تقرير يكشف ما فعله اغتيال محمد السنوار في قيادة حماس

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم الجمعة، نقلاً عما أسمتهم مصادر مطلعة، تأثير اغتيال محمد السنوار، في قيادة حركة حماس.
تداعيات اغتيال محمد السنوار
بعد غموض لفّ مصيره، أكد الأحد الماضي، وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مقتل محمد السنوار، فيما كشفت مصادر مطلعة حصول فراغ في قيادة حماس بعده.
ووفقاً للصحيفة، فقد قالت المصادر: إن غارة جوية إسرائيلية قتلت محمد السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة وقائد لواء خان يونس، إلى جانب عدد من كبار النشطاء في خان يونس.
وأضافت: أن قادة حماس كانوا اجتمعوا في نفق يوم الضربة، لبحث محادثات وقف إطلاق النار، منتهكين بذلك البروتوكولات الأمنية.
فيما أفاد مسؤولون في الحركة وآخرون عرب، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت السنوار، أصابته أثناء حضوره اجتماعاً لكبار قادة الحركة، ما أسفر عن مقتل عدد من العناصر المهمين وترك فراغاً في القيادة العليا للحركة.
كما قال المسؤولون: إن الغارة الجوية قتلت السنوار، الذي تم دفنه بهدوء بعد أيام، إلى جانب قادة آخرين، من بينهم قائد لواء رفح التابع للحركة، محمد شبانة، مشددين على أن الاجتماع خالف بروتوكولات حماس الأمنية خلال الحرب، وأتاح لإسرائيل فرصة لضرب عدة أهداف بالغة الأهمية في آن واحد.
من أين جاء لقب “الظل”؟
جاءت عملية الاغتيال هذه في وقت أصبح فيه محمد السنوار، الرئيس الفعلي لحماس في غزة بعد أن قتلت إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول شقيقه يحيى، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما قتلت قائد الجناح العسكري لحماس، محمد ضيف، ونائبه مروان عيسى، والعديد من كبار القادة العسكريين الآخرين.
وإلى ذلك، قال المسؤولون للصحيفة: إن دقة وتوقيت الضربة الأخيرة برهنا على قدرة إسرائيل الاستخباراتية الكبيرة، وأضافوا أن السنوار كان معروفاً بحرصه على البقاء بعيدا عن الأضواء، ولم يكن يعلم بتحركاته أو كيفية الاتصال به إلا قلة قليلة من الناس.
وأكدوا أنه كان يعمل بشكل كبير خلف الكواليس، مما أكسبه لقب “الظل”.
من جانبها، أعلنت إسرائيل أنها قتلت أعضاء بارزين في حماس في الأيام الأخيرة، بمن فيهم رئيس الوزراء الجديد للحركة، فيما قالت: إنها “ضربة دقيقة” استهدفت مكان عمله داخل مجمع ناصر الطبي في غزة، حسب زعمها.
بالمقابل، عثرت حماس على جثمان السنوار بعد يوم من الغارة، ودفنته في قبر مؤقت داخل نفق آخر بعد إبلاغ عائلته، وفقا للمسؤولين، مؤكدةً بذلك مزاعم إسرائيل برجحان وفاته، بينما أكد المسؤولون للصحيفة أن حماس تعتزم نقل جثمان السنوار إلى مقبرة مناسبة بعد توقف القتال.
وعلى الرغم من ذلك، لم تؤكد حماس رسمياً وفاة السنوار، ويعود ذلك جزئيا إلى أن قيادة الحركة تجري حاليا دراسة لتحديد من سيتولى زمام الأمور في القطاع الذي مزقته الحرب، وفقاً للمسؤولين.
وأضافوا أن من بين أبرز المرشحين عز الدين حداد، القائد العسكري لحماس في شمال غزة.
والجدير ذكره أن هذا الفراغ في القيادة يأتي في وقت تواجه فيه حماس هجوماً عسكرياً إسرائيلياً متجدداً وواسع النطاق، فضلاً عن احتجاجات من جانب فلسطينيين في غزة ممن سئموا الحرب ويتطلعون إلى إنهاء أكثر من عام ونصف من العنف والحرمان.
وقال المسؤولون: إنه مع مقتل الأخوين السنوار، فإن قيادة حماس في الدوحة قد تحاول استعادة نفوذها في غزة من خلال زعيم أكثر مرونة هناك.
ويعتقد أن محمد السنوار كان في الخمسين من عمره تقريبا، ومثل أخيه الأكبر يحيى، انضم إلى حماس في سن مبكرة، لكن على عكس أخيه الذي قضى أكثر من عقدين في سجون إسرائيل، لم يمضِ محمد وقتا طويلًا في السجون الإسرائيلية، وكان أقل فهماً من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
كما كان قريبا من الجناح العسكري لحماس، وقائداً سابقاً للواء خان يونس، المسؤول عن أسر جندي إسرائيلي عام 2006، والذي قُيّد في نهاية المطاف بإطلاق سراح يحيى السنوار من سجن إسرائيلي.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية