام السوري منذ سنوات.
التفاصيل الأساسية للقاء المقترح
بحسب تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن الجهود لترتيب اللقاء كانت في إطار محاولة إسرائيلية للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. ووفقًا للمصادر، كانت إسرائيل تسعى لإقناع الأسد بأن فك ارتباطه مع طهران يمكن أن يُعيده إلى الساحة الدولية ويضمن استقرار نظامه في ظل الضغوط الإقليمية والدولية.
دور روسيا في الوساطة
لعبت روسيا، الحليف الرئيسي لكل من سوريا وإسرائيل، دورًا محوريًا في هذه المبادرة. كانت موسكو تسعى لاستغلال نفوذها على الأسد لإحداث توازن في علاقاته الدولية، وتقليص التوترات في المنطقة. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يرى أن تراجع النفوذ الإيراني في سوريا قد يسهم في تهدئة الأوضاع، مع تعزيز دور روسيا كلاعب رئيسي في الملف السوري.
ردود الفعل والمآلات
رغم أن اللقاء لم يُعقد، إلا أن الخطوة تعكس السياسة الإسرائيلية المستمرة في التعامل مع سوريا كجزء من استراتيجيتها الأوسع لاحتواء إيران. وكان المسؤولون الإسرائيليون يدركون أن الأسد يعتمد على إيران للبقاء في السلطة، لكنهم أرادوا تقديم بدائل اقتصادية ودبلوماسية يمكن أن تغريه للتخلي عن طهران.
ومع ذلك، يظل من غير الواضح إلى أي مدى كان الأسد مستعدًا للنظر في هذا العرض، خاصةً وأنه كان يعتمد على إيران في الدعم العسكري والمالي في مواجهة المعارضة الداخلية والجماعات المسلحة.
سياق أوسع: التوترات بين إيران وإسرائيل
التقرير يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات بين إيران وإسرائيل. بالنسبة لإسرائيل، يشكل الوجود الإيراني في سوريا تهديدًا مباشرًا، خاصة مع استخدام الأراضي السورية كقاعدة لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
وفي السنوات الأخيرة، شنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله في سوريا، بهدف منع تثبيت قواعد عسكرية إيرانية دائمة هناك. لذا، كانت محاولة لقاء الأسد جزءًا من جهد دبلوماسي أوسع لتحييد الخطر الإيراني دون الحاجة إلى تصعيد عسكري أكبر.
أبعاد سياسية واستراتيجية
إسرائيل لم تكن وحدها التي تأمل في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا. الولايات المتحدة ودول الخليج العربي تشاطرها هذا الهدف. بالنسبة لإسرائيل، أي تقارب مع الأسد كان يمكن أن يغير موازين القوى في المنطقة، وربما يسهم في تهدئة جبهتها الشمالية مع لبنان وسوريا.
في المقابل، الأسد كان يدرك أن إيران هي شريان الحياة لنظامه، خاصة مع استمرار العقوبات الغربية والتوترات الداخلية. لذا، كان من المستبعد أن يتخلى عن تحالفه مع طهران بسهولة، ما يجعل فكرة لقاء من هذا النوع محفوفة بالمخاطر.
ويكشف تقرير “تايمز أوف إسرائيل“عن جانب آخر من السياسات الإقليمية التي تلعب فيها الدبلوماسية والاستخبارات دورًا رئيسيًا. ورغم أن اللقاء بين رئيس الموساد والرئيس السوري لم يتم، إلا أنه يعكس جهودًا إسرائيلية مستمرة لتحييد التهديدات الإقليمية عبر استراتيجيات دبلوماسية غير تقليدية.