تقليص المحروقات المدعومة يقلل ساعات “الأمبيرات” في الحسكة
توقفت بعض المولدات التي تغذي نظام “الأمبيرات” في محافظة الحسكة والمدن والبلدات التابعة لها عن العمل، نتيجة عدم تسلم مخصصات المازوت من قبل لجنة المحروقات في “الإدارة الذاتية”، ما زاد من مشكلات السكان تزامنًا مع موجة حر ضربت المحافظة.
وأفادت مراسلة في الحسكة أن أزمة في الكهرباء تعيشها بعض مناطق محافظة الحسكة نتيجة توقف المولدات عن العمل منذ نحو أسبوع.
محمد الخيري صاحب مولدة “أمبيرات” في مدينة القامشلي شمالي الحسكة، قال ل، إنه كان يحصل على ليتر المازوت المدعوم بسعر 2350 ليرة سورية، وتسلم آخر حصة له قبل حوالي سبعة أيام.
وعندما توجه لتسلم دفعة جديدة من مخصصات المازوت، أبلغته لجنة المحروقات أنه لن يحصل على مخصصات كافية لتشغيل المولدة لثماني ساعات كما كان الحال سابقًا، بل سيحصل فقط على ما يكفي لتشغيلها لمدة ست ساعات، على الرغم من عدم صدور أي قرار رسمي بخصوص تغيير المخصصات.
وأضاف محمد أن موظف لجنة المحروقات طلب منه مراجعة اللجنة بعد خمسة أيام لتسلم المخصصات، ما أجبره على إيقاف مولدته عن العمل بشكل كامل لأنه لا يستطيع تحمل تكلفة شراء ليتر المازوت الحر بسعر 4600 ليرة سورية.
وذكر أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يؤدي إلى تعطل المولدة بشكل متكرر، ما يستدعي إيقافها لتبريدها وإصلاحها في بعض الأحيان.
تزامنًا مع حر الصيف
بلغت درجة الحرارة في محافظة الحسكة لحظة تحرير هذا الخبر 42 درجة، وفق موقع “the weather channel” المتخصص بمراقبة حركة الأرصاد الجوية، خلال ساعات اليوم، في حين لا يتوقع أن تنخفض إلى ما دون 40 درجة خلال الأسبوع الحالي.
ويعتمد سكان مناطق شمال شرقي سوريا على المولدات الكهربائية (الأمبيرات) لتلبية احتياجاتهم من الطاقة، ويوجد في المنطقة ثلاثة أنواع من الاشتراكات بمولدات “الأمبيرات”، منها يعمل بنظام ثماني ساعات في اليوم، ومنها 16 ساعة، وأخرى تعمل ليوم كامل.
سارة حسو من سكان حي الكورنيش، قالت ل، إنه اضطرت قبل شهر لبيع خاتم من الذهب كانت تملكه، لتأمين تكلفة الاشتراك في مولدة “الأمبيرات” التي تعمل بنظام 24 ساعة، بسبب وجود طفلين يبلغان من العمر ستة أشهر في المنزل، وقد لا يتحملان حر الصيف.
وفي منتصف الأسبوع الماضي، فوجئت سارة بالانقطاع المتكرر للكهرباء، علمًا أن التيار كان في السابق ينقطع لمدة نصف ساعة أو ساعة يوميًا في حالة حدوث أعطال، لكن المولدة تعمل اليوم لأقل من 18 ساعة رغم أنها تدفع اشتراكًا يغطي 24 ساعة، بتكلفة سبعة دولارات لكل “أمبير”، أي ما يقارب 106000 ليرة سورية.
ويبلغ سعر صرف الليرة السورية 14800 مقابل كل دولار واحد وفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات.
وتواصلت مع هيئة المحروقات ولجنة الموالدات في المدينة ولكنها لم تتلقَ أي رد حتى لحظة تحرير هذا الخبر، في حين لم تصدر “الادارة الذاتية” أي قرار بخصوص الموالدات ما يجعل أصحابها المتحكم في تشغيلها وإيقافها في ظل ارتفاع درجات الحرارة الحالي.
التكاليف ارتفعت
سوار عبد الحي، يعمل في إدارة مولدة “أمبيرات” بنظام 24 ساعة في مدينة الحسكة، قال ل، إن تشغيل المولدة يعتمد على المازوت المدعوم الذي توفره “الإدارة الذاتية” لأصحاب المولدات، والذي يكفي لتشغيل المولدة لمدة ثماني ساعات فقط.
وأضاف أن أصحاب المولدات يلجؤون لشراء المازوت بسعر 4600 ليرة سورية لليتر الواحد لتغطية ساعات التشغيل الإضافية، بالإضافة إلى تحمل تكلفة نقل تصل إلى 30 ليرة سورية لكل ليتر.
ووفق سوار، لم يتلقَ أصحاب المولدات أي مخصصات منذ أكثر من عشرة أيام، ما أجبرهم على تقليص ساعات تشغيل المولدات.
موظف في لجنة المحروقات أخبر سوار أن المازوت المدعوم الذي كان يُباع سابقًا بسعر 2350 ليرة سورية، لن يُوزع بعد الآن على منشآت مثل المقاهي والمطاعم والمسابح وبرادات التخزين ومعامل “البلوك”، إذ تركز اللجنة حاليًا على تلبية احتياجات الأفران والمطاحن والمزارعين ومولدات الاشتراك، وفق ما قاله سوار ل.
وإلى جانب “الأمبيرات”، يلجأ بعض السكان لتركيب ألواح الطاقة الشمسية، التي لا تعتبر تكلفتها منخفضة مقارنة بغيرها من خيارات الطاقة.
ورغم أن “الأمبيرات” وألواح الطاقة الشمسية تعد حلًا بديلًا، تشكّل ارتفاع تكلفتها وضعف القدرة الشرائية عائقًا أمام السكان للاشتراك فيها.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي