تقلبات الطقس والأوبئة ترفع أسعار البيض في إدلب
إدلب – أنس الخولي
يشتكي المواطنون في إدلب من ارتفاع أسعار البيض وعدم استقرارها في هذا الوقت من العام، بينما يرجع أصحاب المداجن السبب إلى كثرة الأوبئة التي ضربت الدجاج، وتقلب درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تراجع الإنتاج.
يحاول عبد الحميد توفير البيض في منزله يومًا واحدًا في الأسبوع على الأقل، نظرًا إلى أهمية المادة الغذائية للأطفال، حسب قوله، مضيفًا أن سعر البيضة الحالي البالغ ثلاث ليرات تركية يعد مرتفعًا.
وقال عبد الحميد خطاب (36 عامًا) المقيم في مدينة إدلب وهو مهجر من الغوطة، إن أقل تكلفة لوجبة البيض على الفطور تحتاج إلى 20 ليرة تركية، وبالكاد تكفي لعائلته المكونة من خمسة أشخاص، معتبرًا أن السعر غير مقبول مقارنة بأجور العمال اليومية التي لا تتجاوز 100 ليرة تركية.
تتشابه حال عبد الحميد مع معظم العمال ومحدودي الدخل في مدينة إدلب، فالعمل غير ثابت وبوتيرة متقطعة، وأسعار معظم المواد مرتفعة، لافتًا إلى أنه من المؤسف اليوم الحديث عن سعر سلعة مثل البيض أنها صارت مرهقة.
وبحسب أسئلة لأصحاب ثلاثة محال في إدلب عن الإقبال على شراء البيض، ذكروا أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسة ومن ضمنها البيض أدى إلى تغير في الثقافة الاستهلاكية، وبات الأهالي يشترون البيض بشكل متفرق بعد أن كانوا يشترون طبق بيض كاملًا ويضعونه في الثلاجة ويشترون آخر حال نفاد الكمية.
ويباع طبق البيض (30 بيضة) بوزن كيلوغرامين بـ75 ليرة تركية، بينما كان يباع قبل أسبوعين بـ55 ليرة تركية، كما تباع البيضة الواحدة بالمفرق بثلاث ليرات تركية.
وبلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل كل دولار واحد 32.5 للمبيع، و32 للشراء، وفق تسعيرة “اتحاد الصرافين” في إدلب المعتمدة في المنطقة.
انخفاض الدجاج المنتج للبيض
أرجع مربو الدواجن أسباب هذا الارتفاع إلى انخفاض عدد الدجاج المنتج للبيض، بسبب نفوق أعداد منها لكثرة الأمراض والأوبئة هذا العام، وتقلب درجات الحرارة بشكل حاد ما يؤثر سلبًا على تربية الدواجن وتكاليف الإنتاج.
ياسر جمعة ظريفة، مربي دواجن في إدلب، قال ل، إن أسباب ارتفاع أسعار البيض في المنطقة تعود إلى الأوبئة والأمراض التي ضربت المداجن، وأدت إلى نفوق ثلث الدجاج “البياض” في المنطقة، الذي يصل عدده حسب تقديرات أصحابه إلى مليون وأربعمئة ألف دجاجة، وأدت الأمراض إلى فساد نصف الإنتاج من البيض، ما كبد مربي الدواجن خسائر كبيرة.
وأضاف المربي أن تقلبات الجو الحادة خلال فترات الانتقال من الصيف إلى الشتاء وبالعكس أثرت سلبًا، لكن اللافت هذه الأيام التقلبات الشديدة الحادة بين النهار مرتفع الحرارة والليل شديد البرودة، وهذا أمر لم يعتده مربو الدجاج في السنوات السابقة.
مرتبط بالعرض والطلب
ذكر ياسر أن أسعار البيض في إدلب بالوقت الحالي تشهد حالة عدم استقرار، ما يؤثر بشكل سلبي على مربي الدواجن، موضحًا أن قلة الطلب على البيض بعد شهر رمضان (آذار الماضي) أدت إلى تراكم البيض في المداجن.
وأضاف أن أسعار البيض في إدلب ككل السلع ترتبط بقانون العرض والطلب، فكثرة عرض البيض سابقًا من قبل المداجن وقلة الطلب من قبل المواطنين أجبرتا أصحاب المداجن على بيع البيض بأسعار أقل من سعر التكلفة ما كبدهم خسائر فادحة.
وذكر ياسر أن أصحاب المداجن التي تختص بإنتاج البيض اضطروا قبل أسبوع لبيع طرد البيض الذي يتكون من 12 طبقًا بـ19 دولارًا أمريكيًا، في حين أن تكلفة إنتاج الطرد تتجاوز الـ25 دولارًا، وذلك للتخلص من الكميات الزائدة لديهم قبل فسادها.
وذكر المربي أن سعر الطرد اليوم عاد إلى 26 دولارًا وهي تكلفة الإنتاج.
ولفت جمعة ظريفة إلى أن انخفاض الأسعار بشكل طفيف في الأيام القليلة السابقة يريح المواطن، إلا أنه يؤثر سلبًا على إنتاج البيض في المنطقة، مشيرًا إلى أن انخفاض الأسعار وارتفاع تكاليف الإنتاج سوف يجبر منتجي البيض على هجر هذه المهنة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد في المستقبل.
الدجاج يتأثر أيضًا
يشهد المستوى العام للأسعار في الشمال السوري ارتفاعات متكررة تشمل مجموعة من السلع والمواد الأساسية والغذائية، ويزيد هذا الارتفاع من صعوبة قدرة السكان على الشراء، ما يدفع معظمهم إلى الاعتماد على مصادر متعددة لمحاولة تحقيق توازن بين الدخل والنفقات.
وتأثرت أسعار الدجاج الحي خلال فترة نفوق الدجاج، ووصل سعر الطن من الفروج إلى 2000 دولار أمريكي في آذار الماضي.
منتصف نيسان الماضي، انخفضت أسعار الدجاج بسبب تراجع الطلب بعد عيد الفطر، وعودة العمل في جميع المداجن، التي أغلقت خلال فصل الشتاء.
وانخفض سعر الفروج حينها بمقدار 700 دولار للطن الواحد، ووصل سعر الطن إلى 1400 دولار أمريكي، بعد أن وصل إلى 2100 دولار للطن.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي