سرعان ما أصبح تمثال الزعيم الروسي جوزيف ستالين، في محطة “تاجانسكايا” في موسكو، حديث البلاد، بعد أن تمّ الكشف عنه قبل أيام، خلال احتفالات يوم النصر، والذكرى التسعين لمترو موسكو، الذي تم افتتاحه للمرّة الأولى في ذروة حكم ستالين عام 1935.

صمّم التمثال النحّاتان يفغينيا بلينوفا، وبافيل بالاندين عام 1950، وهو عبارة عن جدارية يتوسطها ستالين على خلفية كاتدرائية القديس باسيل في الساحة الحمراء، وبرج سباسكايا في الكرملين، وخلفه أربع مدن هي لينينغراد، وستالينجراد، وسيفاستوبول، وأوديسا، التي وصفها ستالين بأنها “مدن بطولية” لدورها في الحرب العالمية الثانية.

عام 1955، تمّ استبدال التمثال بنسخة أخرى مصنوعة من مادة مختلفة. ثم أُزيل ستالين من الجدارية في أواخر الخمسينيات، خلال إزالة آثار الستالينية في عهد نيكيتا خروتشوف. وتم تفكيك العمل بعد إعادة بناء المحطة عام 1966.

وقال المؤرخ المعماري ألكسندر زينوفييف لصحيفة “موسكو تايمز”، إن العديد من العناصر الرئيسة للنحت الأصلي لم تُحفظ في عملية إعادة إنشائه، بما في ذلك اللوحة الخزفية وبعض الألوان والتفاصيل الزخرفية حول الحواف.

وكتب زينوفييف على تيليجرام: “في النهاية، نتج عن إعادة التمثال لفتة إيديولوجية، أكثر منها محاولة حقيقية لاستعادة المظهر المعماري التاريخي”.

108 تماثيل 

وقالت إدارة مترو موسكو، “إن النقش البارز هو نسخة طبق الأصل من الأصل صُنعت عام 1950، وتمّ تقديمها كهدية للركاب بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس نظام المترو”.

أضافت: “يعمل الخبراء حالياً على إعادة إنشاء التكوين من صور ووثائق أرشيفية. ونخطط لإكمال العمل في المستقبل القريب”.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”: “منذ تولي فلاديمير بوتين السلطة قبل أكثر من 25 عاماً، تمّ خلالها نحت وتصميم ما لا يقل عن 108 نصباً تذكارياً لستالين في جميع أنحاء روسيا، وتسارعت وتيرة تشييدها منذ غزو أوكرانيا عام 2022، وفقاً لما ذكره إيفان جيانوف، المؤرخ والصحفي الذي يتابع التماثيل”. 

واعتبرت الصحيفة “أن الحنين للحقبة السوفيتية قوي، لا سيما بين الأجيال الأكبر سناً، التي صدمها الانتقال المؤلم إلى الرأسمالية، ما يعزز ذكريات ستالين كرجل قوي فرض النظام على بلد مترامي الأطراف وقاده إلى النصر على ألمانيا النازية. ويرى معجبوه أن عمليات التطهير والمجاعات والترحيل الجماعي، هي “تجاوزات” يتحمل مسؤوليتها في الغالب مسؤولون محليون متحمسون”.

وصرّح بوتين قبل أيام بأنه سينظر في إعادة تسمية مدينة فولغوغراد الجنوبية إلى ستالينغراد، وهي خطوة لطالما أيّدها قادة الحزب الشيوعي الروسي.

يُستخدم اسم “ستالينجراد” مؤقتاً بالفعل خلال الأعياد الوطنية واحتفالات الذكرى السنوية للحرب.

شاركها.