تقشف ترمب يثير مخاوف إفريقيا من تقليص الدعم العسكري

تراقب الدول الإفريقية بقلق متزايد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب خفض المساعدات الخارجية، وفرض رسوم جمركية على بعض من أفقر دول العالم، وتخشى أن تطال هذه السياسة التعاون العسكري الأميركي، الذي ساهم في مواجهة التنظيمات والجماعات المسلحة، وفق وكالة “بلومبرغ”.
وقال اللواء أبو عيسى، رئيس أركان جيش بنين: “نحن قلقون بشدة من أن تُلغى المساعدات، تماماً كما يحدث مع دول أخرى في الوقت الراهن”.
وتقدم الولايات المتحدة للدولة الصغيرة الواقعة في غرب إفريقيا دعماً عسكرياً، يشمل التدريب والمروحيات والمعلومات الاستخباراتية، في محاولة لمنع التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل من تهديد طرق الشحن في خليج غينيا، حسبما ذكرت “بلومبرغ”.
وقال عيسى إن غياب هذا الدعم سيجعل المعركة لحماية شمال البلاد “صعبة”.
ويُعد اللواء أبو عيسى واحداً من بين العديد من القيادات العسكرية الإفريقية التي طالما سعت واشنطن إلى كسب ودها، والتي باتت اليوم تخشى أن تفقد الولايات المتحدة اهتمامها بشؤون القارة، وأن تلغي مئات الملايين من الدولارات التي تقدمها سنوياً كمساعدات أمنية، في ظل سياسة ترمب الخارجية القائمة على مبدأ “أميركا أولاً”، وفقاً لـ”بلومبرغ”.
ويحذر هؤلاء القادة العسكريون من أن التنظيمات المحلية، بما في ذلك تلك التابعة لتنظيمي “القاعدة” وداعش”، وكذلك خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا، قد تملأ هذا الفراغ، إذا أقدم ترمب على إلغاء المساعدات الأميركية لبلادهم.
وسادت هذه المخاوف بين ممثلي أكثر من 40 دولة شاركوا هذا الأسبوع في قمة القوات البرية الإفريقية، التي تُعد اللقاء السنوي الأبرز للجيش الأميركي مع القوات الإفريقية، والتي عُقدت في غانا.
مخاوف أميركية
وأفادت “بلومبرغ” بأن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق أيضاً، إذ قالت السفيرة الأميركية لدى غانا، فيرجينيا إي. بالمر، للصحافيين خلال المؤتمر: “أشعر بالحزن على برامج كنت أفتخر بها للغاية”، مضيفة أن المساعدات قد تستمر رغم ذلك، ولكن بصورة مختلفة في عهد ترمب.
وأضافت بالمر: “نحن لا ننفذ برامج الديمقراطية والحُكم التي كنت أتمنى رؤيتها”.
وعند سؤالهم عما إذا كانت القمة السنوية، التي تُعقد الآن في عامها الـ13، ستستمر في العام المقبل، قدم القادة العسكريون الأميركيون “تأكيدات فاترة”، بحسب “بلومبرغ”.
وقال اللواء أندرو سي. جيني، قائد وحدة الجيش الأميركي في جنوب أوروبا وإفريقيا، للوكالة: “لم نُبلغ بأنه لن يكون هناك قمة أخرى للقوات البرية الإفريقية”.
وقالت “بلومبرغ” إن برامج المؤتمر لم تقدم أي مؤشرات واضحة حول التغييرات الجارية في السياسة الخارجية الأميركية.
وأضافت أن إحدى الجلسات ركزت على مكافحة التضليل الإعلامي في إفريقيا، رغم أن ترمب في طور تفكيك العديد من المؤسسات المرتبطة بهذه الجهود، بدءاً من شبكة “صوت أميركا”، الممولة من الحكومة الأميركية، إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والصندوق الوطني للديمقراطية.
وقال العقيد محمد فاضل، نائب قائد القوات البرية في جزر القمر الواقعة في المنطقة الاستراتيجية بالمحيط الهندي، إنه كان من المقرر أن يسافر إلى فلوريدا في يوليو المقبل لتلقي تدريب على القيادة العسكرية، لكنه أُبلغ من نظرائه الأميركيين بأنه قد لا يكون هناك تمويل للبرنامج الآن.
استغلال صيني
وقالت “بلومبرغ” إن خصوم الولايات المتحدة، مثل الصين، تواصلت مع قادة آخرين بالفعل. وشارك الملازم أول كواريسما فيلوسو جينك، وهو مساعد لأحد الجنرالات من ساو تومي وبرينسيبي، في دورة تدريبية لمدة شهرين في الصين عام 2019، ولا يزال يرتدي شارة مكتوبة باللغة المندرينية على كتفه.
وقال جينك: “الصين ترغب حقاً في الاستفادة من الفراغ العسكري في إفريقيا”، مضيفاً أنه “لا تزال هناك تعاونات عسكرية بين ساو تومي والولايات المتحدة، لكنها ليست قوية جداً”.
وأعرب قادة آخرون عن تفاؤل أكبر، إذ قال اللواء النيجيري جودوين مايكل موكتوت إن إدارة ترمب الأولى باعت لبلاده طائرات “A-29 سوبر توكانو” رغم التحفظات الأميركية السابقة بشأن حقوق الإنسان في نيجيريا. وأضاف: “له مكانة في قلوبنا”، مشيراً إلى الرئيس الأميركي.
وقال عيسى، الجنرال من بنين، إن التعاون مع الولايات المتحدة يمثل “أولوية قصوى” لبلاده. وأضاف: “كل دولة في العالم تطمح للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة”.