اخر الاخبار

تهديدات ترمب.. انفتاح أوروبي على مناقشة إرسال قوات لجرينلاند

أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الثلاثاء، انفتاح بلاده والاتحاد الأوروبي على مناقشة مسألة إرسال قوات أوروبية إلى جرينلاند، في إطار الدفاع عن الدنمارك والحدود الأوروبية، وذلك بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة بضم الجزيرة.

وقال بارو لـ”إذاعة الجنوب” الفرنسية، إن بلاده “بدأت في مناقشة قضية (إرسال قوات أوروبية) مع الدنمارك”، لكنه لفت إلى أن الحكومة الدنماركية “لم تعبر عن رغبتها، في هذه المرحلة، عن إرسال قوات إلى جرينلاند”.

ومضى قائلاً: “ما سمعته البارحة في بروكسل أن هناك تضامناً قوياً من الاتحاد الأوروبي مع الدنمارك، وأنهم مستعدون لمناقشة هذه المسألة في حال تم طرحها”، في إشارة إلى اجتماع وزراء خارجية دول التكتل في العاصمة البلجيكية، الاثنين.

“الولايات المتحدة لن تغزو جرينلاند”

ولم يستبعد الوزير الفرنسي هذه الخطوة “إذا كان هناك تهديد لمصالح أوروبا الأمنية”، لكنه عبّر عن اعتقاده بأن “الولايات المتحدة لن تغزو جرينلاند”.

وشدد بارو، على أنه ليس في صالح أي بلد “الدخول في صراع مع الاتحاد الأوروبي”، وأنه “لا نقاش بشأن الحدود الأوروبية”.

وفي حال قدمت الدنمارك بشكل رسمي طلباً للاتحاد الأوروبي من أجل إرسال قوات إلى جرينلاند، قال بارو إن فرنسا “سترد بالموافقة”.

وسبق أن طرح رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي روبرت بريجير، السبت الماضي، فكرة نشر قوات من دول الاتحاد الأوروبي في جرينلاند، وقال: مثل هذه الخطوة تتطلب في نهاية الأمر قراراً سياسياً. واللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي هي أعلى هيئة عسكرية به، إلا أنها تضطلع بدور استشاري فقط لأن الاتحاد الأوروبي ليس له جيش خاص به”.

جولة رئيسة وزراء الدنمارك في أوروبا

وتأتي التصريحات الفرنسية بالتزامن مع بدء رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن جولة سريعة بين العواصم الأوروبية من أجل حشد الدعم، وبحث آلية الرد على تهديدات ترمب المتكررة.

وقالت فريدريكسن عقب اجتماعها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن القادة السياسيين في أوروبا وخارجها “قدموا دعمهم الكامل للحفاظ على احترام الحدود الدولية”.

وأضافت فريدريكسن لقناة TV2 الدنماركية، أن “الرسالة الواضحة من الأصدقاء في الدول الاسكندنافية وأوروبا، وأيضاً خارج أوروبا، هي أنه يجب احترام الأراضي وسيادة الدول. وهذا أمر بالغ الأهمية للمجتمع الدولي الذي بنيناه معاً منذ الحرب العالمية الثانية”.

وشددت رئيسة الوزراء الدنماركية التي التقت كذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، على ضرورة أن “تعزز أوروبا أمنها ودفاعها لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في القارة الأوروبية”، مشيرة إلى الحوادث الأخيرة في بحر البلطيق والحرب في أوكرانيا.

وأضافت: “نرى هجمات روسية هجينة في أوروبا، وفي بحر البلطيق… نحن بحاجة إلى أن تكون أوروبا أقوى وأكثر حزماً، وتقف على قدميها بشكل متزايد”.

والتقت رئيسة الوزراء الدنماركية أيضاً، في وقت سابق الثلاثاء، بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته في بروكسل.

وقال روته على منصة “إكس”، إنه بحث مع فريدريكسن “كيفية العمل لتعزيز الأمن في بحر البلطيق، ودعم أوكرانيا، والاستثمار بشكل أكبر في الدفاع، بما في ذلك في الشمال العالي”.

تعزيز الانفاق الدفاعي

وكانت الدنمارك أعلنت، الاثنين، أنها ستنفق 14.6 مليار كرونة دنمركية (2.05 مليار دولار) لتعزيز وجودها العسكري في القطب الشمالي.

وبعد تخفيضات جذرية في الإنفاق الدفاعي لأكثر من عقد، خصصت الدنمارك العام الماضي 190 مليار كرونة دنمركية (26 مليار دولار) لجيشها على مدى 10 سنوات، جرى تخصيص جزء منها الآن للقطب الشمالي.

وعلى الرغم من مسؤولية الدنمارك عن أمن جرينلاند ودفاعها، فإن لديها قدرات عسكرية محدودة على الجزيرة الشاسعة، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها “ثقب أسود” أمني.

وحالياً، تشمل قدرات الدنمارك 4 سفن تفتيش متقادمة، وطائرة مراقبة تشالنجر، و12 دورية زلاجات تجرها كلاب، وكلها مكلفة بمراقبة منطقة تبلغ مساحتها 4 أضعاف مساحة فرنسا.

وأوضح وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن في مؤتمر صحافي، أن الاتفاق يشمل شراء 3 سفن بحرية جديدة في القطب الشمالي، ومضاعفة عدد طائرات المراقبة بعيدة المدى المخطط لها إلى 4، فضلاً عن المراقبة عبر الأقمار الصناعية.

واتفقت الأحزاب السياسية على تخصيص المزيد من الأموال للقطب الشمالي، في صفقة ستقدم في النصف الأول من العام.

وللجيش الأميركي وجود دائم في قاعدة بيتوفيك الفضائية في شمال غرب جرينلاند، وهي موقع استراتيجي لنظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية، حيث يمر أقصر طريق من أوروبا إلى أميركا الشمالية عبر الجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *